مع تمنياتي لكل فتاة غير متزوجة ، أو مقبلة على الزواج بالسعادة والتوفيق والهناء ، أنقل هذا الموضوع عن جريدة الحياة لتعم الفائدة :
نتيجة لخلافات متراكمة وتفاعل تأثير اكتشاف «الخيانة»
العلاقة الخالية من «الحوار» تُجبر الزوجين على «الطلاق الصامت»
الرياض - أسماء العبودي - الحياة - 21/11/07
يؤدي اكتشاف الزوجة بعض الأمور المتعلقة بزوجها إلى خلق حاجز نفسي يسيطر عليها، ويجعل بعض الشكوك تساورها حول زوجها، وكثيراً ما تلجأ بعض النساء إلى الصمت تجاه هذه الشكوك، بينما تلجأ أخريات إلى المصارحة التي تؤدي إلى خلق فجوة قد تستمر طويلاً بينهما، لتصل الحال إلى الانفصال، أو كما يسميه الاختصاصيون في الإرشاد الأسري والزواجي «الطلاق الصامت» أو «الطلاق العاطفي»، وهذا النوع من الطلاق يقع خشية أن يتسبب الطلاق التام بتشرد الأولاد، وابتعاداً عن كلام الناس، كما يعتقد الزوجان، وعدم جرأة المرأة على طلب الطلاق لعدم وجود عائل لها ولأولادها غير زوجها.
وتؤكد الأستاذ المساعد في علم النفس الإرشادي في جامعة الملك سعود الدكتورة حنان عطاالله أن هذه الحال تعرف باسم الطلاق العاطفي، وهي شائعة بين المتزوجين، خصوصاً من مضى على زواجهم فترة طويلة، والذين لا يوجد تجديد في حياتهم، فتأخذهم مشاغل الحياة والأطفال .
وتقول : « نقص الحب بين الزوجين مع افتقار الزوجين للثقافة الزوجية ولغة الحوار ومهارات حل الخلاف، تتسبب في الطلاق العاطفي الذي يكون في الغالب نتيجة لسنوات من الخلافات المتراكمة، مع مشاعر من اللوم للآخر»، وتضيف: «يطلب كلا الزوجين من الآخر إيجاد حل للمشكلة، إذ يعتبر أن الآخر هو السبب في هذه المشكلة»، لافتة إلى أن هذا النوع من الطلاق الذي يمارسه بعض الرجال يعتبر سلوكاً مرضياً، مرجعة ذلك إلى أنه «يرغب أحياناً في الإساءة إلى زوجته، فينتج من ذلك الطلاق الصامت أو العاطفي، إذ يتخذ من هذا السلوك عقاباً للزوجة أو انتقاماً منها نتيجة لشخصية مريضة تستمتع بتعذيب الآخر أو الحط من قيمته».
وأوضحت الدكتورة حنان أن على الزوجة التي تعاني من هذه المشكلة «درس الأسباب التي أدت إلى هذه الغربة بينهما، ومعرفة وجود مشكلة جسدية مثل «الضعف..»، فكثير من الرجال يتجنب العلاقة الزوجية نتيجة لذلك»، معتبرة هذه المشكلة تُشعر الرجل بالإحراج وجرح الكرامة والشعور بالدونية والهزيمة، ما يجعله يقرر الانسحاب والصمت والعزلة من دون أية رغبة في الحديث أو حتى التعامل اليومي مع زوجته.
وشددت أن على الزوجة عدم السكوت «في البداية لا بد من مناقشة الزوج بطريقة هادئة بعيدة عن اللوم والتجريح، وإشعاره بحبها له ورغبتها الصادقة في علاقة أحسن، مع استخدام لغة حوار جيدة، مثل استخدام رسالة «أنا» بدلاً من رسالة «أنت» التي فيها نوع من اللوم والاتهام، فمثلاً تقول الزوجة « أنا أشعر بالألم لبعدك عني»، بدلاً من « أنت بعيد عني ولا تشعر بي»، ولفتت إلى أهمية زيارة المعالج النفسي لكي يتعرف على سبب المشكلة إذا ما كانت نفسية أو جسدية، منوهة إلى أن الكثير من الأزواج يرفضون الذهاب للعلاج النفسي، ونصحت عطاالله الزوجات بالذهاب حتى لو كن بمفردهن في البداية «المعالج الماهر يستطيع استدراج الزوج لجلسات العلاج النفسي»، مؤكدة أهمية تشجيع الزوج عند قيامه بأية مبادرة «أعطي قيمة لمحاولاته كافة حتى غير الناجحة، ساعديه وقفي معه، أشعريه بحبك له وفهمك لمشكلته، وضحي له مدي تأثير المشكلة في أهم الأفراد في حياتكما وهم الأطفال». وأشارت إلى أن استمرار الانفصال بين الزوجين وهما تحت سقف بيت واحد ينتهي في الغالب بالطلاق من دون أن يشعر الزوجان «نجد أن كثيراً من النساء قد يعانين من الاكتئاب والقلق والانهيار العصبي، وقد ينعكس ذلك على تعاملهن مع أطفالهن، لذلك لا بد من الحل السريع بالطرق العلمية».
