عضو
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
يأجوج ومأجوج والفهم الرمزي
بتاريخ : 18-May-2011 الساعة : 04:20 PM
![](http://www.mezan.net/forum/salam/6.gif)
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
(( حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون))*
الحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله , والصلاة والسلام على خير الانام, محمد ,
ابن عبد الله ,( صلوات الله عليه ) وعلى آله الغر الميامين , المحجلين , انوار الهدى,
ورمز التقى , والعروة الوثقى , وحبل الله الذي اوصانا ان نعتصم به , وسلم تسليما كثيرا,.
لقد بحثت كثيرا في موضوع غاية في الاهمية من حيث الواقعية الفكرية , وهو موضوع ,لاهميته
ذكر في القرآن الكريم بأكثر من موضع , وهو يأجوج ومأجوج, ولم اعثر على الجواب الشافي
والوافي , ففي بداية التسعينات , عثرت على كتاب المسالك والممالك يتحدث على ان القبائل التي
جعلها ذو القرنين , لحراسة السور قد بعثت برسالة الى من كان لهم الامر آنذاك ووصلت بعد مائة
عام في زمن المتوكل العباسي ويشكون فيها وجود صدع في الجدار الذي بناه الاسكندر ذو القرنين
على يأجوج ومأجوج , وبدوره المتوكل ارسل من كان ذو معرفة اليهم ...الخ,
غير ان الموضوع لم يأخذه العقل لما فيها من خرافات جم ,.وبقيت على حالة عدم الاستقرار لعدم
ملئ الفراغ الفكري من هذا الموضوع , حتى وقعت بيدي موسوعة الامام المهدي( عجل الله فرجه
الشريف) لسيدي ومولاي الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر( قدس سره الشريف ), وهو
يتناول موضوع ياجوج وماجوج , يقف عليها الفكر المتجدد اجلالا واكبارا , حول الفهم الرمزي له,.
كلنا نسمع ونقراء ان اقوام ياجوج وماجوج- وحسب الروايات - انهم اقوام وكأنهم ليسوا من البشر
وان آذانهم كبيرة بحيث يفترشون احداها ويتدثرون بالاخرى ويمرو على بحيرة طبرية فيشربونها
حتى يمر آخرهم ويقول : كان هاهنا ماء, وعند سيطرتهم على الارض يصعدون على اعلى التل
ويقولوا الان قد فرغنا من اهل الارض فالنقاتل من في السماء فيرسلوا نشابهم نحو السماء
فتعود اليهم بأمر من الله وهي مخضبة بالدماء فيقولوا الان نلنا من اهل السماء... الخ,.
يقول المولى المقدس في هذا الصدد : في عهد ذي القرنين اشتكى المؤمنون الهجمات البربرية
لقبائل ياجوج وماجوج ,وهجماتهم كانت فكرية لهز العقيدة لدى المؤمنين , وبالسيف ,فطلبوا
من ذي القرنين على ان يبني لهم السد , فقد بنى ذو القرنين حصنين الاول في قلوب المؤمنين
خوفا من الهجمات الفكرية , وحصنا من الحديد والصفر حول بيوتهم لصد هجمات سيوفهم,
ولم يوجد على مر التاريخ لهذا الاتجاه وجود مهم , فيما عدا الافكار الشخصية المتفرقة
في التاريخ,. ماعدا مرتين , المرة الاولى , اتجاه المادية البدائية , المتمثلة بشكل رئيسي
في قبائل يأجوج ومأجوج, والمرة الثانية اتجاه المادية الحديثة المعاصرة بمختلف اشكالها والوانها
وقد استطاع ذلك القائد الكبير ان يعلن دعوة الله في الارض , ويحصر نشاط ذلك المد المادي في
اضيق نطاق , وان يعيد المجتمع البشري الى سابق عهده ,.ومن هنا بقي هذا الاتجاه في التاريخ ,
لكي يتمخض بعد حوالي ثلاثة آلاف عام عن السيطرة الجديدة للمادية على البشر للمرة الثانية
ولكنها هذه المرة ليست بدائية ,وانما ( مادية تقدمية ) ومعقدة ومفلسفة ,وذات شعارات براقة.
وذات قوة ومنعة , بحيث يصعب مجرد التفكير في منازلتها , فضلا عن القضاء عليها.
لقد خرقت السد القديم ولم يعد كافيا للسيطرة عليهم , وكبح جماحهم . ان ذلك السد كان مناسبا
مع مستوى عصره , العقلي والثقافي والعسكري ,.حيث تسيطر الحضارة المادية على خيرات
البلاد الاسلامية في ضمن سيطرتها على العالم , وتستولي على مصادرها الطبيعيه , فتشرب
البحيرات والانهار ,اي تستغلها تماما لصالحها , وتمنع اهلها من الاستفادة منها فيحصل الفقر
والقحط في البلاد المحكومة المستعمرة, وحين يتم للحضارة المادية الملحدة , بسط السيطرة على
الارض , تتجه اطماعها الى السماء , ومن هنا نجدهم يقولون هؤلاء اهل الارض قد فرغنا منهم
ولننازلن اهل السماء , وهذا - بمعناه الرمزي - مما حدث فعلا , فالحضارة المادية بعد ان احكمت
قبضتها على الارض , طمعت بغزو السماء , بادئة بالاقرب من الكواكب , ومن هنا انبثقت فكرة
غزو الفضاء الخارجي , والسير بين الكواكب ,( فيرمون نشابهم الى السماء, فيرد عليهم الله
نشابهم مخضوبة بالدم) - وهذا بمعناه الرمزي - مما حدث فعلا , متمثلا باطلاق الاقمار الصناعية
والمركبات الفضائية , والصواريخ الكونية , ويقول ( قدس سره) فاعجب لهذا التنبؤ الصادق الذي
لم يكن للنبي (ص) ان يصرح به في عصره ,الا بمثل هذا الرمز , طبقا لقانون (( كلم الناس على
قدر عقولهم)) ومعنى كونها تعود مخضبة بالدم , هو انها محاولات ناجحة , تنتج الاثر المطلوب
المتوقع... كما ان المتوقع من القتل بالحربة او السهم ان تتخضب بالدم , كذلك من المتوقع
للمركبات ان تنتج الخبرات العلمية المطلوبة , ولعل في التعبير بان السهام ترجع عليها الدم
الذي اجفظ , اي فاض وغزر ,. فيه اشارة واضحة الى ذلك , مع العلم ان السهم الاعتيادي لايفيض
منه الدم , وانما يراد بذلك التاكيد على مدى نجاح الرحلات الفضائية , وسعة ماتنتجه من نتائج,
من حيث العمق والانتشار في العالم ,. وحين يتم لهم ذلك , ينالهم الغرور بعلومهم ومدنيتهم
فيقولون(( قهرنا اهل الارض وعلونا اهل السماء )) واما ماجاء بكبر آذانهم فهي دلالة على
مقدرة التنصت على جميع الموجات الكهرومغناطيسية في جميع انحاء الارض ,.
وكما كان للاسكندر ذي القرنين الدور المهم في منازلة المادية الاولى ,. سيكون للقائد المهدي
(عجل الله فرجه الشريف ) الدور الاهم في منازلة المادية الحديثة ... والحمد لله رب العالمين.
خادمكم/ حسن علوان
|