كان رجل يحمل بكل خلية من جسمه وزر معصية في امتداد عمره
لم توجد نقطة ضوء واحدة فكل شئ فيه كان اسوداً صفاته..نفسيته.. مواقفه
عندما كان يحتار بين امرين كان يختار ابعدهما عن طاعة الله
واقربهما الى معاصيه اما منطقه في ذلك فكان اذا كان ولا بد ان احترق
فلا فرق أن كانت النيران فوقي شبراً ام متراُ
وبمرور الأيام اصبح مليئا بالجريمة وعُرف برجل الأجرام ومات
حمله أ ولاده الى الصحراء ليدفنوه وليلفه النسيان
لقد كان كافراً بالعمل والسلوك فكيف يُدفن في مقابر المسلمين
وهكذا حملوه الى مكان بعيد في منطقة منسية من الصحراء وبدأوا بحفر القبر
وبعد لحظات كان القبر جاهزاً وفيما كانو يهمون بدفن الجنازة تذكرو انهم
مطلوبون بصلاة الجنازة
فقال احدهم لا يستحق الصلاة
وقال اخرلا بد ان نصلي هذا واجب علينا
واوقفوا العمل وضعوا الجنازة باتجاه القبلة للصلاة ولكن من يصلي
انهم لا يعرفون الصلاة على الجنازة!
انتظروا هناك حتى اذا ترائى لهم شبح قادم من بعيد قتربوا اليه
كان بدوياً يركب على جمل وهو يترنم بابيات من الشعر وبيده عصا طويلة
تقدموا اليه قائلين: هل تعرف الصلاة على ميت قال نعم
وتقدم الى الجنازة وضع عصاه على الأرض ثم وقف لحظات
امام الجثمان ... تمتم بكلمات ونصرف
وفي الليل راى أحد بناء الرجل والده في المنام كان عليه ثواب رائع
واثار النعمة بادية عليه فقال له ابنه: يا أبا.. هل انت في الجنة؟!
قال : نعم . قال له ابنه : نحن نعرفك جيدا ان كل حاتك معاصي فكيف دخلت الجنة؟؟
قال: انقذتني صلاة الأعرابي وختفى الأب
ماذا؟ صلاة الأعرابي؟ ماذا قال الأعرابي حتى انقذا المليئ بالأجرام من نار جهنم؟
انتشر الأولاد يبحثون عنه وبعد جهد كبير وجدوه قالوا له:ماذا قلت في صلاتك يوم امس
قال : ولمِ؟ قالوا : لأن صلاتك انقذت أبانا من العذاب
قال انا الواقع لا اعرف الصلاة على الجنازة وعندما طلبتم مني الصلاة عليها لم ازد على قولي لله
يارب يقولون انك كريم . وهذا ضيفك الفقير انه ينزل عندك الليلة
"انا لا ادري كيف ستتصرف معه اما انا فأنه لوكان ينزل عندي لقدمت
له كل ما املك وذبحت له جملي هذا وانا الذي لا املك سواه
"والآن... أرجوك ان تكون اكرم مني عليه .... ونصرفت .
***
هذه القصة من كتاب التوبة والرحمة الألهية للسيد هادي المدرسي احببت
ان انقلها لكم تدل على ان رحمة الله تعالى ليس لها حدود وانه يخطئ من
ييأس من رحمته لأن رحمته سبحانه وتعالى وسعت كل شئ