انطوان بارا المفكر المسيحي الديانة والشيعي الفكر - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـنـبـر الـحـر :. ميزان المنبر الحر
ميزان المنبر الحر استراحة الأعضاء والمشاركات المتجددة
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع fadak مشاركات 0 الزيارات 1821 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

fadak
الصورة الرمزية fadak
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 9098
الإنتساب : May 2010
الدولة : الجنوب المقاوم
المشاركات : 1,619
بمعدل : 0.30 يوميا
النقاط : 0
المستوى : fadak is on a distinguished road

fadak غير متواجد حالياً عرض البوم صور fadak



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان المنبر الحر
افتراضي انطوان بارا المفكر المسيحي الديانة والشيعي الفكر
قديم بتاريخ : 25-Jan-2011 الساعة : 05:54 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


يعتبر نفسه شيعياً وإن كان مسيحياً!
أنطون بارا: أنتم لا تعرفون قدر الحسين ()!
لم نكن نتصور ونحن نتوجه للقاء الأستاذ أنطون بارا أننا على موعد مع شخصية رجل يعتبر نفسه شيعياً! فما نعلمه عنه أنه مفكر وباحث مسيحي الديانة وقد كتب كتاباً بعنوان (الحسين في الفكر المسيحي) ضمنه رؤاه تجاه ثورة سيد الشهداء (عليه الصلاة والسلام).
أنطون بارا الذي لم يكن يذكر الحسين إلا ويقرن ذكره بقوله ()، وهو يرى أن أبا عبد الله ليس حكراً على الشيعة أو المسلمين بل هو للعالم أجمع فهو (ضمير الأديان) حسب وصفه. والمثير في الأمر أنه يعتبر التشيع (أعلى درجات الحب الإلهي) ومن هنا فإنه يعتقد بأن كل شخص في هذا العالم مهما كانت ديانته فإنه يمكن أن يكون شيعياً (لعظمة الاقتداء بأهل البيت )، وكي يحافظ على جماليات عقيدته)!
بيد أنه وفي السياق ذاته قال: (أنتم الشيعة والمسلمون لم تعرفوا قدر الحسين، فالمفترض أن تكون لديكم أمانة تامة بتوصيل صيحته يوم عاشوراء إلى العالم، وهذه الأمانة تستدعي التعمق بأركان وروحية حركته الثورية وعدم الاكتفاء بالسردية والمظهر الخارجي للواقعة). وحينما وجه بارا كلمته هذه إلينا أثناء اللقاء استذكرنا كيف أننا أضعنا تراث إمامنا العظيم وكم نحن مقصرون في حق نصرته التي تتجلى اليوم بقول الحق والدفاع عن المظلوم وإعلاء راية العدالة والحرية.
تحدث بارا عن ظروف تعرفه على شخصية أبي الأحرار سلام الله عليه، بدءاً من لقائه بالمرجع الديني الأعلى الإمام الشيرازي في أوائل السبعينات الذي شوقه لتأليف كتابه القيم، وحتى ما واجهه من متاعب وصعوبات ومحاربات من قبل البعض الذين لم يعجبهم ما ورد في ثنايا هذا الكتاب. لكنه أوضح أنه متيقن من أن (سيدي الحسين سيشملني بكرمه يوم لا ينفع مال ولا بنون). وهذا نص اللقا معه:

