الأحد، 29 آب، 2010
++++++++++++++++++++++++++++++++
أعزائي المشاهدين
السلام عليكم
سلام الرحمة ، سلام المغفرة ، سلام العتق من النار .
سلاماً رمضانياً مزيناً بالبركات ، مزركشاً بالخيرات ، معطراً بالصلوات ، على محمد وآل محمد .
سلاماً حيدرياً يبوح بسر الفوز والسعادة ، يؤذن في الفجر حي على الشهادة .
سلاماً يفوح بدم الطهر، في ليلة القدر ، صادحاً بالعزاء حتى مطلع الفجر.
++++++++++++++++++++
أخي الصائم أختي الصائمة : قبل أن نبدأ محطاتنا من برنامجكم الرمضاني اليومي " على مائدة الافطار "
نرفع أيدينا لندعو بدعاء اليوم الثّامن عشر :
اَللّـهُمَّ نَبِّهْني فيهِ لِبَرَكاتِ اَسْحارِهِ، وَنَوِّرْ فيهِ قَلْبي بِضياءِ اَنْوارِهِ، وَخُذْ بِكُلِّ اَعْضائي اِلَى اتِّباعِ آثارِهِ، بِنُورِكَ يا مُنَوِّرَ قُلُوبِ الْعارِفينَ
++++++++++++++++++++
نبدأ محطتنا بالحديث عن الإمام علي (ع) ....
أنا لن أقول الشعر إلا عاشقا
فهواك قد ملأ النهى والخافقا
شعري وقلبي توأمان تعاهدا
أن يقطعا درب الغرام تعانقا
فعلى ولاية حيدر قد أقسما
وإلى هواه تسارعا وتسابقا
بل ذاب شعري في الفؤاد فلا ترى
شفتاي تنطق بل فؤاديْ الناطقا
إني عشقت المرتضى متأكداً
أني به أرضي الخبير الخالقا
من كان يعشق حيدراً طوبى لهُ
لم يخش في غدهِ اللهيب الحارقا
فهو النجاة من العذاب ، فلا تكنْ
في مرية من أمره ، بل واثقا
فهواه قد فرق العبادَ كسيفه
إذ كان للحق المبين الفارقا
أضحى الذي يهوى علياً مؤمناً
وكذاك أضحى من قلاه منافقا
++++++++++++++++++++
لقد كان الإمام علي (ع) منحةً إلهية ونعمة سماوية ، زفّها اللّـهُ للبشرية والإسلام ، حتى صار نبراساً هادياً لكل الأنام ، ومصباحاً مضيئاً للأمم والأجيال ، في كل زمان ومكان .
سئل الكاتب اللبناني جورج جرداق عن الإمام علي (ع) ، فقال : ماذا أقول في علي ؟!. إنه درَّة يتيمـة ؛ خلقها اللّـهُ ، وصاغها محمّد .
ولقد حاز لقب الباب لكل العلوم ، وشعار الإمام لكل الأنام ، ورُتبة الأمير لكل الكرام ، فصار القدوة والمرجع عَلى الدوام ، لكل الخاص والعام ، مِن رجال الدين والإسلام ، يسير بهم إلى جادة الحق والخير والسلام ، فينعموا في الدنيا بالسعادة والاحترام ، وفي الآخرة بمقعد الصدق عند الملك العلاّم .
لقد بايع المؤمنون بعد النبي (ص) إمامهم أميراً عليهم ، ليرشفوا مِن غدير علومه ، ويمتاحوا مِن مَعين هديه ، ويفجّروا بولايته عيناً يشرب بها عبادُ الله يُفَجّرونها تفجيراً .
لقد كان الإمام علي (ع) ربيب الرسول (ص) وأخاه ونفسه ، ولم يكن ذلِكَ لأحد غيره ؛ فهو فريد عصره ، ووحيد دهره ، ليس له بعد النبي (ص) شبيه أو مثيل ، ولا بين الأنام نظير أو عديل . ولذلك شبّهه النبي (ص) بسورة التوحيد ، التي تفرّدت بذكر معالم التوحيد ، الَّذي هو أساس الدين ، فقال (ص) : " مَثَل علي بن أبي طالب فيكم ، مَثَل { قُلْ هو اللّـهُ أحد } في القرآن ".
فعلي (ع) رمز الإخلاص والتوحيد في هذه الأمة ، كما أن سورة { قُلْ هو اللّـهُ أحد } رمز الإخلاص والتوحيد في القرآن .
ولقد جاهد الإمام علي (ع) طوال حياته لتوطيد كلمة التوحيد ، فكان جزاؤه أن كشف اللّـهُ عن بصيرته ، مصداقاً لقوله تَعالَى : { والذين جاهدوا فينا لَنهدينّهم سُبُلَـنا } ، حتى قال (ع) : " لو كُشف لي الغطاء ما ازددتُ يقينا " .
ولا نستغرب بعد هذا الكشف واليقين أن يقول (ع) : "سلوني قبل أن تفقدوني ، فـَلأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض".
