|
نائب المدير العام
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان قضايا الساعة
تفجير الكنائس في الشرق الأوسط .. فتنة إسلاميّة – مسيحيّة لتحقيق أهداف صهيونيّة
بتاريخ : 23-Jan-2011 الساعة : 04:31 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
تفجير الكنائس في الشرق الأوسط .. فتنة إسلاميّة – مسيحيّة لتحقيق أهداف صهيونيّة
لم يمض سوى ساعات قليلة على الإنفجار الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة في مصر حتى توجّهت أصابع الإتهام إلى تنظيم القاعدة الذي لم ينفِ بدوره هذه الإتهامات لا بل أكدها في أكثر من موقع ومنتدى الكتروني.
فالقاعدة التي بنت شهرتها العالمية على أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 أصبحت بشكل أو بآخر واجهة لأي عمل إرهابي يطال المسيحيين في العالم. فمنذ تدمير برجي التجارة في نيويورك وإعلان الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش "حرباً صليبية" حسب تعبيره على أفغانستان والشرق الأوسط، إشتعلت منطقتنا بنزاعات لم تعهدها من قبل وازداد التشدد والتطرّف تحت عنوان الحماية الذاتية، وتناسى الجميع أن الإسلام والمسيحية قد عاشتا معاً بسلام في الشرق الأوسط لأربعة عشر قرناً، فتجاهلوا أنّ الولايات المتحدة الأمريكية هي من صنعت ما يسمّى بالتطرّف الإسلامي لمحاربة الإتحاد السوفييتي واستخدمته بعدها لشن حرب ضروس على المنطقة سعياً وراء الخيرات من جهة وتقسيم محيط فلسطين المحتلة إلى دويلات طائفية ومذهبية وعرقية متناحرة من جهة أخرى، والهدف من ذلك إضعاف هذه الدول وجعلها كانتونات كما الكيان الصهيوني، وبالتالي تسهيل مهمّة السيطرة عليها من قبل هذا الكيان. ويوماً بعد يوم تتكشف حقيقة هذا التطرّف المصطنع الذي يتم استخدامه عن قصد وبتخطيط إعلامي دقيق، من أجل صناعة العقول وذلك عن طريق البدء بـ"قصف العقول" بأخبار ومعلومات تثير الرعب والخوف من المتطرفين، ثم المباشرة بعد ذلك في قصف الشعوب. وتستكمل أمريكا وحليفتها إسرائيل اليوم هذا المخطط بضرب الوحدة المسيحية – الإسلامية في العراق ومصر والسودان مستخدمة أداتها المفضلة، فهل ستنتقل العدوى إلى لبنان؟
في ظل هذا الموقع المأساوي المظلّل بتعتيم عربي عن الحقائق التي كسفت بنورها ضوء الشمس، رأى النائب في البرلمان اللبناني إميل رحمة في حديث لموقع قناة المنار أننا "لا نستطيع أن نجد تفسيراً للهجمات الإرهابية التي يتعرّض لها المسيحيون في الشرق، فهذا إرهاب دموي غير مقبول بحق أبناء الأرض الذين عاشوا سوياً بمحبة طوال قرون من الزمن، كما أنّ أخلاق الديانتين الإسلامية والمسيحية بعيدة جداً عن هذه الممارسات الهمجيّة. وهناك مخطط واضح لتهجير المسيحيين من الشرق الأوسط وهذا ما يفقد العروبة أي معنى لها حيث لا يجب أن يكون هناك دين طاغٍ، فتفاهم وتلاقي الأديان والحضارات هو الأساس وللأسف هو يضرب اليوم ضربة قاضية". وتابع رحمة "نحن نرفض ونستنكر هذه المجازر الإرهابية ونرى أن هذا المخطط يخدم العدو الصهيوني والأحادية العالمية، فعلى الرغم من أننا لا نستطيع إتهام هذا الكيان الغاصب بشكل قانوني مباشر، إلا أنه من خلال تحليل ما يجري من أحداث سنجد أن الجهة التي تقوم باستهداف المسيحيين لا تريد العيش المشترك في المنطقة، وإنطلاقاً من مطالبة الكيان الصهيوني بدولة عنصرية ومن تحليلنا المبني على وقائع بالطرح السياسي نجد أن العدو الإسرائيلي هو المسؤول عن هذه الأعمال الإرهابية". وأضاف رحمة "بعكس ذلك نلاحظ أن الكنائس في إيران محترمة ولم نسمع يوماً بأي تعدٍ على كنيسة هناك، فالإيرانيون غير عنصريين، ونرى هذا الواقع أيضاً في عدة مناطق أخرى، ففي مصر نجد أن الدولة أبدت اهتماماً كبيراً بالأقباط بعد التفجيرات التي استهدفتهم مما يعتبر خطوة على طريق محاربة التمييز العنصري، أما في لبنان فنحن متخوفون وجميع اللبنانيين كذلك ونحن لا نتهم أحد أبداً بالسعي إلى خلق فتنة كهذه إلا أننا لا نستبعد وجود خلايا تدعي الإسلام تستعمل لزرع الفتنة، والدين الإسلامي براء منهم فهؤلاء لا دين لهم ولا مذهب".
