اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السعودية ودورها الإرهابي في العراق
منشد مطلق منشد
لو تتبعنا تاريخ الإرهاب المتفشي الآن، لوجدناه مرتبطاً بالعقيدة الوهابية منذ ولادتها في الجزيرة العربية على يد مؤسسها الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1703-1791). وهذه الحركة هي امتداد لتعاليم ابن تيمية المعروف بالتشدد والتزمت وتقديس العداء للآخر.
بدأت الحركة الوهابية في الجزيرة العربية، وكان أتباعها من البدو القساة الذين صقلتهم البيئة الصحراوية الحارة والجافة والفقيرة، بقساوتها، فعرفوا بالغلظة والقسوة في التعامل، لذا كان هؤلاء يعيشون على الغزو والنهب. ولعدم وجود غير المسلمين في هذه المنطقة، لذلك لجأت الوهابية إلى تكفير من لا يقرهم على تعاليمهم من المسلمين من المذاهب الأخرى، وذلك لتوفير غطاء ديني لغزواتهم ونهبهم. لذلك لجأت الوهابية إلى اعتبار العقيدة الوهابية هي وحدها العقيدة الإسلامية النقية الصحيحة وأنهم (أي الوهابيون) يسعون لإحياء التعاليم الإسلامية النقية وإعادة الإسلام إلى عهده الأول في زمن الرسول والصحابة. لذلك قامت بتكفير المذاهب الإسلامية التي تختلف معهم من أجل توفير ذريعة للغزو.
لذلك غزا الوهابيين مدينة كربلاء بحسب ما ذكره المؤرخين ومنهم صلاح الدين المختار الذي ذكره في كتابه تاريخ المملكة العربية السعودية في ص 73 ما يلي: ( أنه في سنة1216هـ سار الأمير سعود على رأس قوات كبيرة جمعها من نجد والعشائر والجنوب والحجاز وتهامة وغيرها، وقصد بها العراق ) وتمكن جماعة من هذه القوة من الوصول إلى كربلاء في شهر ذي القعدة من هذه السنة وحاصروها... وقتلوا أكثر أهلها في الأسواق والبيوت وخرجوا منها قرب الظهر ومعهم أموال كثيرة. كما نقل عن المؤرخ الشيخ عثمان بن بشير النجدي تفصيل هذه الحادثة. من الحوادث الشهيرة التي مرت على كربلاء أيضاً حادثة سميت بـ (المناخور) التي وقعت في عهد داود باشا سنة 1241هـ واستمر حصارها حتى سنة 1244هـ. وفي كتابه كربلاء في التاريخ نقل السيد عبد الرزاق الوهاب في المجلد (3) وعلى الصفحة (99) تفاصيل تلك الحادثة بإسهاب مبيناً أسبابها ودوافعها. والحادثة المسماة بـ(حادثة نجيب باشا) التي ترويها أسفار التاريخ.. تفيد أن أوارها قد نشبت يوم الثلاثاء في السابع عشر من شهر ذي القعدة سنة 1258هـ ضد الطاغية الوالي المشير محمد نجيب باشا، وقد ورد ذكر هذه الحادثة بشكل موجز في كتاب شهداء الفضيلة، لمؤلفه ( عبد الحسين بن أحمد الأميني ). في ليلة النصف من شعبان سنة 1333هـ، هاجمت جماهير غفيرة من الناس والعشائر والفارين من الجيش دور الحكومة... وثكنة الجند وثكنة الخيالة الجندرمة، وأحرقوا بلدية كربلاء وأخرجوا السجناء... وتم استيلاء الثوار على البلدة، وفي سنة 1344هـ عادت الحكومة وبسطت سلطتها على المدينة مرة أخرى.
في سنة (1338هـ - 1920م) اندلعت الحركة التحررية الاستقلالية في العراق التي دعت للتصدي ضد الاحتلال البريطاني وفي كربلاء اندلعت المقاومة وكانت سبباً لتأجيج نار الثورة لتعم سائر المدن العراقية وخاصة في منطقة الفرات الأوسط.
وسرعان ما أعاد التاريخ نفسه، وذلك عندما اسند عبد العزيز إلى ابنه سعود قيادة الحملات العسكرية والذي أقدم على مهاجمة مدينة كربلاء عام ( 1802 م / 1226 هــ )( 1 ) المدينة المقدسة عند الشيعة حيث مسجد الحسين وقبره، ولم يكن التبجيل لهذا المقام من قبل الشيعة إلا مبالغات غير جائزة عند الوهابيين. وبعد حصار لم يستمر طويلا فتحت المدينة وتساقط القتلى من جميع الأعمار في الشوارع والبيوت، وهدم قبر الحسين وسلبت الجواهر التي كانت تزينه واقتسمها المحاربون كما اقتسموا كل شيء في المدينة(2). وحين أتم سعود مهمته عاد إلى عاصمة الدرعية محملا بالغنائم الثمينة ليحظى بتأييد والده وشعبه!.
ويقول كتاب " تاريخ العربية السعودية " عن حادثة تدمير ونهب كربلاء ما يلي :
اختمرت لدى أمراء الدرعية خطة الاستيلاء على كربلاء وفيها العتبات المقدسة الشيعية، وخصوصا ضريح الإمام الحسين حفيد النبي محمد (ص). وحقق الوهابيون نواياهم في آذار 1802م(5). أما المراجع التاريخية العربية، ومعها من الأوربيين فيلبي(6)، فتنقل التاريخ إلى العام التالي: آذار-نيسان 1802. والأساس المعتمد في ذلك هو مصنف ابن بشر. وي}يد هذا التاريخ ابن سند (7) وج.رايمون (8) ومجلة المنوعات الأدبية (9). وجميع هذه المصادر قريبة زمنيا من الأحداث.