فإن كنتَ تنشد العلم فالإمام موئل العلم والمعرفة ، وإن كنت تروم القـوة فحيدر رمز القوة والفتوة . ذاك من عطاء الله وقدره ، أنه يعطي مَن يشاء بغير حساب . لقد اصطفى سبحانه الأنبياء والمرسلين ، واختار الأئمة الطاهرين ، وأسبغ عليهم مِن فيوضاته وقدراته ، فكان لأمير المؤمنين (ع) القسط الأوفر منها ؛ فهو باب مدينة علم الرسول (ص) ، وهو سيف الله الغالب علي بن أبي طالب (ع) . وفي ذلِكَ قال د لبيب بيضون :
مقالةٌ جاءتْ عن المصطفى
في صنوِ طه الأسدِ الغالبِ
إني أنا مدينة العلم والـ
بابُ علي بن أبي طالب
والقوة والعلم مفتاحا شخصية الإمام علي (ع) . وهما عنصران أساسيان لكل قائد وإمام . لكن العلم والرأي قد يميزان عَلى القوة والشجاعة ، حتى قال المتنبي :
الرأي قبل شجاعة الشجعانِ
هو أولٌ وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفس حرّة
بلغتْ مِن العلياء كل مكانِ * * *
وإذا كانت هذه أهمية العلم ، فلننظر في علم الإمام علي (ع) ، الَّذي جعله اللّـهُ لنا قُدوة ، وأمرنا باتباعه وموالاته .
يقول النبي (ص) : " مَن سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي ، ويسكن جنةَ عدنٍ غرسها ربي ، فليوالِ علياً مِن بعدي " .
وليست الموالاة لعلي (ع) تعني مجرد المحبة ، بقدر ماتعني الاقتداء به والسير عَلى هديه ونهجه ، في كل زمان ومكان ، حتى يكون المصباح المنير لكل عقل وجَنان ، مصداقاً لقوله :
" ألا وإن لكل مأموم إماماً يقتدي به ، ويستضيء بنور علمه " .
ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى هذا النور العلمي والهدي العلوي ، مِن أي وقت مضى .
وإذا كان الإنسان بين اختيارين ؛ بين مَن يقول : " لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقينا ". وبين مَن يقول : " لولا علي لهلك... " فما أظنه يختار لدينه وتقواه غير علم علي (ع) وهدي حيدر .
والحيدر في اللغة : الأسد الَّذي يتحدّر مِن أعلى الرابية ، أما علي (ع) فكان حيدراً بحيث تتحدّر منه العلوم مِن عَلٍ لتصيب كل الناس . وما أروعه (ع) حين صوّر لنا هذه الفكرة الجليّة في مطلع خطبته الشّقشِقيّة ، التي قال في مطلعها : " أما واللهِ لقد تقمّصها ( فلان ) وإنه لَيعلم أن محلي منها محلّ القطب مِن الرحى ، ينحدر عني السيل ، ولا يرقى إليّ الطير ". ولعمري أي مكان عَلى الأرض أعلى مِن ذروة الجبل التي ينحدر منها السيل ، أو مِن أعالي الرواسي الشامخات التي لا يصل إليها الطير ؟. ولقد كان الإمام (ع) كذلك ، لا يرقى إلى ذروته أحد ، في حين ينحدر سيل العلم مِن قمتـه ، ليفيض بالهدى والخير عَلى كل البشر .
علـوم القرآن :
قرر اللّـهُ سبحانه في القرآن ، أنه جمع فيه كل العلوم والمعارف ، فقال جل مِن قائل : { ما فرّطنا في الكتاب مِن شيء } ، وقال : { فيه تبيانُ كلِّ شيء } . ولكن هذه العلوم لها أهلها ، وهم أهل الذكر والراسخون في العلم ، الذين يعلمون تنزيل القرآن وتأويله ، وظواهره وبواطنه ، وكما قال سبحانه : { وما يعلمُ تأويلـَه إلا اللّـهُ والراسخون في العِلم ... } ، وعلي (ع) مِن الراسخين في العـلم .
الظاهر والباطن :
ولقد ثبت أن للقرآن ظاهراً وباطناً ، وللباطن أكثر مِن باطن .
مِن هذا القبيل ما روى العياشي بإسناده عن جابر ، قال : سألت الإمام الباقر (ع) عن شيء مِن تفسير القرآن ، فأجابني . ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر !. فقلت : جعلتُ فداك ، كنتَ أجبت في هذه المسألة بجواب آخر غير هذا ، قبل اليوم ! فقال لي: " يا جابر ، إن للقرآن ظهراً وبطناً ، ولبطنه بطن ، إلى سبعة أبطن ".
وفي كتاب سُليم : قال الإمام علي (ع) : إني سمعت مِن رسول الله (ص) يقول : ليس مِن القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن ، وما مِن حرف إلا وله تأويل { وما يعلمُ تأويلـَه إلا اللّـهُ والراسخون في العِلم } الراسخون نحن آل محمّد .