وفي سياق متصل دان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في حديثه إلى موقع قناة المنار "العملية الإرهابية التي استهدفت كنيسة القديسين في الإسكندرية وأودت بحياة مواطنين أبرياء"، معتبراً "أن ما حصل من مجزرة رهيبة في الكنيسة هو عمل إجرامي منظّم من أصحاب المخططات والمشاريع التقسيمية على مستوى العالم العربي، وما يحدث في مصر والسودان والعراق ولبنان وغيرها من أحداث وفتن يؤكد استمرار المخططين لمشاريعهم الهادفة إلى زعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة وزرع بذور الفتن والتفرقة بين المسلمين والمسيحيين".
وشدد قبلان على "وحدة المسلمين والمسيحيين وتماسكهم والإحتكام إلى العقل والحكمة لمواجهة الخطر المحدق بهم والذي بدأ في العراق واليوم في مصر وغداً في أي دولة عربية تحتضن المسيحيين والمسلمين"، مطالباً المسؤولين العرب بـ"التنبه والحذر وتحمّل مسؤولياتهم الوطنية لمنع الفتنة من تقويض المجتمعات العربية ولوضع حد لمثل هذه الأعمال الإرهابية التي ستكبر ككرة الثلج إذا واجهناها بالإهمال والإسترخاء، في حين أنها تتطلب الحزم والشدة وصون الأوطان والشعوب من دسائس ومؤامرات ومشاريع أعداء الإسلام والمسيحية وكل الرسالات السماوية".
بدوره علّق الأب كميل مبارك في حديثه إلى موقع قناة المنار على العمل الإرهابي ضد المسيحيين قائلاً "لا يجوز أن نبرِّئ القوى المحليَّة من مثل هذه الأعمال، ونتهم دائماً الإرهاب العالمي ونجعل منه غطاءً واسعاً لإرادات سيئة وأعمال شريرة تنبع من داخل البلدان التي تحصل فيها الإعتداءات على الكنائس. وفي جميع الأحوال، فإنَّ السلطات المحليَّة المسؤولة عن أمن المواطنين جميعاً، هي مسؤولة عن أمن المسيحيين كذلك. وإذا اعتبرت نفسها غير معنيَّة، أو قصَّرت بالقيام بواجبها تجاه أبناء الوطن من فئة معينة من الناس، فتعتبر متواطئة أو على الأقل ميَّالة لمثل هذه الجرائم".
