اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
في الكافي: 8 - 300 ، بسند صحيح عن الإمام الباقر قال :
( لما ولد النبي جاء رجل من أهل الكتاب إلى ملأ من قريش فيهم هشام بن المغيرة والوليد بن المغيرة والعاص بن هشام وأبو وجزة بن أبي عمرو بن أمية وعتبة بن ربيعة
فقال : أولد فيكم مولود الليلة ؟
فقالوا : لا
قال: فولد إذاً بفلسطين غلام اسمه أحمد به شامة كلون الخز الأدكن ، ويكون هلاك أهل الكتاب واليهود على يديه ، قد أخطاكم والله يا معشر قريش !
فتفرقوا وسألوا فأخبروا أنه ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام فطلبوا الرجل فلقوه .
فقالوا : إنه قد ولد فينا والله غلام !
قال : قبل أن أقول لكم أو بعد ما قلت لكم ؟
قالوا: قبل أن تقول لنا .
قال : فانطلقوا بنا إليه حتى ننظر إليه
فانطلقوا حتى أتوا أمه .
فقالوا : أخرجي ابنك حتى ننظر إليه .
فقالت : إن ابني والله لقد سقط وما سقط كما يسقط الصبيان ، لقد اتقى الأرض بيديه ورفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ، ثم خرج منه نور حتى نظرت إلى قصور بصرى ، وسمعت هاتفاً في الجو يقول: لقد ولدتيه سيد الأمة فإذا وضعتيه فقولي : أعيذه بالواحد من شر كل حاسد وسميه محمداً .
قال الرجل : فأخرجيه .
فأخرجته فنظر إليه ثم قلبه ونظر إلى الشامة بين كتفيه ، فخر مغشياً عليه !
فأخذوا الغلام فأدخلوه إلى أمه وقالوا : بارك الله لك فيه .
فلما خرجوا أفاق فقالوا له : ما لك ويلك ؟
قال: ذهبت نبوة بني إسرائيل إلى يوم القيامة ! هذا والله من يبيرهم ! ففرحت قريش بذلك ، فلما رآهم قد فرحوا قال: قد فرحتم ؟! أما والله ليسطون بكم سطوة يتحدث بها أهل المشرق والمغرب ) .
وروى الصدوق في الخصال/481 ، عن أمير المؤمنين من حديث طويل في خلق نور
النبي (ص) وحياته في الحجب التي خلقها معه :
( إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد (ص) قبل أن خلق السماوات والأرض والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنة والنار ، وقبل أن خلق آدم ونوحاً وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى وداود وسليمان ...
وخلق الله عز وجل معه اثني عشر حجاباً: حجاب القدرة ، وحجاب العظمة ، وحجاب المنة ، وحجاب الرحمة وحجاب السعادة ، وحجاب الكرامة ، وحجاب المنزلة ، وحجاب الهداية ، وحجاب النبوة ، وحجاب الرفعة ، وحجاب الهيبة ، وحجاب الشفاعة ، ثم حبس نور محمد’في حجاب القدرة اثني عشر ألف سنة وهو يقول : سبحان ربي الأعلى ...
ثم أظهر عز وجل اسمه على اللوح وكان على اللوح منوراً أربعة آلاف سنة ، ثم أظهره على العرش فكان على ساق العرش مثبتاً سبعة آلاف سنة ، إلى أن وضعه الله عز وجل في صلب آدم ، ثم نقله من صلب آدم إلى صلب نوح .
ثم جعل يخرجه من صلب إلى صلب حتى أخرجه من صلب عبد الله بن عبد المطلب ، فأكرمه بست كرامات: ألبسه قميص الرضا ، ورداه رداء الهيبة ، وتوجه تاج الهداية...
وكان أصل ذلك القميص في ستة أشياء: قامته من الياقوت ، وكماه من اللؤلؤ ، وتخريصه من البلور الأصفر ، وإبطاه من الزبرجد ، وجربانه من المرجان الأحمر ، وجيبه من نور الرب جل جلاله ،
فقبل الله توبة آدم بذلك القميص ، ورد خاتم سليمان به ، ورد يوسف إلى يعقوب به ، ونجا يونس من بطن الحوت به ، وكذلك ساير الأنبياء نجاهم من المحن به ، ولم يكن ذلك القميص إلا قميص محمد .
قال مصنف هذا الكتاب: أرواح جميع الأئمة والمؤمنين خلقت مع روح محمد (ص)).