فمن يعلم هذه البطون غير الأنزع البطين ، الَّذي علّمـه رسولُ الله ألف باب مِن العلم ، يُفتح له مِن كل باب ألفُ باب ، حتى تبوّأ لقب " باب المدينة " ؟!.
قرآن علي (ع) :
يذكّرنا هذا بأن أول عمل عمله الإمام علي (ع) بعد وفاة رسول الله (ص) أنه جمع القرآن ، فهو (ع) آلى عَلى نفسه أن لا يضع رداءه عَلى كتفه حتى يجمع القرآن . والقرآن الَّذي جمعه هو عين القرآن الَّذي بين أيدينا اليوم ، ولكن الفرق أن قرآن علي (ع) يحوي التنزيل والتأويل ، والظاهر والباطن ... فلما عرضه عَلى القوم زهدوا به وأعرضوا عنه .
علم علي (ع) بالقرآن :
ولسنا في صدد تحديد علم الإمام علي (ع) بالقرآن ، فهو فوق التحجيم والتحديد ، إذ هو أعلم شخص بالقرآن بعد رسول الله (ص) . ويكفينا لبيان ذلِكَ جواب ابن عمه عبد الله بن عباس حين سئل عن نسبة علمه إلى علم علي (ع) ، فقال : كنسبة قطرة مِن المطر إلى البحر المحيط .
ويكفينا قوله (ع) حين سئل عن تفسير سورة الفاتحة ، فقال : " لو شئتُ لأوقرتُ لكم سبعين بعيراً في تفسير فاتحة الكتاب ". فما بالك بالقرآن كله ؟!.
وما عسانا نقول فيمن قال : " يا معاشر الناس ، سلوني قبل أن تفقدوني . هذا سَفَط العلم ، هذا لعاب رسول الله (ص) ، هذا ما زقَّـني رسولُ الله زقّـاً .
سلوني فإن عندي علم الأولين والآخرين . أما لو ثُنيتْ لي الوسادة فجلست عليها [ كناية عن التمكّن ] ، لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم [ يقصد التوراة الصحيحة غير المحرّفة ] حتى تنطق التوراة فتقول : صدق عليٌّ ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل اللّـهُ فيَّ . وأفتيتُ أهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الإنجيل فيقول : صدق علي ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل اللّـهُ فيَّ . وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول : صدق عليٌّ ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل اللّـهُ فيَّ .
وأنتم تتلون القرآن ليلاً ونهاراً ، فهل فيكم أحدٌ يعلم ما أُنزل فيه ؟. ولولا آيةٌ في كتاب الله عزّ وجلّ ، لأخبرتكم بما كان وبما يكون وما هو كائن إلى يَوم القيامة ، وهي هذه الآية : { يمحو اللّـهُ ما يشاء ويُثْبِتُ ، وعنده أُمّ الكتاب } .
ثم قال (ع) : سلوني قبل أن تفقدوني ، فوالذي فلقَ الحبّة وبرأَ النَّسَمة ، لو سألتموني عن آية آية ، في ليل أنزلت أو في نهار ؛ مكيّها ومدنيّها ، سفريّها وحضريّها ، ناسخها ومنسوخها ، مُحكمها ومتشابهها ، وتأويلها وتنزيلها ، لأخبرتكم .
العلم الإلهي :
وأشرف العلوم القرآنية هو العلم الإلهي ، وقد برع فيه الإمام علي (ع) بشكل لا نظير له ، وهذا " نهج البلاغة " يزخر بدقائق هذا العلم وتفصيلاته ، بينما لا نجد أحداً مِن أقران علي (ع) قد تجـرّأ فتكلم بكلمة في هذا المضمار .
ومن جوامع الكَلِم التي تكلم فيها الإمام عن معرفة الله قوله :
* عرفتُ اللهَ سبحانه : بفسخ العزائم ، وحلّ العقود [ أي تغيير النية بعد عقدها ] ، ونقض الهمم .
* مِن عرف نفسه ، فقد عرف ربـه .
* بالعلم يُعرف اللّـهُ ويُوَحـَّد .
* ثمـرة العلم ، معرفـة الله .
++++++++++++++++++++++++++
والآن أترككم مع المحطة اليومية محطة العلاج بالأعشاب والطب البديل ، ومع المهندس الأستاذ بشار لطف .
++++++++++++++++++++++++++
أعزائي المشاهدين :
حان موعد فقرتنا الجديدة التي نطل بكم عليها في برنامجكم " على مائدة الإفطار وهي " فقرة المسابقة الرمضانية " .
في كل يوم هناك سؤال واحد ، نبدأ بتلقي الاتصالات ، خلال نصف ساعة من طرح السؤال ، و الإجابة على السؤال تكون في فترة السحر ، والأسماء التي أجابت بشكل صحيح يعلن عنها وتدخل في قرعة نهاية الشهر الكريم ، حيث نعلن عن أسماء المراتب الثلاث الأولى و يمنح الفائزون الثلاث شرف زيارة الإمام الرضا (ع) مع إقامة لمدة خمسة أيام في مشهد المقدسة .
