معنى قوله تعالى: (صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)؟
بتاريخ : 28-May-2011 الساعة : 03:22 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
معنى قوله تعالى: (صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)؟
في آية الصلاة على النبي() في القرآن: (صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ، فلماذا لا يقول الشيعة: (وبارك وسلم ) ؟
الجواب
يفتي فقهاؤنا وغيرهم بوجوب استحباب الصلاة على رسول الله وآله في تشهد الصلاة وتسليمها وباستحبابه في غيرها .
وكذلك باستحباب التسليم عليه في تسليم الصلاة بصيغة :
(السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) .
ولكن التسليم في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) ليس معناه وسلموا عليه سلاماً ، بل معناه سلموا له تسلمياً ، وأطيعوا أوامره ونواهيه . كقوله تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لايُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لايَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65)
ففي معاني الأخبار للصدوق قدس سره ص368: (عن أبي حمزة قال سألت أبا عبد الله عن قول الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا َيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) فقال: الصلاة من الله عز وجل رحمة ، ومن الملائكة تزكية ، ومن الناس دعاء . وأما قوله عز وجل: وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ، فإنه يعني التسليم له فيما ورد عنه ) .
وفي البحار:2/204عن الصادق قالالصلاة عليه والتسليم له في كل شئ جاء به ) .
وفي الإحتجاج للطبرسي قدس سره :1/377: ( ولهذه الآية ظاهر وباطن فالظاهر قوله: صَلُّوا عَلَيْهِ، والباطن قوله: وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً، أي سلموا لمن وصاه واستخلفه وفضَّله عليكم وما عهد به إليه تسليماً).
ويؤيد ذلك ماقاله النووي في شرح مسلم:1/44: ( فإن قيل: فقد جاءت الصلاة عليه(ص)غير مقرونة بالتسليم وذلك في آخر التشهد في الصلوات ؟
فالجواب: أن السلام تقدم قبل الصلاة في كلمات التشهد وهو قوله: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، ولهذا قالت الصحابة رضي الله عنهم يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف نصلي عليك... الحديث). انتهى.
فنحن نصلي على نبينا ونقرن به آله في الصلاة وغيرها كما أمرنا . ونسلم عليه في الصلاة كما علمنا: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) ، نسلم عليه بذلك في زيارتنا له عند قبره الشريف أو من بعيد .
ويصح أن نقول في الصلاة عليه ( وسلم) وبعض علمائنا يقول ذلك ويكتبه في مؤلفاته . ولكنه تسليم ناقص لأنه في الحقيقة دعاء بالسلام عليه وليس سلاماً ، فإن المتبادر من السلام عليه مخاطبته بالسلام ، مثل: (السلام عليك يارسول الله، أوالسلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) ويدل على نقصان قولنا(وسلَّم) عن السلام عليه أن الشخص لو نذر أن يسلم على النبي لما صح له أن يكتفي به .
ويبدو لي أن صيغة التسليم السنية: (صلى الله عليه وسلم) روجها العثمانيون الأتراك ، فقد كان الرائج في الصلاة عليه ذكر آله حتى عند علماء السنة ، كما نشاهده في مخطوطات مؤلفاتهم القديمة، فحذف الأتراك (وآله) فبقيت (صلى الله عليه) ناقصة ، فأضافوا اليها (وسلم) لتكميل قافيتها !
على أي حال ، لامشكلة عندنا في هذا الموضوع ، لكن المشكلة عندكم في خمس مسائل ، بل خمس مصائب ، ولاجواب عندكم عليها:
1- أنكم تقرنون بالنبي غير آله الذين خصهم بالصلاة عليهم وقرنهم به . ولادليل عندكم على جواز هذه البدعة !
2- أنكم تخصصون صيغة الصلاة النبوية الإبراهيمية بتشهد الصلاة ؟ مع أن حديث النبي فيها جاء جواباً على من سأله كيف نصلي عليك؟ فهو في مقام البيان والتعليم ، وأمره بالصلاة على آله معه أمرٌ مطلق وهو أمرٌ تعليمي توقيفي ، فلاوجه لتخصيصه بالتشهد ، كما لاوجه لابتداع صلاة أخرى عليه في غير التشهد ؟!
3- أنكم أحياناً تردون على النبي فتحذفون آله من الصلاة عليه ، وتضعون مكانهم الصحابة وتقرنوهم بالنبي ! بلا دليل عندكم ، ولو نصف حديث عن النبي !
4- أنكم تنوون بصلاتكم على آل النبي جميع ذريته من فاطمة وعلي وكل ذرية بني هاشم وعبد المطلب الى يوم القيامة ، فتقرنون هؤلاء كلهم بالنبي مع أن فيهم من ثبت أنهم أعداء لله ورسوله ، وفيهم اليوم نصارى وملحدون وقتلة وفساق وأشرار ؟!
فلماذا تخربون صلاتكم على نبيكم بنيتكم الصلاة عليهم؟! ومحالٌ أن يأمرنا الله تعالى أن نصلي على كفار فجار ، ونقرنهم بسيد المرسلين ؟!
بينما نحن لايرد علينا هذا الإشكال لأنا نقصد(آل محمد) الذين حددهم المصطلح النبوي: علي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ذرية الحسين آخرهم المهدي ، وأحاديثنا فيهم صحيحة متواترة عن النبي رواها لأئمة المعصومون من العترة الطاهرة ، والصحابة ، وقد ألف الصدوق قدس سره وكذا الخزاز القمي قدس سره كتاباً جمع فيه النصوص على إمامة الأئمة الإثني عشر ، بأسانيده عن الصحابة عن النبي ، وأنهم هم العترة وأهل البيت .
5- حتى لو حليتم مشكلة ضمكم للصحابة وقرنكم إياهم مع النبي في الصلاة عليه ، فهل يجوز لكم أن تعمموا الصلاة عليهم جميعاً بدون تخصيص أو تقييد ؟!
فأنتم عندما تقولون (صلى الله وعلى أصحابه أجمعين) تشملون أكثر من مئة ألف شخص ، وتقرنونهم بالنبي !
وهؤلاء فيهم من شاركوا في محاولة اغتياله ليلة العقبة ، وفيهم من ثبت نفاقهم بنص القرآن ونص النبي ، وفيهم جماعة شهد النبي بأنهم لن يروه بعد وفاته ، وأنهم سوف ينقلبون من بعده ، ويمنعون من ورود حوضه يوم القيامة ، وسيؤمر بهم الى النار ! بل روى البخاري بأنه لاينجو منهم من جهنم إلا مثل هَمَل النَّعَم ! فلماذا تقرنون هؤلاء بنبيكم ، وتخربون صلاتكم عليه بهذه البدعة ؟!
من كتاب مسائل مجلة جيش الصحابه
للشيخ علي الكوراني
آخر تعديل بواسطة سليلة حيدرة الكرار ، 28-May-2011 الساعة 01:42 PM.
سبب آخر: وضع مسافة بين كلمتين