معـزوفــة الـثــــار
طــاغٍ يـطـالــــبُ رحـمـةَ الـجــلادِ ** اكـذا الـحـيــاةُ تـبـدلــتْ لــرشـــادِ
طـاغٍ لـيـحـجـرَ كـالسقـيـمِ بـلا لـقـا ** نسـيَ السـجـونَ طـوامــراً بوهـادِ
***
خمسـون عـامـا والشهـيـدُ مكـافحـاً ** هـا قد جنى العربانُ فيضَ بلادي
عـزفـتْ عـلـى انغــامِ فـكـرٍ طـافــحٍ ** فتـزلـزلتْ تلك الـعـروشُ لـــوادي
والـصـدرُ بـاقٍ والجـراحُ تئـنُّ بـيْ ** هــو والانــيــنُ تــرافــقـــاً لســدادِ
ماتَ القصيدُ وماتَ الشعرُ في فمنا ** لـكـنـمَــا حــبّ الشـهـيـدِ مِــــدادي
***
انظرْ الى البحريـنِ تنظـرُ صـدرَنــا ** وكـذا الابـاةُ تـمـسـكـوا بـالـهـاديْ
هـادٍ الى التحـريـرِ دُمْـــتَ مـؤلـقــاً ** هـاكَ القـلـوب فـقــدْ ابـيـحَ مهـاديْ
ضــاحٍ وكــنــا نـقـتـفـيْ حـتى الفدا ** فـتشـرفَ الـتـاريـخُ يـكـتـبُ فـاديْ
***
ليـلاً عدى الطـوفـانُ يقـتـلُ فـجرَنـا ** ويـميـتُ احـلامَ الســــراةِ مـعـاديْ
قـد حـلَّ حلماً في العقـولِ جهـادُكـمْ ** فـطـفــقتَ لـحـنـاً لـلتـحـررِ شـاديْ
كـمْ حـرة راحــتْ تـنـاجـيْ فــاطـــمٍ ** بـنـتُ الـهـدى شعـتْ وذاك ودادي
***
والعـمـرُ فـي سـفـرٍ والآهُ تـقـتـلـنـا ** والفيلسـوفُ يشيعُ الحــبَّ للـغـادي
كـمْ حــزَّ عـارٌ للخـلـيـجِ بـاضـلـعـيْ ** مــنْ قـتـلِ طــيـرٍ للـســلامِ يـنــاديْ
غـصنٌ مـن الزيتونِ يقنتُ شـاكـيـاً ** مـا عــدتُ اعـرفُ يقظتي ورقــادي
غـازٌ مسيـلٌ والـرصـاصُ يهـدنـيْ ** ظنــوا الاسـودَ تـقـهـقـرتْ لـســـوادِ
فـالأسـدُ أسـدٌ لـنْ تـميـطَ لـثـامَـهـا ** إلا إذا هـتـفَ الــــــولــــيُ مُـنــاديْ
كـمْ قـيـلَ ان الصدرَ راحَ مـودعــاً ** ونسـوا بــانَّ الثـــارَ صــارَ ايـــاديْ
***
غـنـتْ لــهُ الـثـوارُ وهـو مـفـارقـاً ** كيفَ السكـوتُ وقـد شـدتْ احـفـاديْ
يـا عـالـمَ الاعـلامِ انـتَ رســالـــةٌ ** مـثــلُ الـحــسيــنِ ع مجدداً لـرفــادِ
احـيـتـكَ احـرارُ الشعـوبِ بفعلِـهـا ** فـتســامـقـتْ رايــاتُ صــدرٍ هـاديْ
الشاعر عدنان لطيف الحلي
بغداد ـ 9/4/2011
(بحـق السيد الشهيد محمد باقـر الصدر(قدس) في ذكرى استشهاده )