سؤال اليوم : وقف أمير المؤمنين خاطباً وهو يناجي أصحابه ويتحرق شوقاً إليهم ويقول : " أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق ؟ أين عمار ؟ وأين ابن التيهان ؟ وأين ذو الشهادتين ؟
فمن هو ابن التيهان ؟
إذن سؤالنا اليوم : وقف أمير المؤمنين خاطباً وهو يناجي أصحابه ويتحرق شوقاً إليهم ويقول : " أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق ؟ أين عمار ؟ وأين ابن التيهان ؟ وأين ذو الشهادتين ؟
فمن هو ابن التيهان ؟
نبدأ بتلقي الإجابات من الآن ولنهاية وقت البرنامج ، أرقام الهواتف تظهر لكم على الشاشة .
إذن سؤالنا اليوم : وقف أمير المؤمنين خاطباً وهو يناجي أصحابه ويتحرق شوقاً إليهم ويقول : " أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق ؟ أين عمار ؟ وأين ابن التيهان ؟ وأين ذو الشهادتين ؟
فمن هو ابن التيهان ؟
========================
ولحين تلقي الاتصالات أذكر الإخوة المشاهدين بأعمال ليلة القدر ....
وهي عَلَى قسمين ، لأن بعضها يُعمل فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِن الليالي الثلاث ، وبعضها يختص بكل واحدة منها . فما يُعمل فِي كُلِّ لَيْلَةٍ منها أمـور :
( الأول ) : ما روي عَن النّبِيّ (ص) قال : مَن صلى ركعتين فِي لَيْلَة القَدْرِ ، فيقرأ فِي كُلِّ ركعة فاتحة الكتاب مرة ، و { قل هو الله أحد } سبع مرات ، فإذا فرغ يستغفر سبعين مرة فما زاد يقول : أستَغفِرُ اللهَ وأتُوبُ إلَيْهِ ، فلا يقوم مِن مقامه حتى يغفر الله له ولأبويه ، وبعث الله ملائكة يكتبون له الحسنات إلَى سنة أخرى ، وبعث الله ملائكة إلَى الجنان يغرسون له الأشجار ويبنون له القصور ويجرون له الأنهار ، ولا يخرج مِنَ الدنيا حتى يرى ذلِكَ كله ".
( الثاني ) : الغُسل .
( الثالث ) : زيارة الحسين (ع) بما يذكر مِن زيارته فِي هذه الليالي فِي باب الزيارة .
( الرابع ) : دعاء التوسل بالقرآن المجيد ، وهو مروي عَن الباقر والصادق عليهما السلام ، قالا : تأخذ المصحف فِي الثلاث ليال مِن شَهْر رَمَضانَ فتنشره وتضعه بين يديك ، وتقـول :
اللَّهُمَّ إنّي أسْأَلُكَ بِكِتابِكَ المُنْزَلِ وما فِيْهِ .... إلى آخر الدعاء .
( الخامس ) قراءة دعاء الجوشن الكبير .
( السادس ) : أن تدعو بما كان يدعو به زَيْن العابِدينَ (ع) فِي ليالي الأفراد قائماً وقاعداً وراكعا وساجداً ، وهـو :
اللَّهُمَّ إنّي أمْسَيتُ لَكَ عَبداً داخِراً ..... إلى آخر الدعاء .
عمل ليلة التاسع عشر مِن شَهْر رَمَضانَ :
يستحب فيها جَمِيْع ما تقدم مِنَ الأعمال المشتركة بين الليالي الثلاث ، ويستحب فيها بالخصوص أن يقول [ مائة مرة ] : أستَغْفِرُ اللهَ رَبِّي وأَتُوبُ إلَيْهِ ، [ ومائـة مـرة ] : اللَّهُمَّ الْعَنْ قَـتَلَةَ أميرِ المُؤْمِنِينَ . وأن تدعو بهذا الدعاء :
اللَّهُمَّ اجْعَلْ فيما تَقضي وتُقَدِّرُ مِنَ الأمْرِ المَحتومِ .... إلى آخر الدعاء .
ثم تقول :
يَا ذا الَّذِي كانَ قَبلَ كُلِّ شَيْءٍ ... إلَى آخر الدعاء .
+++++++++++++++++++
مناقب أمير المؤمنين
من كتاب ( الرياض النضرة )
لمحبّ الدين الطبري الشافعي ( ت 694 هـ )
• قال في نسب الإمام عليٍّ : هو أقربُهم من رسول الله صلّى الله عليه وآله نسباً، فيُقال: القُرشي، الهاشمي، ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه لأبَوَيه.
أُمّه: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمَناف.. أوّل هاشميّةٍ وَلَدَت هاشميّاً. تولّى دفنَها النبيُّ وأشعَرَها قميصه واضطجع في قبرها.