وفي كمال الدين/196 ، عن أبان بن عثمان رفعه بإسناده ، قال :
( لما بلغ عبد الله بن عبد المطلب ، زوجه عبد المطلب آمنة بنت وهب الزهري ، فلما تزوج بها حملت برسول الله ، فروي عنها أنها قالت :
لما حملت به لم أشعر بالحمل ولم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل ، فرأيت في نومي كأن آت أتاني فقال لي : قد حملت بخير الأنام .
فلما حان وقت الولادة خفَّ عليَّ ذلك حتى وضعته ، وهو يتقي الأرض بيده وركبتيه ، وسمعت قائلاً يقول :
وضَعْتِ خير البشر فعوَّذيه بالواحد الصمد من شر كل باغ وحاسد .
فولد رسول الله عام الفيل لاثنتي عشرة ليلة مضت (بقيت) من ربيع الأول يوم الإثنين .
فقالت آمنة : لما سقط إلى الأرض اتقى الأرض بيديه وركبتيه ، ورفع رأسه إلى السماء ، وخرج مني نور أضاء ما بين السماء والأرض ، ورميت الشياطين بالنجوم وحجبوا عن السماء .
ورأت قريش الشهب والنجوم تسير في السماء ، ففزعوا لذلك ، و قالوا هذا قيام الساعة ، فاجتمعوا إلى الوليد بن المغيرة فأخبروه بذلك ، وكان شيخاً كبيراً مجرباً ، فقال: أنظروا إلى هذه النجوم التي تهتدوا بها في البر والبحر ، فإن كانت قد زالت فهو قيام الساعة ، وإن كانت هذه ثابته فهو لأمر قد حدث . وأبصرت الشياطين ذلك فاجتمعوا إلى إبليس فأخبروه أنهم قد منعوا من السماء ورموا بالشهب ، فقال: أطلبوا فإن أمراً قد حدث .
فجالوا في الدنيا ورجعوا وقالوا: لم نر شيئاً فقال: أنا لهذا ، فخرق ما بين المشرق والمغرب ، فلما انتهى إلى الحرم وجد الحرم محفوفاً بالملائكة ، فلما أراد أن يدخل صاح به جبرئيل فقال : إخسأ يا ملعون !
فجاء من قبل حراء فصار مثل الصرد !
قال: يا جبرئيل ما هذا ؟ قال: هذا نبي قد ولد وهو خير الأنبياء ، قال: هل لي فيه نصيب ؟ قال: لا ، قال: ففي أمته؟ قال: بلى ، قال: قد رضيت .
قال : وكان بمكة يهودي يقال له يوسف ، فلما رأى النجوم يقذف بها وتتحرك قال هذا نبي قد ولد في هذه الليلة ، وهو الذي نجده في كتبنا أنه إذا ولد وهو آخر الأنبياء رجمت الشياطين وحجبوا عن السماء !
فلما أصبح جاء إلى نادي قريش فقال: يا معشر قريش هل ولد فيكم الليلة مولود ؟ قالوا: لا .
قال : أخطأتم والتوراة ولد إذاً بفلسطين وهو آخر الأنبياء وأفضلهم ، فتفرق القوم .
فلما رجعوا إلى منازلهم أخبر كل رجل منهم أهله بما قال اليهودي فقالوا: لقد ولد لعبد الله بن عبد المطلب ابن في هذه الليلة ، فأخبروا بذلك يوسف اليهودي فقال لهم : قبل أن أسألكم أو بعده ؟
قالوا : قبل ذلك ، قال: فاعرضوه عليَّ .
فمشوا إلى باب آمنة فقالوا: أخرجي ابنك ينظر إليه هذا اليهودي ، فأخرجته في قماطه فنظر في عينيه ، وكشف عن كتفيه فرأى شامة سوداء بين كتفيه وعليها شعرات ، فلما نظر إليه وقع على الأرض مغشياً عليه ، فتعجبت منه قريش وضحكوا منه !
فقال: أتضحكون يا معشر قريش ، هذا نبي السيف ليتبرنكم ، وقد ذهبت النبوة من بني إسرائيل إلى آخر الأبد ! وتفرق الناس وهم يتحدثون بخبر اليهودي !
ونشأ رسول الله (ص) في اليوم كما ينشأ غيره في الجمعة وينشأ في الجمعة كما ينشأ غيره في الشهر ) .
ونحوه أمالي الصدوق/361 .
وفي الكافي:8/302، عن الإمام الصادق قال :
( كان حيث طلقت آمنة بنت وهب وأخذها المخاض بالنبي حضرتها فاطمة بنت أسد امرأة أبي طالب ، فلم تزل معها حتى وضعت .