• س: أستاذ أنطون.. هلا سردت لنا قصة تأليفك لكتابك الحسين في الفكر المسيحي؟
• ج: في البداية لم أكن أعرف شيئاً عن واقعة كربلاء الدامية سوى بعض الخطوط العامة من قبيل خروج الإمام الحسين () على يزيد لعنه الله ومقتله في أرض كربلاء، وذلك لأننا كنا أثناء دراستنا نمر مروراً سريعاً على هذه الواقعة دون أن نطلع على التفاصيل. ولكن حينما تعرفت على شخصية الإمام المرجع السيد الشيرازي قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، أهداني بعض الكتب التي تتحدث عن الحسين () فقرأتها ووجدتها ملحمة فريدة من نوعها، واستغربت كيف أنها لم تجد اهتماماً على مستوى المفكرين المسلمين، فالمسلم غير الشيعي يتحدث عنها كمجرد حادثة تاريخية لاعتبارات ترتبط بالوجهة العامة للمجتمع الذي يعيش فيه وحتى لا يخالف بيئته وثقافته، أما المسلم الشيعي فإنه ينظر إلى هذه الواقعة العظيمة بنظرة تغلب عليها العاطفة. فاتجهت إلى ما كتبه المستشرقون فلم أجد كتاباتهم إلا في فلك النظرة المادية التي أغفلت جوانب الثورة الروحية والاجتماعية.
هذا كله دفعني إلى تدوين ملاحظات عن هذه الثورة وعن شخصية الحسين ()، ولعل نظرتي كانت أكثر النظرات حيادية وموضوعية بغض النظر عن الاعتبارات الأخرى العاطفية والعقائدية، فأنا كاتب وباحث مسيحي يعيش في بلاد مسلمة وقد تشربت الثقافة الإسلامية من ذات المصادر التي غذت المسلمين، مما جعل هويتي الثقافية والاجتماعية هوية إسلامية على رغم ديانتي المسيحية. وهذا ما جعل إدراكي للقضية الحسينية إدراكاً واعياً متكاملاً.
وفي الواقع لم تكن لديّ النية لتأليف أي كتاب بهذا الخصوص، لكنني كنت دائم التردد على ديوانية الإمام الشيرازي في (بنيد القار) مع الأخ الشيخ أزهر الخفاجي، وحيث كان الحديث يدور بيننا في الديوانية أشرت إلى أنني بحكم طبيعة عملي الصحافية دونت كثيراً من الملاحظات عن الإمام الحسين ()، فقال لي الإمام: (لماذا لا تكتب كتاباً تجمع فيه هذه الملاحظات؟) فأجبت: (سأفكر في الموضوع). والحقيقة أن الفكرة اختمرت في رأسي فرحت إلى مكتبي ووجدت الملاحظات التي دونتها وقد بانت سماكتها، فصرت أبحث أكثر وأكثر، وكما تعلم فإن الباحث ما إن يبدأ بالبحث لا ينتهي أبداً، وكلما تعمقت ازداد البحث صعوبة وقد وجدت نفسي أسير في حقل ألغام ملؤه الحساسية، فلعلك تتبنى رأياً يعجب هذا ولا يرضي ذاك، عدا عن كوني مسيحياً يفترض به النأي عن بحوث كهذه تخص المسلمين.
غير أنني واصلت المسير في بحثي لأنني كنت أعتقد بأننا كمسيحيين عرب ثقافتنا هي ثقافة المسلمين ذاتها، وينبغي أن تكون لنا نظرتنا المتوازنة والمختلفة عن نظرة المستشرقين تجاه قضية الحسين ()، ولست أذيع سراً إذا ما قلت بأنني كنت طوال فترة تأليفي للكتاب أشعر بإلهام معنوي خاص يدفعني إلى مواصلة البحث والتحقيق والكتابة رغم صعوبة ذلك بالنظر إلى الاعتبارات المختلفة.
لقد حاولت الإحاطة بمختلف الجزئيات آتياً على كثير من الشرح والتحليل لمختلف الأبعاد والزوايا، حاولت الإجابة على كثير من الأسئلة التي تكتنف الثورة وشخصية الحسين ()، فلماذا حدثت هذه الملحمة وهل كان هدفها دنيوياً؟ ولماذا أقبل الحسين () على الشهادة؟ وما سر كلماته وصرخاته؟ ولماذا أخذ معه الأطفال والنساء؟ الأمر الذي جعل مدة تأليفي تطول إلى أكثر من خمس سنين منها سنتان كنت فيها في تفرغ تام للتأليف، كما أنني لم أكن متزوجاً بعد، ومع هذا طال تأليفي إلى كل هذه المدة وهي مدة طويلة بالنسبة لي، فبقية مؤلفاتي لم تتجاوز مدة تأليفها سنتان على أقصى التقادير.
وما إن فرغت من الكتاب الذي طالما عدلت فيه ونقحت بين الفينة والأخرى حتى أرسلته إلى الإمام المرجع، فقرأه وأعجب به وقال لي بالحرف الواحد: (اطبعه فوراً) وحينها اشترطت عليه أن يكتب لي مقدمته فأبدى موافقته، وذهبت إلى المرحوم باقر خريبط رئيس تحرير مجلة صوت الخليج التي كنت أعمل بها أيضاً فوافق على التكفل بطباعة الكتاب. وهكذا خرج الكتاب إلى النور بتوفيق من الله وببركة سيدي الحسين ().
وأذكر هنا أنه ما إن نشر الكتاب حتى طلب مني الإمام الشيرازي عشرين نسخة منه بثمنها، فقلت له: (يا سيدنا كيف آخذ منك ثمناً وأنت من أنت؟) فأجاب: (إنني أود أن أساعدك.. وإذا لم تقبل فإنني لن آخذ النسخ). والحقيقة أنني كنت محرجاً جداً أمام إصرار الإمام واضطررت إلى القبول.