وتشير الاختصاصية الاجتماعية في المركز الخيري للإرشاد الأسري والاجتماعي نورة الصويان، إلى أن «القفزات السريعة على الأصعدة كافة التي مر بها المجتمع السعودي في الأعوام القليلة الماضية، جعلت المشكلات تظهر على السطح فازدادت حالات الطلاق والعنف الأسري وارتفعت وتيرة المشكلات الأسرية بشكل عام», وتلفت الصويان من خلال المشكلات التي تتعامل معها في مجال الإرشاد، إلى أن «غالبية الحالات التي تتصل بطلب العون هي من زوجات يعانين ويشتكين من الإهمال وعدم التواصل اللفظي والجسدي والعاطفي من الزوج, إضافة إلى التعامل مع الزوجة بطريقة قاسية وجارحة لمشاعرها ومؤذية لكرامتها وقاتلة لأنوثتها، فتصل العلاقة بينهما إلى طريق مسدود»، واعتبرت أن بعض السلوكيات السلبية التي تظهر على الأطفال من فشل دراسي وعدوانية وانخفاض الشهية كلها مظاهر لاضطرابات التواصل الأسري، مشددة على «أهمية التركيز على إصلاح الخلل المحتمل في الكيان الأسري، ولا يجب أن نغفل أثر الطلاق العاطفي أو الصامت في الزوجة، لأنها الطرف الأكثر تضرراً فهي في الغالب الجانب الأكثر عطاء، إذ تخاف غضب الزوج وكثيراً مـا يدفعها شعورها بعدم الأمان لأن تلغي ذاتها من أجله، فتصبح بلا كيان ولا رغبات، وبمرور الوقت تزداد المعاناة وتصل إلى اضطرابات نفسية عدة، فيخسر بذلك المجتمع أهم ثرواته الفاعلة في التنمية وهي الأسرة». وعلى رغم وجود عدد من الخلافات بين المتزوجين إلا أن حاجة الزوجين ورغبتهما في الاستمرار يتطلب بذل الجهد، ويلقى انتشار المراكز المختصة في المجتمع التي تتعامل مع هذه الأمور بمهنية عالية قبولاً كبيراً.
زوجات يشعرن بالإهمال
على رغم أن رباب أحمد تعيش مع زوجها وتنام معه في غرفة واحدة، إلا أنهما بعيدان كليا عن بعض ويعيشان كغريبين تقول: «لا أذكر أن هناك اتفاقاً مسبقاً بيننا على هذا النمط من المعيشة، ولكننا منذ ما يقارب خمسة أعوام ونحن على هذا الوضع»، وتستبعد رباب إمكان عودة علاقتهما كما في السابق، «لم أجد أية بادرة من زوجي لتعود علاقتنا الزوجية بعد أن واجهته بما عرفته عنه من خيانة زوجية وعلاقات عدة».
أما أنوار سالم، فتشعر أن كل يوم يمــر تفقد فيه إحساسها بأنوثتها، تقول :
« تمضي سنوات عمري وأنا أعيش دوراً لم أختره داخل أسرتي الصغيرة وأمام أهلي وأقاربي وصديقاتي»، وتصف نفسها بالمهمشة في حياتها الزوجية، معنية بتحقيق سبل الراحة وتوفير حاجات المحيطين بها «أوفّر لزوجي أسباب الراحة التي يطلبها على رغم أننا نعيش معاً مثل الغرباء، لا أثر لأي عواطف ولا تواصل بيننا على أي مستوى»، علاقة أنوار بزوجها جعلتها تشعر بأنها كائن مهمل «أصبحت بائسة جداً ولولا أنني أجيد تمثيل دور الزوجة السعيدة لوصلت أسرتي الصغيرة إلى أعلى معدل من الضياع والانهيار، بعد أن فقدت حلمي في أن أعيش حياة سعيدة في كنف زوجي».