• وقال في اسمه وكنيته: لم يَزَل اسمه في الجاهليّة عليّاً، ويُكنّى أبا الحسن، سمّاه رسول الله صلّى الله عليه وآله صِدّيقاً، قال: الصدّيقون ثلاثة: حبيب بن مرّي النجّار مؤمن آل ياسين الذي قال: يا قَومِ اتَّبِعُوا المرسَلين ، وحزقيلُ مؤمن آل فرعون الذي قال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربّيَ الله ؟! « وعليُّ بن أبي طالب الثالث وهو أفضلُهم ». وكنّاه بأبي الريحانتَين، عن جابر بن عبدالله: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ بن أبي طالب: « سلامٌ عليك أبا الريحانتين، فعَن قليل يذهب رُكناك، واللهُ خليفتي عليك ». فلمّا قُبض رسول الله صلّى الله عليه وآله قال عليّ: « هذا أحدُ الركنَين الذي قال صلّى الله عليه وآله »، فلمّا ماتت فاطمة قال: « هذا الركنُ الآخَر الذي قال صلّى الله عليه وآله ».
وكان يُلقَّب بيعسوب الأُمّة، وبالصدّيق الأكبر، عن أبي ذرّ قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول لعليّ: « أنت الصدّيق الأكبر، وأنت الفاروق الذي تُفرِّق بين الحقّ والباطل »، وفي رواية: « وأنت يعسوب الدِّين » شرح: يعسوب الدين: سيّده ورئيسه.
ويُلقَّب بـ: بَيضة البلد، وبالأمين، وبالشريف، وبالهادي وبالمهتدي، وذي الأُذُن الواعية.
• وفي إسلامه قال المحبّ الطبري: عن أبي الأسود محمّد بن عبدالرحمان أنّه بلَغَه بأنّ عليَّ بن أبي طالب والزبير أسلما وهما آبنا ثمان سنين.
وعن عمر قال: كنتُ أنا وأبو عبيدة وأبو بكرٍ وجماعةٌ من أصحابه إذ ضرب رسولُ الله صلّى الله عليه وآله مَنكِبَ عليّ فقال له: « يا عليّ، أنت أوّلُ المؤمنين إيماناً، وأوّلُ المسلمين إسلاماً، وأنت منّي بمنزلة هارون مِن موسى ». وعن زيد بن أرقم قال: كان أوّل مَن أسلم عليّ بن أبي طالب. وعن أبي ذرّ: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول لعليّ: « أنت أوّلُ مَن آمَنَ بي وصدّق ».
• وعن ابن عبّاس: لعليٍّ أربعُ خصال ليست لأحدٍ غيره.. ( وذكر منها: أوّل عربيٍّ وعجميّ صلّى مع رسول الله صلّى الله عليه وآله ).
• وفي هجرته، قال المؤرّخ ابن إسحاق: أقام عليٌّ بمكّة بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله ثلاثَ ليالٍ وأيّامها حتّى أدّى عن رسول الله الودائعَ التي كانت عنده للناس، حتّى إذا فرغ منها لَحِق برسول الله صلّى الله عليه وآله.
• وفي خصائص الإمام عليّ سلام الله عليه، ذكر محبّ الدين الطبريّ:
ـ اختصاصه بأنّه أوّل مَن أسلم وأوّل مَن صلّى.
ـ وأنّه أوّلُ مَن يجثو للخصومة يومَ القيامة.
ـ وأنّه أوّلُ مَن يقرع باب الجنّة بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله.
ـ واختصاصه بأحبّيّة الله تعالى له. ( كما في حديث الطير ).
ـ واختصاصه بأحبّيّته إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله. ( سُئلَت عائشة: أيُّ الناس أحبُّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قالت: فاطمة. فقيل لها: مِن الرجال ؟ قالت: زوجُها، إنْ كان ما عَلِمتُ صوّاماً قَوّاماً ).
ـ اختصاصه بأنّه من النبيّ صلّى الله عليه وآله بمنزلة الرأس من الجسد. ( عن البَراء: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « عليٌّ منّي بمنزلة رأسي من جسدي ).
ـ اختصاصه بأنّه من النبيّ صلّى الله عليه وآله بمنزلة هارون من موسى. ( حديث المنزلة ).
عن أسماء بنت عُمَيس: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « اَللهمّ إنّي أقول كما قال أخي موسى: اَللهمَّ اجعَلْ لي وزيراً مِن أهلي، أخي عليّاً، أُشدُدْ به أزْري، وأشرِكْه في أمري، كي نُسبّحَك كثيراً، ونذكرَك كثيراً، إنّك كنتَ بنا بصيراً ».
ـ اختصاصه بأنّه من النبيّ كمنزلة النبيّ من الله عزّوجلّ. ( قال أبو بكر: سمعتُ رسول الله يقول فيه: « عليٌّ منّي كمنزلتي مِن ربّي » ) .
ـ اختصاصه بأنّه أقرب الناس قرابةً من النبيّ صلّى الله عليه وآله.