• س: ألم يثر كتابك ردود فعل معاكسة؟
• ج:بالطبع أثار الكثير من ردود الفعل، وأكثر مما تتصور. صحيح أن الشيعة بشكل خاص والمسلمين بشكل عام تقبلوه وأعرف كثيراً اعتبروه أفضل ما أُلف في الحسين () إلا أن بعضاً من الناس من المسلمين والمسيحيين اعترضوا على الكتاب. ومما قالوه: أن هذا مسيحي متشيع لآل البيت ()، والحق أنهم أرادوا ذمي فمدحوني!
أذكر أن شخصاً في بيروت أصدر كتاباً فيه رد على كتابي، لكن معالجته كانت ركيكة وسطحية جداً إذ حاول جاهداً أن يثبت أن القضية الحسينية مجرد حادثة تاريخية تتعلق بالصراع على السلطة. لكن في المقابل هناك من ألف رسالة دكتوراه بخصوص الكتاب وقدمها إلى إحدى جامعات لبنان.
وقد أتاني شخص من جامعة لاهور في باكستان واسمه (مشتاق أسد) طالباً الإذن في ترجمة الكتاب إلى اللغة الأوردية فوافقت سرياً وقد أبدى استغرابه من أنني لم أطلب أية نسبة من الأرباح فقلت له: (إنني لم أؤلف هذا الكتاب للتربح بل ألفته لإيماني بشخصية الحسين () ).
كما جاءني دكتور عراقي من النمسا يدعى (رضا رشيد) راميا ترجمة الكتاب إلى اللغتين النمساوية والروسية فوافقت أيضاً. والحمد لله فقد ترجم الكتاب إلى سبعة عشر لغة عالمية وهذا من فضل الحسين ().
وبعد عشرة سنوات من نشر الكتاب فوجئت باستدعائي إلى النيابة العامة هنا في الكويت بتهمة التعرض للخلفاء المسلمين(!) وحينما ذهبت إلى الموعد المقرر عرفت أن وزارة الإعلام هي صاحبة الدعوى، إذ رأى قسم الرقابة فيها أن عبارة وردت في الكتاب تتحدث عن سياسة عثمان بن عفان الفاسدة في إدارة الحكم والتي كانت السبب في استشراء نفوذ بني أمية هي محل طعن بالخليفة عثمان، وقد دافعت عن كلمتي أمام المحكمة وبينت أنني أخذتها من كتب المسلمين وعلمائهم، وأشرت إلى بعضها وهي مجازة وموجودة في المكتبة المركزية للدولة مما يعني رضاها بمحتواها. ووجهت حديثي للقاضي قائلاً: (تركتم أكثر من 499 صفحة من الكتاب فيها مديح لرموز الإسلام بدءاً من النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين () وتمسكتم بصفحة واحدة تدعون أن فيها طعناً!!) المهم أن المحكمة حكمت علي بغرامة مقدارها خمسون ديناراً مع مصادرة الكتاب ومنعه من التداول! هذا على الرغم من أن الكتاب مجاز أكثر من ثلاث مرات عندما يتم إدخاله في الفهرسة الآلية لمعرض الكتاب وفي كل مرة كما تعلم فإنهم يعيدون قراءة الكتاب، كما أن هناك قضايا رفعت على بعض الأقلام أخذت ذات المقطع من حديثي حول عثمان بن عفان وبقية الصحابة، وكان حكمهم مناقضاً لما حكم عليّ! والظاهر أن في الأمر تدبير بليل.