فقالت إحداهما للأخرى : هل ترين ما أرى ؟
فقالت: وما ترين ؟ قالت : هذا النور الذي قد سطع ما بين المشرق والمغرب .
فبينما هما كذلك إذا دخل عليهما أبو طالب فقال لهما: ما لكما من أي شئ تعجبان ؟
فأخبرته فاطمة بالنور الذي قد رأت .
فقال: لها أبو طالب: ألا أبشرك ؟ فقالت: بلى ، فقال: أما إنك ستلدين غلاماً يكون وصي هذا المولود ) .
وفي الكافي:1/454، عن الإمام الصادق قال :
( لما ولد رسول الله (ص) فُتح لآمنة بياض فارس وقصور الشام ، فجاءت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين إلى أبي طالب ضاحكة مستبشرة ، فأعلمته ما قالت آمنة ، فقال لها أبو طالب: وتتعجبين من هذا إنك تحبلين وتلدين بوصيه ووزيره ).
ونحوه:1/452 ، وفيه:
( إصبري سبتاً أبشرك بمثله إلا النبوة ، وقال: السبت ثلاثون سنة وكان بين رسول الله (ص) وأمير المؤمنين ثلاثون سنة ).
ومعاني الأخبار/403 ، وخصائص الأئمة/64 ، وغيرها .
وهو يدل على أن أبا طالب كان كأبيه عبد المطلب رضوان الله عليهما علم بنبوة النبي وإمامة علي ، ويبشر بهما .
وفي الكافي:1/446 ، عن الإمام الصادق قال :
( نزل جبرئيل على النبي (ص) فقال : يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول : إني قد حرمت النار على صلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحجر كفلك ، فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطلب ، والبطن الذي حملك فآمنة بنت وهب ، وأما حجر كفلك فحجر أبي طالب . وفي رواية ابن فضال وفاطمة بنت أسد ).
وفي الخصال/293، عن الإمام الصادق قال :
( هبط جبرئيل على رسول الله (ص) فقال :
يا محمد إن الله عز وجل قد شفعك في خمسة :
في بطن حملك وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف ، وفي صلب أنزلك وهو عبد الله بن عبد المطلب ، وفي حجر كفلك ، وهو عبد المطلب بن هاشم ، وفي بيت آواك وهو عبد مناف بن عبد المطلب أبو طالب ، وفي أخ كان لك في الجاهلية .
قيل: يا رسول الله من هذا الأخ ؟
فقال : كان أنسي وكنت أنسه وكان سخياً يطعم الطعام .
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : إسم هذا الأخ الجلاس بن علقمة) .
أقول : هذه الشفاعة الخاصة التي أهداها الله لنبيه (ص) غير شفاعته العامة لكل الناس ، فهي تكريم له من الله تعالى بتكريم هؤلاء الخمسة ، لرفع درجتهم ، ولا يعني أنهم بدونها من أهل النار .
وروى في الكافي :5/50 ، عن الإمام الصادق افتخار النبيبأمه وجداته قال (ص) :
( أغار المشركون على سرح المدينة فنادى فيها مناد : يا سوء صباحاه !
فسمعها رسول الله (ص) في الخيل ، فركب فرسه في طلب العدو وكان أول أصحابه لحقه أبو قتادة على فرس له وكان تحت رسول الله (ص) سرج دفتاه ليف ليس فيه أشر ولا بطر .
فطلب العدو فلم يلقوا أحداً وتتابعت الخيل فقال أبو قتادة : يا رسول الله إن العدو قد انصرف فإن رأيت أن نستبق ؟ فقال: نعم .
فاستبقوا فخرج رسول الله سابقاً عليهم ، ثم أقبل عليهم فقال : أنا ابن العواتك من قريش ، إنه لهو الجواد البحر ، يعني فرسه).
وفي الحدائق:22/356 :
( جمع عاتكة وهي المرأة المجمرة بالطيب ، وكان هذا الاسم لثلاث نسوة من أمهاته (ص) :
إحداهن عاتكة بنت هلال أم عبد مناف بن قصي ، والثانية عاتكة بنت مرة بن هلال أم هاشم بن عبد مناف ، والثالثة عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال أم وهب أبي آمنة أم النبي (ص) .
فالأولى من العواتك عمة الثانية ، والثانية عمة الثالثة ، قيل: وبنو سليم كانوا يفتخرون بهذه الولادة . وقيل العواتك في جدات النبي’تسع ، ثلاث من بني سليم وهن المذكورات ، والبواقي من غيرهم ).