ـ اختصاصه بأنّه مِثلُ النبيّ صلّى الله عليه وآله. ( عن أبي ذرّ: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « لَيَنتَهينَّ بَنُو وَليعةَ أو لأبعَثَنَّ إليهم رجلاً كنفسي ». وعن أنس ابن مالك: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « ما مِن نبيٍّ إلاّ وله نظيرٌ في أُمّته، وعليٌّ نظيري » ).
ـ اختصاصه بأنّه قسيم النبيّ صلّى الله عليه وآله في النور. ( عن سلمان: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « كنتُ أنا وعليٌّ نوراً بين يَدَي الله تعالى قبل أن يخلق آدمَ بأربعةَ عشَرَ ألفَ عام، فلمّا خلق اللهُ آدمَ قسّم ذلك النورَ جُزءَين، فجزءٌ أنا وجزءٌ عليّ » ).
ـ اختصاصه بصلاة الملائكة عليه. ( عن أبي أيّوب الأنصاريّ: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « لقد صلّت الملائكةُ علَيَّ وعلى عليٍّ، لأنّا كنّا نصلّي ليس معنا أحدٌ يصلّي غيرنا » ).
ـ اختصاصه بأنّ مَن آذاه فقد آذى النبيَّ صلّى الله عليه وآله، ومَن أبغضه فقد أبغضه، ومَن سبّه فقد سبّه، ومن أحبّه فقد أحبّه، ومَن تولاّه فقد تولّى النبيَّ أيضاً، ومَن عاداه فقد عاداه، ومَن أطاعه فقد أطاعه، ومَن عصاه فقد عصى النبيَّ صلّى الله عليه وآله كذلك. ( روايات وفيرة ).
ـ اختصاصه بإخاء النبيّ صلّى الله عليه وآله. ( عن عبدالله بن عمر: آخى رسولُ الله بين أصحابه، فجاء عليٌّ تدمع عيناه يقول: يا رسولَ الله، آخيتَ بين أصحابك ولم تُؤاخِ بيني وبين أحد! فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله: « أنت أخي في الدنيا والآخرة ». وعن جابر بن عبدالله الأنصاريّ: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « على باب الجنّة مكتوب: لا إله إلاّ الله، محمّدٌ رسول الله، عليٌّ أخو رسول الله »، وفي رواية: « مكتوبٌ على باب الجنّة: محمّدٌ رسول الله، عليٌّ أخو رسول الله قبلَ أن تُخلَق السماوات بألفَي سنة » ).
ـ اختصاصه بأنّ الله جعَلَ ذريّة نبيّه في صُلبه .( عن عبدالله بن عبّاس: قال صلّى الله عليه وآله: « إنّ الله تعالى جعل ذريّة كلِّ نبيٍّ في صُلبه، وجعل ذريّتي في صُلبِ هذا » ).
ـ اختصاصه بأنّه مولى مَن كان النبيّ مولاه. ( قال أبو أيّوب الأنصاريّ: سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يقول: « مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه »، وفي خطبة الغدير إلى هذا قال: « اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصُرْ مَن نَصَره، واخذُلْ مَن خذَلَه » ).
ـ اختصاصه بأنّه وليُّ كلِّ مؤمنٍ بعده. ( عن بُرَيدة أنّ النبيَّ صلّى الله عليه وآله قال له يوبّخه لأنّه جاء إليه يشكوه عليّاً : « لا تَقَعْ في عليّ؛ فإنّه منّي وأنا منه، وهو وليُّكم بعدي »، وقال: « إذا جمع اللهُ الأوّلينَ والآخِرين يوم القيامة، ونصب الصراط على جسر جهنّم، ما جازها أحدٌ حتّى كانت معه براءةٌ بولاية عليّ بن أبي طالب »، وعن ابن مسعود قال: أنا رأيتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله آخذٌ بيد عليّ وقال: « هذا وليّي وأنا وليُّه، والَيتُ مَن والاه، وعاديتُ مَن عاداه »، وعن أبي صالحٍ قال: لمّا حضَرَت عبدَالله بن عباس الوفاةُ قال: اللهمّ إنّي أتقرّب إليك بولاية عليّ بن أبي طالب »).
ـ حقّ عليٍّ على المسلمين. ( عن عمّار بن ياسر وأبي أيّوب الأنصاريّ قالا: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « حقُّ عليٍّ على المسلمين حقُّ الوالد على الولد » ).
ـ اختصاصه بتأييد الله نبيَّه به. ( عن أبي الحمراء: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « ليلةَ أُسريَ بي إلى السماء نظرتُ إلى ساق العرش الأيمن فرأيتُ كتاباً فَهِمتُه: محمّدٌ رسول الله، أيّدتُه بعليٍّ ونصرتُه به » ).
ـ اختصاصه بأنّه لا يجوز أحدٌ الصراط إلاّ بجواز عليّ. ( قال أبو بكر: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « لا يجوز أحدٌ الصراطَ إلاّ مَن كتب له عليٌّ الجواز » ).
ـ اختصاصه بالسيادة والولاية والقيادة. ( عن عبدالله بن أسعد بن زرارة: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « ليلةَ أُسرِيَ بي انتهيتُ إلى ربّي عزّوجلّ، فأوحى إليّ في عليٍّ بثلاث: أنّه سيّدُ المسلمين، ووليُّ المتّقين، وقائد الغُرّ المحجّلين » )، وعن ابن عبّاس قال: نظر رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى عليّ بن أبي طالبٍ فقال: « أنت سيّدٌ في الدنيا وسيّدٌ في الآخرة » ).
ـ اختصاصه بالوصاية. ( عن بريدة: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « لكلِّ نبيٍّ وصيٌّ ووارث، وإنّ عليّاً وصيّي ووارثي »، وعن أنس أنّ سلمان قال: يا رسول الله، مَن وصيُّك ؟ قال: « يا سلمان، مَن كان وصيَّ موسى ؟ »، قلت: يُوشَع بن نون، قال: « فإنّ وصيّي ووارثي يقضي دَيني ويُنجز موعدي عليُّ بن أبي طالب » ).
ـ اختصاصه بردّ الشمس عليه. ( عن أسماء بنت عميس قالت: كان رأس رسول الله صلّى الله عليه وآله في حِجْر عليّ، فكَرِه أن يتحرّك حتّى غابت الشمس فلم يُصَلِّ العصر، ففرغ النبيّ صلّى الله عليه وآله وذكر له عليٌّ أنّه لم يُصلِّ العصر، فدعا رسولُ الله صلّى الله عليه وآله اللهَ عزّوجلّ أن يَردَّ الشمسَ عليه، فأقبلت الشمسُ ولها خُوارٌ حتّى ارتفعت قَدْرَ ما كانت في وقت العصر، قالت: فصلّى ثمّ رجَعَت ).
ـ اختصاصه بتزويج فاطمة . ( عن ابن عبّاس قال: لمّا زَوّج رسول الله صلّى الله عليه وآله فاطمةَ بعليٍّ قال لها: « إنّ الله اختار مِن أهل الأرض رَجُلَين، جعل أحدَهما أباك، والآخَرَ بَعلَكِ »، وعن أنس بن مالك أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال في تزويج فاطمة بعليّ عليهما السلام: « قد أمَرَني ربّي عزّوجلّ بذلك ».
ـ اختصاصه بأنّه وزوجتَه وابنَيه هم أهل البيت الذين نزلت فيهم: آية المباهلة: « فقُلْ تعالَوا نَدْعُ أبناءَنا وأبناءَكم ونساءَنا ونساءَكم وأنفُسَنا وأنفسَكم ثمّ نَبتَهلْ فنجعلْ لعنةَ اللهِ عَلَى الكاذبين » [ آل عمران:61 ].
وآيةُ التطهير: « إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عنكمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّرَكم تطهيراً » [ الأحزاب:33 ].
ـ اختصاصهم بقول النبيّ صلّى الله عليه وآله فيهم: « أنا حربٌ لمَن حاربهم، وسِلمٌ لمَن سالَمَهم ».
ـ اختصاصه بحمله رايةَ النبيّ صلّى الله عليه وآله يومَ بدرٍ وفي المشاهد كلّها.
ـ اختصاصه بالقتال على تأويل القرآن. ( قال أبو سعيد الخُدريّ: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « إنّ فيكم مَن يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلتُ على تنزيله »، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله ؟ قال: « لا »، قال عمر: أنا هو يا رسول الله، قال: « لا، ولكنْ خاصفُ النعل »، وكان أعطى عليّاً نعلَه يخصفها. أخرجه أبو حاتِم بن حِبّان، وعنه المتّقي الهندي في كنز العمّال / ح 266 ).
ـ اختصاصه بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد إلاّ بابَه. ( عن ابن عمر قال: لقد أُوتيَ ابنُ أبي طالب ثلاثَ خصال، لأن يكونَ لي واحدةٌ منهنّ أحَبُّ إليّ مِن حُمر النَّعمَ: زوّجَه رسولُ الله ابنتَه وولدت له، وسَدَّ الأبواب إلاّ بابَه في المسجد، وأعطاه الرايةَ يوم خيبر. أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده وقريب منه عن أبي هريرة ).
ـ اختصاصه بأنّه حُجّة النبيّ صلّى الله عليه وآله على أُمّته. ( عن أنس بن مالك: كنتُ عند النبيّ صلّى الله عليه وآله فرأى عليّاً مُقْبِلاً فقال: « يا أنس »، قلت: لبّيك، قال: « هذا المُقْبِلُ حُجّتي على أُمّتي يومَ القيامة » ).
ـ اختصاصه بأنّه باب دار الحكمة وباب مدينة العلم. ( قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « أنا دارُ الحكمة، وعليٌّ بابها »، وقال: « أنا دار العلم وعليٌّ بابها » ).
ـ اختصاصه بأنّه أعلم الناس. ( قالت عائشة: أمَا إنّه أعلمُ الناس بالسُّنّة. وسُئل عطاء: أكان في أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله أحدٌ أعلمَ من عليّ ؟ قال: لا أعلم. وقال ابن مسعود: أعلمُ أهلِ المدينة بالفرائض عليُّ بن أبي طالب. وعن ابن عبّاس: واللهِ لقد أُعطي عليٌّ تسعةَ أعشار العلم، وأيمُ الله لقد شارككم في العُشْر العاشر. ورُوى عن عمر قوله: لولا عليٌّ لهلك عمر. وعن سعيد بن المسيّب قال: كان عمر يتعوّذ من معضلةٍ ليس لها أبو الحسن عليّ ! ).
ـ اختصاصه بإحالة جمعٍ من الصحابة عند سؤالهم عليه. ( فكلّما سُئل عمر قال: ائتُوا عليّاً. قال قيس بن أبي حازم: وكان عمر إذا أشكل عليه شيءٌ أخذه من عليّ. وسُئلت عائشة عن المسح على الخُفَّين فقالت لسائلها: اِئْتِ عليّاً فَسَلْه. وكذا أبو بكر.. وفي ذلك أخبارٌ كثيرة ).
ـ اختصاصه بـ « سَلُوني ». ( قال سعيد بن المسيّب: لم يكن أحدٌ من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: سلوني، إلاّ عليّاً. وعن أبي الطُّفَيل قال: شهدتُ عليّاً يقول: « سَلُوني، واللهِ لا تسألوني عن شيءٍ إلاّ أخبرتُكم. وسلوني عن كتاب الله، فَوَاللهِ ما مِن آيةٍ إلاّ وأنا أعلم أبِلَيلٍ نزلت أم بنهار، في سهلٍ أم في جبل » ).
ـ اختصاصه بأنّه أقضى الأمّة. ( عن أنس، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: « أقضى أُمّتي عليّ ». وعن عمر بن الخطّاب: أقضانا عليّ بن أبي طالب. وعن ابن مسعود: كنّا نتحدّث أنّ أقضى المدينة عليّ بن أبي طالب. وذكر المحب الطبريّ جملةً من أقضية أمير المؤمنين ، وكلُّها عجيبة مخبرةٌ عن أعلميّته، حتّى في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال النبيُّ فيه بعدما نُقل له قضاؤه في قضيّة: « ما أجِدُ فيها إلاّ ما قال عليّ » ).
ـ اختصاصه بالعمل بآية النجوى وحده.
ـ اختصاصه بالارتقاء على مَنكِبَي رسول الله صلّى الله عليه وآله لتحطيم الأصنام وغيره.
ـ اختصاصه بحمل راية الحمد يوم القيامة.
ـ اختصاصه بما لم يُؤتَ النبيُّ بمثلهن. ( روى أبو سعد في ( شرف النبوّة ): أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليّ: « أُوتِيتَ ثلاثاً لم يُؤتَهنّ أحدٌ ولا أنا: أُوتيتَ صهراً مِثْلي ولم أُؤتَ أنا مِثلَك، وأُوتيتَ زوجةً صدّيقةً مثلَ ابنتي ولم أُؤتَ أنا مِثلَها زوجةً، وأُوتِيتَ الحسنَ والحسين مِن صُلبك ولم أُؤتَ مِن صُلبي مثلَهما، ولكنّكم منّي وأنا منكم »، وفي رواية بإضافة: « لولاك ما عُرِف المؤمنون ». ثمّ ذكر المحبّ الطبريّ اختصاص الإمام عليّ بمزايا عديدة، وبنزول آيات شريفة فيه، منها:
• « الذينَ يُنفقونَ أموالَهم بالليلِ والنهارِ سرّاً وعلانية » [ البقرة:274 ].
• « إنَّما وليُّكمُ اللهُ ورسولُه والذينَ آمَنُوا الذينَ يُقيمونَ الصلاةَ ويُؤْتُون الزكاةَ وهُم راكعون » [ المائدة:55 ].
• « إنَّ الذينَ آمَنُوا وعَمِلوا الصالحاتِ سَيَجعلُ لَهمُ الرحمنُ وُدّاً » [ مريم:96 ].
• « ويُطعمونَ الطعامَ على حُبّهِ مسكيناً ويتيماً وأسيراً » [ الإنسان:8 ] ).
ثمّ يأتي الطبريّ بالفصل السابع، وعنوانه: في أفضليّته ، والفصل الثامن: في شهادة النبيّ له بالجنّة، والفصل التاسع: في ذِكر نُبَذٍ من فضائله .
+++++++++++++++++++++++++++++
من قناة أهل البيت عليهم السّلام الفضائية أودعكم ، على أمل اللقاء بكم دائماً على مائدة المعرفة والفائدة والهداية والولاء .
نلقاكم على مائدة السحر إنشاء المولى .
طابت أوقاتكم ، ودمتم بخير ، والسلام عليكم .