• س: هل كان تأليفك لكتابك مترجماً لشعور خاص أم أنه كان بحثاً علمياً بحتاً؟
• ج:التأليف كان من كلا الجهتين. ففي البداية كان التأليف هدفاً علمياً بحثياً ولكن ما إن تعمقت أكثر وتوسعت تاريخياً تولد عندي شعور خاص بعظمة الإمام الحسين ()، تلك الشخصية التي ضحت من أجل الدين والمبادئ وكي لا ينحرف المسلمون عن الرسالة وحتى يضمن دوام العقيدة وانتقالها من جيل لجيل، فإنه إن لم يضحِّ بهذه الكيفية الوجدانية الصارخة لما حدثت هذه الرجة العنيفة في النفوس والتي حفظت الدين الإسلامي، والدليل ما حدث عند رد السبايا إلى دمشق إذ خرج السنة والشيعة والنصارى أيضاً وضربوا الجنود ورشقوهم بالحجارة لأنهم اهتزوا وجدانياً، وكذلك في حمص قاموا بضرب الحراس ومنعوهم الماء لأنهم منعوا آل بيت رسول الله ( وسلم) الماء.
إنها مبادئ إنسانية فجرتها ثورة عاشوراء، وهي ما دفعتني إلى المواصلة في تأليف هذا الكتاب الذي لم أنل منه سوى التعب والجهد والمحاربة دون أي انتفاع شخصي إلا اللهم بركة سيدنا الحسين (). وأعني بالبركة طباعة هذا الكتاب لأكثر من عشرين طبعة رغم أنني لم أطبعه إلاّ ثلاث مرات(!) فهناك كثير من الجهات طبعته دون إذن مني لكنني لم أكترث لأنني شخصياً لا أعتبر الكتاب ملكاً لي بل هو ملك للبشرية جمعاء، كما أن الحسين () للبشرية جمعاء.

• س: بعد هذه الدراسة المعمقة لتاريخ الإمام سيد الشهداء (عليه الصلاة والسلام) لابد أنك وصلت إلى تعريف محدد واضح له، فما هو من وجهة نظرك؟
• ج:تعريفي الخاص أن الحسين () (ضمير الأديان) ولولاه لاندرست كل الأديان السماوية، فالإسلام بدؤه محمدي واستمراره حسيني، وزينب () هي صرخة أكملت مسيرة الجهاد والمحافظة على الدين.
لقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذا الدين الوليد فأرسل الحسين إلى جده بقماشة شهيد دون الأنبياء، فكان المنعطف كربلاء فلو لم يقم الحسين () بثورته لما تبقى شيء من التوحيد أساساً، ولأصبح الدين الإسلامي الجديد مرتبطاً بممارسات السلاطين الذين على المجتمع القبول بهم والرضوخ لجورهم واضطهادهم مهما حدث باعتبارهم (ولاة للأمر).
وإني أعتقد بأن الحسين () كان مسيراً في هذا الاتجاه لأن له وظيفة إلهية محددة، كما للأنبياء وظائف إلهية محددة. ولكن مع الأسف.. فإنه على الرغم من أن الحسين () شخصية مقدسة عندكم أنتم الشيعة والمسلمين، إلا أنكم لم تعرفوا قدره وأهملتم تراثه وثورته، إذ الواجب عليكم أن تعرفوا كيف تنصروا هذا الإمام العظيم اليوم من خلال قول الحق ونصرة المظلوم وإصلاح المجتمع وتحقيق العدالة والحرية، والمفترض أن تكون لديكم أمانة تامة بتوصيل صيحته يوم عاشوراء إلى العالم، وهذه الأمانة تستدعي التعمق بأركان وروحية حركته الثورية وعدم الاكتفاء بالسردية والمظهر الخارجي للواقعة.