وأشار الأب مبارك إلى أنّ "احتمالات المخططات الهدَّامة واردة، ولكن هناك احتمالات أخرى مبنيَّة على الأحقاد والتربية العنصرية الرافضة للآخرين الذين ينتمون الى ديانات مختلفة. وفي كلا الحالتين أرى توافقاً بين مَن ينفِّذ هذه العمليات الإجرامية ضد المسيحيين وبين مخططات كيسنجر والصهيونية التي تسعى الى خلق دويلات عنصرية مشابهة للدولة العبرية اليهوديَّة. فكل عنصرية مرفوضة أأتت من المسلمين أو من اليهود أو من المسيحيين أو من الوثنين. وهنا أُحذِّر أنَّه في حال تمَّ تهجير المسيحيين من البلدان ذات الأغلبية المسلمة وبخاصة الدول العربية، لن يبقى في هذه البقعة من الأرض سوى المسلمين وجهاً لوجه مع إسرائيل والصهيونية، وسوف يدخلون ويتابعون حَرْباً لن تنتهي، فهل يرضى عقلاء المسلمين بهذه النتيجة؟ وهل يرضون بأن يُتَّهم الاسلام بالإرهاب والإجرام بينما فيه من آيات التسامح والرحمة ما لا يحصى ويُعدُّ؟".
وقد استبعد الأب مبارك من جهته انتقال هذه الأعمال الإجرامية إلى لبنان فرأى أنّ "الحرب على الأرض اللبنانية قد استمرّت لأكثر من خمسة عشر سنة وحصل فيها ما حصل من تنافر وكراهية واقتتال وجرائم. وانتهت اليوم على الأقل في الظاهر، وقد تهدَّمت كنائس عديدة بفعل التهجير. والآن وبعد المصالحات العديدة، لا زلنا نسمع بإشكالات أمنية هنا وهناك غير أنها تقمع أو تضبط من السلطات المسؤولة عن الأمن في البلاد. وبالرغم من كل ما جرى ويجري، أنا أعتقد أنَّ الوعي اللبناني الذي استطاع أن يتجاوز جميع هذه المحن، قادر على استيعاب الصدمات وبات أقرب إلى التفاهم العقلي بين الطوائف لأنَّ الصراع انتقل من المستوى الطائفي نسبياً إلى المستوى السياسي وهذه واحدة من ضمانات عدم حصول ما جرى في العراق أو مصر أو نيجيريا أوساحل العاج. وهكذا أنا أراهن على وعي اللبنانيين عامة وقدرتهم على التفاهم بلغة بعيدة عن الدم والإرهاب، فالتجربة أثبتت لهم فشل كلَّ المحاولات العنيفة وغلَّبت الوسائل السلمية كالحوار والتفاهم بين شرائح هذا المجتمع".
إنّ ما نراه في هذه الفترة من تعديات على الأماكن المقدسة إسلامية كانت أم مسيحية من تفجير للمساجد والكنائس، وتمزيق وحرق كتاب الله والسخرية من رسوله (ص) بالرسوم الكاريكاتورية بعد أن سخر الإعلام الصهيوني من نبي الله عيسى ابن مريم (ع) ليس سوى خطة حديثة لإستكمال سابقاتها، فتاريخياً عندما أراد الغرب أن يغزو بلادنا ويقسّمها من أجل الإستيلاء على ثرواتها إفتعل ما يسمّى بـ"المسألة الشرقية"، فكانت النتيجة معاهدة سايكس بيكو التي قسمت البلاد والعباد إلى دويلات وأقاليم وقوميات وعنصريات. وها نحن اليوم أمام مسرحيّة جديدة من التجزيء والتفتيت تحت إسم "الشرق الأوسط الجديد" الذي طالعتنا به أمريكا، وأمام واقع كهذا أليس من الضروري أن نتساءل عن دور الكيان الصهيوني في كل ما يحصل، خاصة أنّ ما حصل هو خدمة للصهيونية ولا علاقة للمسلمين والمسيحيين به، وأن المعاهدة الجديدة التي بدأت مفاعيلها في أفغانستان وباكستان وإنتقلت إلى السودان والعراق واليوم إلى مصر، لا بد منها لتقسيم الدول التي صنعتها معاهدة سايكس بيكو إلى دول مذهبية وطائفية أو عرقية أو قومية لتسهيل الأمر على الصهاينة، فيكون من حقهم وحدهم امتلاك دولة يهودية تنعم بالقوة والرفاهية والإستقرار وتستخدم كل من حولها !!
المنار
|
|
|
|
|