بسم الله الرحمن الرحيم
أسباب الوقوع في المعاصي :
1- ضعف الإيمان واليقين الله-عزَّ وجل-، والجهل به سبحانه؛
فإنَّ عدم المراقبة لله -عزَّ وجل-، وعدم الخوف منه ، وعدم محبته
و إجلاله و تعظيمه و خشيته تجعل الإنسان يستخف بوعد الله
-عزَّ وجل- و وعيده ، و الله -سبحانه- لا تخفى عليه خافية ، قال
الله - عزَّ وجل - : {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}
[غافر: 19] ، و قال - عزَّ وجل - : {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ *
وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء: 219،218].
2 - الشبهات ، قال
- و الفتنة نوعان : فتنة الشبهات و
هي أعظم الفتنتين ، وفتنة الشهوات، وقد يجتمعان للعبد ، و قد
ينفرد بإحداهما .
ففتنة الشهوات تنشأ من ضعف البصيرة و قلة العلم ، و فساد
القصد ، و حصول الهوى ، و تنشأ أيضًا من فهم فاسد ، و تارة
من نقل كاذب، و تارة من حق ثابت خفي على الرجل ، فلم يظفر
به ، و تارة من غرض فاسد و هوى متبع ، فهي من عمى في
البصيرة و فسادٍ في الإرادة .
3 - الشهوات ، و فتنة الشهوات تُدفع
بالصبر ، و فتنة الشبهات تُدفع باليقين ، و لهذا جعل الله - عزَّ و
جل - إمامة الدين بالصبر و اليقين ، فقال سبحانه : {وَ جَعَلْنَا
مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَ كَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}
[السجدة : 24] ، فبكمال العقل و الصبر تُدفع الشهوة ، و بكمال
البصيرة و اليقين تُدفع الشبهة ، و لا شك أن الشهوات منها ما
يكون مباحا و منها ما يكون حرامًا ، فحلالها ما أحله الله ورسوله
، و حرامها ما حرمه الله ورسوله - وسلم - .
4- الشيطان من أعظم أسباب الوقوع في المعاصي ؛ لأنه أخبث عدو
للإنسان ، قال الله - عزَّ وجل - : { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ
عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6] ، و
الشياطين نوعان : شياطين الإنس و شياطين الجن ، قال الله-
تعالى -: { وَ كَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَ الْجِنِّ
يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا } [الأنعام : 112] ،
و المخرج من شياطين الإنس بالإحسان إليهم ، و الدفع بالتي هي
أحسن ، و مقابلة السيئة بالحسنة.أما شياطين الجن ؛ فالمخرج
منها الاستعاذة بالله منهم ، قال الله - عزَّ و جل - : { وَ إِمَّا
يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }
فصلت 36