• س: كلمة الزعيم الهندي غاندي (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر..) بم تفسرها أو تعالجها؟
• ج:غاندي مصلح تأثر بشخصية المصلح الأكبر الحسين بن علي (عليهما السلام)، وصحيح أن قصة الحسين () دموية إلا أنها في الوقت ذاته كانت سلمية لا عنيفة، ومن هنا انتهج غاندي منهجية اللاعنف فاستطاع توظيف المظلومية في الانتصار على الاستعمار البريطاني. تماماً كما فعل الحسين () عندما وظف مظلوميته على مر التاريخ للحفاظ على العقيدة والدين والمبادئ.
إن الشعور بالمظلومية عبارة عن قوة روحية تتغلب على الحواجز المادية التي يضعها الناس، الشعور بالمظلومية هو أيضاً شعور براحة الضمير من أوساخ الدنيا وهذا الشعور يتحول إلى طاقة روحية جبارة، وهذه الطاقة هي التي جعلت غاندي ينتصر على الإنجليز كما انتصر الحسين () من قبل على الأمويين، وعندما نقول انتصر فإننا ندلل على ذلك بما نراه اليوم، فانظر إلى مرقد الحسين () وانظر إلى قبر يزيد لعنه الله، الأول أضحى قبلة للناس والآخر أمسى مزبلة مزرية!

• س: الفصل الذي تكلمت فيه عن أن المسيح () تنبأ بظهور الحسين (عليه الصلاة والسلام) كان كالقنبلة! فقد كان أكثر فصول الكتاب إثارة وتشويقاً.. فهلا سلطت الأضواء على هذه الحقيقة؟
• ج:طبعاً هذا الفصل كان يبحث بشكل واسع عن معنى كلمة (المؤيد) التي وردت في الإنجيل. وقبل أن استرسل في معناها أود أن أؤكد أن الإنجيل ذكر النبي محمد ( وسلم) كما ذكر الحسين ()، وتأتي هذه البشارات في سياق الحديث عن الدين الكلي الواحد الذي هو بنظري دين الإسلام. لقد بشر المسيح () بظهور الحسين () في إنجيل يوحنا إذ يقول: (إني ذاهب الآن إلى الذي أرسلني، وما من أحد منكم يسألني إلى أين تذهب؟ غير أني أقول لكم الحق، من الخير أن أمضي، فإنه إن لم أمض لا يأتكم المؤيد، أما إذا مضيت فأرسله إليكم، ومتى جاء أخزى العالم على الخطيئة والبر والحكم).
ولقد فسر البعض من المسيحيين كلمة المؤيد بالروح القدس، لكنني بحثت في معناها لم أجدها تطابق هذا المعنى إطلاقاً، فصرفت نظري إلى إحدى تفسيرين: إما أن يكون المقصود بالمؤيد الرسول ( وسلم)، وإما أن يكون الحسين (). وعندما بحثت أكثر أدركت أن المسيح () لا يمكن أن يرسل نبياً مثله، ولكنه قد يستطيع أن يرسل إلى البشرية شهيداً، الأمر الذي يعني أن الحسين () هو المقصود بهذه العبارة الواردة في الإنجيل حتماً.
وقد ناقشت هذه الحقيقة بإسهاب في كتابي ولا أريد أن أكرر ما ذكرته، فضلاً عن أنني أضفت إلى الطبعة الثالثة من الكتاب مقدمة فيها مزيد من الدلائل على تنبؤ عيسى بالحسين (عليهما السلام)، ومن أراد الإطلاع فليراجع الطبعة الثالثة.
وأود هنا أن أشير إلى أنني منذ زمن اجتمعت مع أحد البطارقة المسيحيين في لبنان فقال لي: (منذ زمن طويل وأنا أسمع أن المسيح قد تنبأ بشهيد ولكنني لم أعرف من هو، وعندما قرأت كتابك اقتنعت بهذه الفكرة التحليلية السليمة، فالحسين الشهيد هو المقصود بلا شك). وهذه شهادة من عالم مسيحي متنور غير متعصب وهي تثبت تحليلي.
وأرى أن علينا جميعاً أن نخلع ثوب التعصب ونعترف بالحقائق، والتي منها تبشير المسيح () بالرسول محمد () وبآل البيت ()، كما يجب أن نؤمن بأن الرواية الإسلامية عن رفع المسيح () إلى السماء هي الأضبط من الرواية المسيحية التي تذكر بأنه صلب ثم عاد إلى الحياة. وعلى كل حال فإن المسيح وسائر الأنبياء وخاتمهم محمد ( وسلم) وكذا علي وفاطمة والحسن والحسين كلهم في مسار واحد يدعون إلى الدين التوحيدي الكلي وإلى عبادة الله الواحد لا شريك له.