والقول الفصل بهذا الخصوص، هو لصالح عام 1802، وارد في تقرير وصل من العراق إلى سفارة روسيا في الآستانة وكتب قبل صيف 1803. فالشخص الذي عاش آنذاك في العراق وتحدث شخصيا مع شهود عيان عن تدمير كربلاء من المستبعد أن يخطيء لعام كامل بخصوص تاريخ هذا الحادث الهام (10). و يقول كاتب التقرير:" رأينا مؤخرا في المصير الرهيب الذي كان من نصيب ضريح الإمام الحسين(ع) مثالا مرعبا على قساوة تعصب الوهابيين. فمن المعروف انه تجمعت في هذه المدينة ثروات لا تعد ولا تحصى وربما لا يوجد لها مثيل في كنوز الشاه الفارسي. لأنه كانت تتوارد على ضريح الحسين طوال عدة قرون هدايا من الفضة والذهب والأحجار الكريمة وعدد كبير من التحف النادرة...وحتى تيمورلنك صفح عن هذه الحضرة. وكان الجميع يعرفون إن نادر شاه قد نقل إلى ضريح الإمام الحسين وضريح الإمام علي قسما كبيرا من الغنائم الوافرة التي جلبها من حملته على الهند وقدم معه ثروته الشخصية وهاهي الثروات الهائلة التي تجمعت في الضريح تثير شهية الوهابيين وجشعهم منذ أمد طويل. فقد كانوا دوما يحلمون بنهب هذه المدينة وكانوا واثقين من نجاحهم لدرجة إن دائنيهم حددوا تسديد الديون في ذلك اليوم السعيد الذي تتحقق فيه أحلامهم.
وها قد حل هذا اليوم في الأخير وهو 20 نسيان 1802م. فقد هجم 12 ألف وهابي فجأة على ضريح الإمام الحسين. وبعد إن استولوا على الغنائم الهائلة التي لم تحمل لهم مثلها اكبر الانتصارات تركوا كل ما تبقى للنار والسيف...وهلك العجزة والأطفال والنساء جميعا بسيوف هؤلاء البرابرة. وكانت قساوتهم لا تشبع و لا ترتوي فلم يتوقفوا عن القتل حتى سالت الدماء انهارا... وبنتيجة هذه الكارثة الدموية هلك أكثر من 4000 شخص... ونقل الوهابيون ما نهبوه على أكثر من 4000 جمل (11). وبعد النهب والقتل دمروا أيضا ضريح الإمام الحسين وحولوه إلى كومة من الأقذار والدماء. وحطموا خصيصا المنائر والقباب لأنهم يعتقدون بأن الطابوق الذي بنيت منه مصبوب من الذهب(12).
وكتب المؤرخ ابن بشر عن هذا الحادث يقول: " سار سعود بالجيش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع حاضر نجد وباديها والجنوب والحجاز وتهامة وغير ذلك وقصد ارض كربلاء...فحشد عليها المسلمون وتسوروا جدرانها ودخلوها عنوة وقتلوا غالب أهلها في الأسواق والبيوت. وهدموا القبة الموضوعة على قبر الحسين. واخذوا ما في القبة وما حولها واخذوا النصيبة التي وضعوها على القبر وكانت مرصوفة بالزمرد والياقوت والجواهر واخذوا جميع ما وجدوا في البلد من أنواع الأموال والسلاح واللباس والفرش والذهب والفضة والمصاحف الثمينة وغير ذلك مما يعجز عنه الحصر ولم يلبثوا فيها إلا ضحوة وخرجوا منها قرب الظهر بجميع تلك الأموال وقتل من أهلها قريب ألفي رجل ".
واستمرت هذه المحاولات عبر التاريخ من هدم العتبات المقدسة والمراقد، وما قام به التكفيريين ضد العتبات المقدسة توقف في القرن العشرين بعد الاتفاق مع المرجع الشيعي جعفر الكبير (ت 1813)، وهو جد عائلة آل كاشف الغطاء المعروفة فقهاً وعلماً ( العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية ).
وتوقفت هجمات التكفيريين تماماً، في القرن العشرين، بعد هجومهم الأخير السنة 1922، بعد معركة «السبلة» الشهيرة (1929)، ثم اللقاء التاريخي بين القيادتين السعودية والعراقية، على ظهر البارجة (لوبن) 1930. وكان الهجوم الأخير اختباراً للتآلف الشيعي السُنَّي العراقي، وذلك عندما اجتمع كبار علماء السُنَّة بتكية الخالدية ببغداد، وأعلنوا دفاعهم عن العتبات المقدسة بكربلاء والنجف، ومعلوم أن مراقد : الإمام أبي حنيفة، والشيخ عبد القادر الكيلاني، والشيخ معروف الكرخي لم تكن بمأمن من هذه الهجمات.
وفي زمن النظام المقبور وفي فترة خروج الجيش العراقي من الكويت – عندما كانت الرقابة الأممية على العراق ( الحصار ) بما يعرف بمنع الطيران العسكري العراقية في الشمال والجنوب.. وكيف تمكن النظام المقبور من فك هذا الحصار لضرب الانتفاضة الشعبانية، والتي كان للسعودية دور فيها لمنع إقامة دولة عراقية شيعية وهذا ما عبر عنه أكثر من مسؤول سعودي بحجة التدخل الإيراني في العراق.
ثم سرعان ما صدرت عشرات الفتاوى من مشايخ الوهابية في السعودية تحرض الشباب
(( منقول بدون اي تصرف امانة للكاتب والامانة العلمية من (شبكة النباالمعلوماتية )))