• س: بهذا السياق.. قلت في كتابك أن لو كان الحسين () منا لنشرنا له في كل أرض راية ولأقمنا له في كل أرض منبراً ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين. كيف يكون ذلك؟
• ج:هذه ليست كلمتي الشخصية وإنما هي كلمة قسيس عاصر زمان استشهاد الحسين (). وهذه الكلمة طبيعية وهي تكشف كم أنتم الشيعة والمسلمون لا تعرفون قدر إمامكم الحسين ()!
لقد كان لدينا حافر حمار المسيح () وكنا نحج له، وأنتم لديكم مرقد الحسين وآثار وبركات الحسين وتراث الحسين ولم نر أنكم قمتم باستثمارها إيجابياً، أما لو كان الحسين منا فلأقمنا له في كل أرض بيرقاً لأنه ليس مرحلة فحسب، بل هو مسيرة حرية الإنسان، وهو مبدأ أزلي والكثير من المسلمين لم يكتشفوا بعد سر امتداد ثورة الحسين () وتأثيرها في النفوس.

• س:- المنبر: كيف تفهم كلاً من هذه المفردات: المسيحية، الإسلام، التشيع؟
• ج:المسيحية مرحلة من مراحل الدين الكلي الواحد جاءت بعد اليهودية وسبقت الإسلام، والإسلام هو الدين المتمم لكل الأديان، ولأن اليهودية كانت ديانة نظرية والمسيحية روحية صرفة فقد جاء الإسلام ليكمل هذه النواقص، ولكنا في النهاية مسلمون لأننا نسلم بالرب الواحد وبالتوراة والإنجيل والقرآن.
أما التشيع فهو أعلى درجات الحب الإلهي، وهو طبيعي لكل من يحب آل البيت () من ذرية محمد وعلي (عليهما السلام)، وهو فخر للبشرية. وكل شخص في هذا العالم مهما كانت ديانته فإنه يمكن أن يكون شيعياً لعظمة الاقتداء بأهل البيت ()، وكي يحافظ على جماليات عقيدته.

• س: ما أكثر ما شدك في شخصية الحسين () وما هي أكثر كلماته وأقواله قرباً منك؟
• ج:شدني فيه تواضعه الجم رغم كونه رمزاً مقدساً عظيماً، وأكثر ما هزني من كلماته صرخته يوم عاشوراء: (أما من مغيث يغيثنا، أما من ناصر ينصرنا) هذه كلمة أتذكرها دائماً لأنها تصور لك حجم الجحود البشري للمبعوثين من الله، وتصور لك انسياق الناس وراء مصالحهم الشخصية وإهمالهم للمبادئ والقيم التي جاءت بها الأديان.
ولما بدأ تأنيب الضمير لديهم أقاموا الثورات ومنها ثورة التوابين، ولكنها للأسف كانت بعد رحيل الحسين (). فكم خسرت البشرية جمعاء جراء جحودها وعدم وقوفها إلى صفه ().

• س: ما هي نظرتك للمجالس الحسينية؟
• ج: أعتبرها نموذجاً لاستذكار فاجعة الطف حيث تجدد الشعور بوخز الضمير، ومن خلالها يتولد الإيمان في النفوس عن طريق دعم استمرارية التكفير عن التقصير في نصرة الحسين ().

• س: والشعائر الحسينية المقامة في هذه المجالس من لطم وتطبير وتماثيل وتعزية وما أشبه، ما هي نظرتك إليها بصراحة؟
• ج:أرى أنها تسهم كثيراً في تنشيط الذاكرة والضمير، لأنكم تتمثلون الواقعة من دون إيذاء الغير، وهذا يترك لكم ذخيرة إيمانية طوال الحياة. فأنت حينما تلطم نفسك فإنك تعاقبها معنوياً لأنك لم تكن في زمان نصرة الحسين ()، وهو يعني أنك مستعد الآن للتضحية بنفسك وكل ما تملك في سبيل الالتحاق بركب الحسين ().
أما بخصوص التطبير فعلى رغم أن إيران منعته هناك إلا أنني أعتقد بأنه عملية رمزية تعبر عن رسالة مفادها أنكم مستعدون لفداء الحسين () بدمائكم، وكونها زائدة عن الحد أو ناقصة فإن هذا شأن القائم بها وهي ترجع إلى طبيعة الشخص. ولقد سمعت بأن للهندوس وكثيراً من معتنقي الديانات الأخرى طقوساً خاصة يوم عاشوراء، وهذا يؤكد أن عظمة الحسين () ماثلة في أعين البشرية جمعاء، فكل من يعتقد بالحرية لابد أن يعتقد بالحسين رديفاً لها إذ هو معناها الحقيقي.

• س: ما هي الرسالة التي توجهها إلى معشر المقتدين بالحسين (
• ج:كما قلت أن تكون لديكم أمانة تامة بتوصيل صيحة الحسين () ورسالته العظيمة إلى العالم، وهذه الأمانة تستدعي التعمق بأركان وروحية حركته بمفهومها الحقيقي الواقعي، حتى تتمثلها البشرية وتوظفها في رفض الظلم وإباء الضيم. إن الذكرى السنوية لملحمة كربلاء لا ينبغي أن تمر مروراً عادياً، وصحيح أن ممارساتكم في الحسينيات جعلت كل العالم يسمع عن الحسين وقصة الحسين ().
لكن أعتقد أن ثمة تقصير كبير من جانب المفكرين الإسلاميين، كونهم لم يستوعبوا الرسالة ولم يتمثلوها جيداً.
إن عليهم أن يوصلوا هذه الثورة وصوتها إلى مختلف البقاع فهناك أناس لا تستطيع عقولهم القاصرة تمثل هذه الثورة بشكل صحيح، وأنا أعتقد بأن الغرب كله سيتبع الحسين () إذا ما أحاط بثورته وعرف معانيها السامية النبيلة.

• س: هل تعتقد بأن للحسين () موقف معك يوم لا ينفع مال أو بنون؟
• ج:نعم. فسيدي الحسين () سيشملني بكرمه يوم لا ينفع مال ولا بنون لأنه يعلم كم كابدت من أجل أن يظهر هذا الكتاب إلى النور، وكم تحملت من المصاعب والأزمات في سبيله دون أن أنظر إلى أية مربحة أو أن تكون غايتي انتفاعية شخصية.

• س: ختاماً هل من كلمة؟
• ج:أشكر الفرصة التي أتحتموها لي، وآمل أن تكون لكلماتنا صدى في نفوس الجميع. إنني أدعو البشرية إلى الاقتداء بقدسية الحسين () ويأخذه نبراساً له في حياته الخاصة والعامة.

يستعد حالياً لنشر كتاب جديد يحمل عنوان (زينب.. صرخة أكملت مسيرة).
• هو صاحب المقولة المشهورة: (الإسلام بدؤه محمدي واستمراره حسيني).

منقول

منتدى درب النجاة

آخر تعديل بواسطة fadak ، 26-Jan-2011 الساعة 12:36 AM.

إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc