الليلة 19 - على مائدة السحر - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الشــعـر والأدب :. ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم صفوان بيضون حلقات برنامج : على مائدة الافطار والسحر لعام 1431
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع صفوان بيضون مشاركات 0 الزيارات 2091 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 224
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : حلقات برنامج : على مائدة الافطار والسحر لعام 1431
افتراضي الليلة 19 - على مائدة السحر
قديم بتاريخ : 13-Jun-2011 الساعة : 04:14 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


(19)
الإثنين، 30 آب، 2010
++++++++++++++++++++++++++++++++

أعزائي المشاهدين
السلام عليكم .
أخي الصائم أختي الصائمة : قبل أن نبدأ محطاتنا من برنامجكم الرمضاني اليومي " على مائدة السحر "
نرفع أيدينا لندعو بدعاء اليوم العشرين :
اَللّـهُمَّ افْتَحْ لي فيهِ اَبْوابَ الْجِنانِ ، وَاَغْلِقْ عَنّي فيهِ اَبْوابَ النّيرانِ ، وَوَفِّقْني فيهِ لِتِلاوَةِ الْقُرْآنِ ، يا مُنْزِلَ السَّكينَةِ فى قُلُوبِ الْمُؤْمِنينَ.


نبدأ بالمحطة : بالحديث عن شذرات من علم أمير المؤمنين (ع) .
يظن البعض أن الإمام علياً (ع) وأبناءه المعصومين ، كانوا علماء مختصين بالفقه والعلوم الشرعية فقط . ولكن الواقع أن سعة علمهم المستمدّ مِن علم النبي (ص) ، كانت تمتـدّ لتشمل كل العلوم ، حتى العلوم الطبيعية . ولكن هذه العلوم لم تظهر إلا عندما أصبحت الظروف مواتية لها ، والحاجة إليها ملحّـة .
ويمكننا أن نتلمّس بعض هذه العلوم الكونية في كلام الإمام علي (ع) ، وبعضها في أدعية الإمام زين العابدين (ع) ، وهي تمرّ عَرَضاً دون أن تكون باب القصيد . بينما نجدها أكثر وضوحاً وجلاءً في تراث الإمامين الصادق والرضا (ع) ، وذلك لازدهار تلك العلوم في عصرهما ، وتقبُّل الناس لتلك العلوم في زمنهما . ومن تلك العلوم علم الطب الَّذي جُمع في كتاب سُمّي ( طب الإمام الصادق ) ، ومنها علم الكيمياء الَّذي علّمه الإمام الصادق (ع) لجابر بن حيان ، فبنى عليه جابر نظرياته وإنجازاته العلمية الرائدة .
مصباح علي (ع) :
إن الصفاء الفكري الَّذي ناله هذا المصباح الملهم - أعني علي ابن أبي طالب (ع) - جعله يرى الأشياء عَلى حقيقتها بلمحة بصر .
ولقد وصف اللّـهُ نور علي (ع) في القرآن ، وأوضح علاقته بنور صاحب الرسالة محمّد (ص) في سورة النور ، حيث قال : { اللّـهُ نورُ السمواتِ والأرضِ ، مَثَلُ نوره كمِشكاةٍ فيها مصباح } " سورة النور 35 ". فنورُ اللهِ سبحانه - ومنه نور العلم - قد تمثّل في النبي (ص) بصورة مِشكاة [ وهي الكوّة في الجدار يوضع فيها المصباح ] . هذه المشكاة حوت في أحضانها مصباح علي (ع) ، الَّذي تشعشع ضياؤه في بيت محمّد (ص) . وبعد وفاة النبي (ص) بدأت زجاجة المصباح الصافية بالتوقد والإشعاع عَلى العالم ؛ فالفتيل فتيل علي (ع) ، والزيت زيت محمّد (ص) .
يقول تَعالَى : { المصباحُ في زجاجة ، الزجاجةُ كأنها كوكبٌ دُرّيٌّ ، يوقد مِن شجرة مباركةٍ زيتونةٍ لا شرقـيّةٍ ولا غربيّة } .
والذي يؤكد لنا أن المقصود بالنور هنا نور العلم ، هو قوله تَعالَى : { يكاد زيتها يضيءُ ولو لم تَمْسَسْهُ نار ، نورٌ عَلى نور ، يهدي اللّـهُ لنوره مَن يشاء } ، فأهل البيت (ع) هم نور الله، واللهُ يهدي لنوره مَن يشاء . { ويضربُ اللّـهُ الأمثال للناس ، واللـهُ بكلِّ شيءٍ عليم } صدق اللّـهُ العلي العظيم .
وظل الإمام علي (ع) ينهل مِن علوم النبي (ص) وهو ربيبه وحبيبه ، حتى تعلّم ألف باب مِن العلم ، يُفتح له مِن كل باب ألفُ باب . وكان مِن ذلِكَ أن فتح اللّـهُ عَلى بصيرته ، فانكشفت له المعارف والحقائق عَلى واقعها ، حتى قال (ع) : " لو كُشف لي الغطاء ما ازددتُ يقينا ". واستغرق علمُه الأرضين والسموات حتى قال : “ سلوني قبل أن تفقدوني ، فـَلأَنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض " . فلنحاول استجلاء طرف مِن علومه السماوية ومعارفه الأرضية ، وهي كنز عظيم لا يقدّر بثمن .
الإمام علي (ع) وعلم الفلك
بدأ علم الفلك في القرآن الكريم ، بدعوة العقل البشري إلى التفكّر في هذه النجوم والمجرات ، والكواكب والأجرام ؛ انطلاقاً مِن فكرتين :
الأولى : أن هذه المخلوقات تدلّ عَلى وجود الله وقدرته وعظمته ، فتدعو الإنسان مِن خلالها إلى الإيمان بمبدع الكون الأعظم .
والثانية : أن هذه الأجرام قد خلقها اللّـهُ وسخّرها لخدمة الإنسان ، فيجب عليه معرفتها ودراستها ليستطيع الاستفادة منها .
قال اللّـهُ تَعالَى : { وفي الأرض آياتٌ للموقنين * وفي أنفسكم أفلا تُبصرون * وفي السماء رزقكم وما توعدون }
" سورة الذاريات 21 - 23 ".
وقال سبحانه : { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ، حتى يتبيّن لهم أنه الحقّ } " سورة فصلت 53 ".
وقال : { اللّـهُ الَّذي خلقَ السمواتِ والأرضَ ، وأنزلَ مِنَ السماء ماءً فأخرج به مِنَ الثمرات رزقاً لكم ، وسخّر لكمُ الفُلـْكَ لتجريَ في البحر بأمره ، وسخّر لكمُ الأنهار * وسخّر لكمُ الشمسَ والقمرَ دائبَين ، وسخّر لكمُ الليل والنهار } " سورة إبراهيم 32 و33 ".
ثم جاء الإمام علي (ع) شارحاً لهذين المبدأين العظيمين في خُطبه وكلماته ، مفصّـِلاً مبيّـِناً ، وكأنه يطّلع عَلى السموات مِن عَلٍ ، وينظر إلى أعماق الأرض مِن سُفل . ولا عجب وهو القائل :
" أيها الناس ، سلوني قبل أن تفقدوني ، فـَلأَنا بطـُرق السماء أعلم مني بطرق الأرض " . وهو القائل :
" لو كُشف لي الغطاءُ ما ازددتُ يقينا ". فهو يرى ما لا نرى ، وينظر إلى الملأ الأعلى . وهذا حال مَن تصفو نفسه وينقى فكره ، فيرى في مرآة نفسه الحقائق ، بعين البصيرة والدقائق .
تركيب الكون :
وإليك بعض المعلومات الأساسية حول تركيب الكون :
تنتشر النجوم في فضاء الكون بشكل جزر كبيرة تدعى ( المجرّات ) تضم كلُّ مجرّة الملايين مِن النجوم المتوزعة بشكل أفراد ومجموعات ، تدور كلها حول محور وهمي مشترك هو محور المجـرّة .
وبعد التحريات المكثّفة استطاع العلماء أن يتنبؤوا عن وجود عدد مِن المجرات مِن رتبة 2 × 910 مجـرة . وكل مجرة منها تضم عدداً مِن النجوم مِن رتبة 1110 نجماً . وتفصل بين هذه المجرات أبعادٌ شاسعة ، فالبعد الوسطي بين مجـرة ومجـرة مِن رتبة ألف سنة ضوئية ، وهذا البعد الوسطي يساوي تقريباً عَشر أمثال قطر المجـرة .
وتنتمي مجموعتنا الشمسية إلى مجرة " درب التبّان ". وأقرب مجرة مِن مجرتنا هي " مجرة السحابة الماجلانية الصغرى " وتبعد عنا 145 ألف سنة ضوئية .
وتأخذ مجرتنا شكل قرص بيضوي رقيق نسبياً قطره الأكبر يعادل 000 100 سنة ضوئية ، وقطره الأصغر يعادل 000 30 سنة ضوئية .
ولهذا القرص سُمك يبلغ في المركز 000 15 سنة ضوئية ، ثم يتناقص كلما اتجهنا نحو أطراف المجرة ، حيث تقع شمسنا وكواكبها . وتقع مجموعتنا الشمسية عَلى بُعد 000 30 سنة ضوئية مِن مركز المجرة ، وتدور حول محور المجرة دورة واحدة كل 225 مليون سنة ، بسرعة 260 كم / ثا .
ولا تتوزع النجوم بانتظام داخل المجرة ، بل تزدحم في بعض أرجائها عَلى شكل سحاب يضيء ضوءاً خافتاً يعرف باسم " درب التبّان ". وتحوي مجرتنا عَلى نجوم مضيئة ، وعلى مجموعات مثل مجموعتنا الشمسية ، يتوقع العلماء أن يصل عددها إلى 1500 مليون شمس ، ولأغلبية هذه الشموس كواكب تدور حولها ، وقد يكون لبعض هذه الكواكب ظروف مشابهة لظروف أرضنا ، مما يجعل احتمال وجود حياة بشرية أو غير بشرية فيها ممكناً .
ورغم أن نجوم المجرة لا تسير بنفس السرعة الزاويّة ، إلا أنه رغم عددها الهائل لا يصطدم منها نجم بآخر . ولهذا الإعجاز الَّذي يفوق حدّ التصور أقسمَ اللّـهُ سبحانه بالنجوم وبمواقعها في السماء بقوله : { فلا . أقسمُ بمواقعِ النجومِ * وإنه لَقَسَمٌ لو تعلمونَ عظيم } " سورة الواقعة 75 و 76 ".
وتبعد النجوم التي يراها الناظر مِن الكرة الأرضية عنا أبعاداً متفاوتة جداً . فأقرب نجم مِن المجموعة الشمسية هو ( ألفا سنتاوري ) ويبعد عن الشمس حوالي 3ر4 سنة ضوئية . بينما أبعد جُرم عند أطراف الكون أمكن رصده بأضخم تلسكوب يبعد 2 × 910 سنة ضوئية ، وبعض هذه النجوم قد اندثر مِن مكانه ، ولكن نوره ما يزال يرد نحو الأرض .
وإن الناظر مِن الأرض باتجاه درب التبان يرى كثافة كبيرة مِن النجوم هي نجوم مجرتنا ، بينما إذا نظرنا في الاتجاه المقابل مِن السماء فإننا ننظر إلى خارج المجرة ، ونرى بذلك عدداً قليلاً مِن النجوم ، أغلبها مِن نجوم المجرات الأخرى .
ولعل أن كل المجرات والنجوم التي تكلمنا عنها ، هي ضمن السماء الأولى التي قال عنها سبحانه : { ولقد زيّـنا السماءَ الدنيا بمصابيح } " سورة الملك 5 ". ...
++++++++++++++++++++++
أترككم أيها المشاهدون الأعزاء مع الفقرة اليومية الرمضانية : " وقفة مع نهج البلاغة " .
++++++++++++++++++++++
نظرية الإمام علي (ع) في منشأ الكون :
يضع لنا الإمام علي (ع) في نهجه نظرية متكاملة عن نشوء الكون والعالم ، مازال العلماء يتخبطون في فرضياتهم عنه ، دون أن يصلوا إلى نتيجـة . و هذه النظرية كانت أعظم خطوة جريئة خطاها الإمام علي (ع) ليخبرنا عن عالَم مضى وانقضى منذ ملايين السنين ، حين لم تكن أرض ولا سماء ، وإنما فراغ وذرات . فمن الَّذي أنبأه بهذا ، ومِن أين استمدّ هذا العلم ، مِن غير نبع العلم الإلهي ! : { عيناً يشرب بها عبادُ الله ، يفجّرونها تفجيراً } .
يفترض الإمام علي (ع) أنه أول نشوء الكون ، خلق اللّـهُ سائلاً [ عبّر عنه بالماء ] هو مايسميه علماء اليوم " بالهيولى الذرية " وهي تتألف مِن الجسيمات العنصرية ( كالبـروتون والنترون والإلكترون ) ، التي صنعت العناصر فيما بعد ؛ كالهدرجين والهليوم والليثيوم والكربون ... الخ . وهذه الجسيمات إن وجدت مجتمعة بهذا الشكل في الهيولى تكون ثقيلة جدا ، وأثقل مِن المواد الموجودة عَلى الأرض بآلاف المرات . لذلك كان لابدّ لحملها في الفضاء ومنعها مِن الانتشار والتبعثر مِن ريح قوية جداً ، سمّاها الإمام (ع) بالريح العاصفة ، تحيط بالهيولى مِن كل جانب كالوعاء ، فتجمعها إلى بعضها . ثم تأتي ريح مِن نوع آخر ، سماها الإمام (ع) بالريح العقيم ، فتلعب بالهيولى مِن جانب واحد هو سطحها السائب ، فتمخضها كما نمخض اللبن في السقاء ، وتصنع منها أول غاز ملأ الكون وهو غاز الهدرجين ، الَّذي عبّر عنه القرآن بالدخان ، في قوله تَعالَى : { ثم استوى إلى السماء وهي دخان } " سورة فصلت 11 ".
وبتحريك هذا الهدرجين في دوّامات متمركزة ، نشأت فيما بعد الأجرام والكواكب ، التي شكّلت المجموعات والمجرات ، التي هي الآن موجودة في السماء ، سواء لم نرها في النهار ، أو رأينا طرفاً منها في الليل ، تسبّح الله وتسير عَلى هدي الله ، سابحة في أفلاكها ومساراتها ، وملتزمة بحركاتها ومداراتها . فسبحان مَن برأها عَلى غير مثال مضى ، وأنشأها عَلى غير نظير يحتذى .
يقول باب مدينة العلم (ع) في الخطبة الأولى مِن نهج البلاغة :
" ثم أنشأ سبحانه فَتْقَ الأجواء ، وشَقَّ الأرجاء ، وسَكائكَ الهواء . فأجرى فيها ماءً متلاطماً تيّارُه ، مُتراكماً زَخّارُه . حَمَلَهُ عَلى مَتْن الريح العاصفة ، والزَّعْزَع القاصفة . فأَمَرَها بِرَدّه ، وسلّطها عَلى شَدّه ، وقَرَنها إلى حدّه . الهواءُ مِن تحتها فَتيق [ أي منبسط ] ، والماء مِن فوقها دَفيق ".
ثم يقول (ع) : " ثم أنشأ سبحانه ريحاً اعتقمَ مَهَبَّها ، وأدام مُرَبَّها ، وأعصف مجراها ، وأبعد منشاها . فأمرها بتصفيق الماء الزخّار ، وإثارةِ موج البحار . فمخضتْه مَخْضَ السِّقاء ، وعَصَفَتْ به عصْفَها بالفضاء ، تَرُدُّ أوّلَه إلى آخره ، وساجيَه إلى مائره . حتى عبّ عُبابُه ، ورمى بالزَّبد رُكامُه . فرفعه في هواء مُنفَتِق ، وجَوٍّ مُنفهِق [ أي مفتوح واسع ] ، فسوّى منه سبعَ سمواتٍ ؛ جعل سُفلاهُنّ مَوجاً مكفوفاً ، وعُلياهُنّ سقفاً محفوظاً ، وسَمْكاً مرفوعاً ، بغير عَمَدٍ يدعَمُها ، ولا دِسارٍ يَنْظِمُها " .
خلق السماء والمجرات :
ويحدثنا الإمام (ع) عن كيفية تشكل المجرات في الخطبة (89) مِن النهج في معرض حديثه عن خلق السماء ، فيقول :
" ونظمَ بلا تعليقٍ رَهَواتِ فُرَجها ، ولاحَمَ صُدوعَ انفراجها ، ووَشَّجَ بينها وبين أزواجها [ أي أمثالها وقرائنها ] ... وناداها بعد إذْ هي دخان ، فالتحمتْ عُرى أَشْراجها [ جمع شَرَج وهي المجرّة ] ، وفتقَ بعد الارتِتاق صوامتَ أبوابها ".
يشير الإمام (ع) في هذا الكلام إلى أول نشوء المجرّات ، فقد كان يسود الكونَ دخان هو غاز الهدرجين ، ثم حرّكه سبحانه في دوائر ، فتجمّعت دقائقه في مجموعات كالعـُرى ، تشغل مِن الفراغ مناطق معينة ، وهذه العرى هي نواة المجرات التي تكوّنت بعد ذلِكَ .
وكانت السماء أول ما خُلقت غير منتظمة الأجزاء ، بل بعضها أعلى وبعضها أخفض ، فنظمها سبحانه ( ونظمَ بلا تعليقٍ رَهَواتِ فُرَجها ) ، فجعلها عَلى بساط واحد ، مِن غير حاجة إلى تعليق ، وألصق ما بينها مِن شقوق وفروج ( ولاحَمَ صُدوعَ انفراجها ) ، فجعلها جسماً متصلاً وسطحاً أملس ، بل جعل كل جزء منها ملتصقاً بمثله ( و وَشَّجَ بينها وبين أزواجها ) .
ثم يقول (ع) : ( وناداها بعد إذْ هي دخان ، فالتحمتْ عُرى أشراجها ) وفي هذا تشبيه لمجموعات المجرة المتمحورة حول محور واحد بالحلقات المرتبطة ببعضها بوشاج الجاذبية . وجعل بين المجموعات والمجرات أبواباً ، بعد أن كانت مسدودة بدون منفذ ، وهو ما عبّر عنه الإمام (ع) بالفتق بعد الارتتاق في قوله : ( وفتقَ بعد الارتتاق صوامتَ أبوابها ) .
ثم يقول (ع) : " وأقام رَصَداً مِن الشُّهُب الثواقب عَلى نِقابها [ أي طُرقها ] ، وأمسكها مِن أن تَمور في خَرْق الهواء بأيْدِه ، وأمرها أن تقفَ مُسْتَسْـلِمةً لأمره ".
فأما قوله (ع) : (وأقام رَصَداً مِن الشُّهُب ) فإشارة إلى أن الشهب ترصد كل مَن يحاول النفوذ مِن نقاب السماء ، أي مِن طرقها . فالفجوات الموجودة بين الكواكب إذا حاولت أيةُ مركبة فضائية أن تمرّ منها ، طاردتْها الشظايا المتطايرة مِن نجوم المجرة فأحرقتها ، كأن هناك رَصَداً يمنعون مَن يريد الخروج إلى السموات الأخرى ، بإحراقه بالشُّهُب . وقد حصلت هذه الظاهرة كثيراً للمَركبات الفضائية أول صنعها ، فقد جابهتْها الشهب والنيازك الملتهبة التي تجوب الفراغات بين النجوم ، وحرقت العديد منها ، إلى أن أُخذت الاحتياطات ضدّ ذلِكَ . وصدق سبحانه حيث قال :
{ يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتمْ أن تنفُذوا مِن أقطار السمواتِ والأرضِ فانفذوا ، لا تنفذونَ إلا بسلطان } " سورة الرحمن 33 ". فهو سبحانه لم يستبعد الخروج مِن أقطار السموات ، إنما شَرَطه بشرط القدرة والسلطان .
وأما قوله (ع) : ( وأمسكها مِن أن تَمور في خَرْق الهواء بأيْدِه ) أي أمسك الكواكب مِن أن تضطرب في الهواء بقوته ، ( وأَمَرها أن تقفَ مستسلمةً لأمره ) أي ألزمها مراكزها ومداراتها لا تفارقها ولا تحديد عنها .
كما يحدثنا الإمام (ع) في الخطبة (209) عن خلق السموات والأرض ، فيقول :
" وكان مِن اقتدار جبروته ، ببديع لطائفِ صَنعته ، أن جعل مِن ماء البحر [ يقصد الهيولى الذرية ] الزاخر المتراكم المتقاصف ، يَبَساً جامداً . ثم فطر منه أطباقاً ، ففتقها سبعَ سمواتٍ بعد ارتتاقها . فاستمسكتْ بأمره ، وقامت عَلى حدّه . وأرسى أرضاً يحملها الأخضر المُثْعَنْجِر [ أي البحر الكثير الماء ] ، والقمقامُ [ البحر الواسع ] المُسَخَّر . قد ذلّ لأمره ، وأذعن لهيبته ، ووقف الجاري منه لخشيته ... ".
++++++++++++++++++++++
الآن ننتقل إلى حل مسابقة اليوم .
سؤال اليوم : عُرف والد الإمام علي (ع) باسم : أبو طالب .
ما هو اسم أبو طالب (ع) الأصلي ؟
الجواب : في إسم أبي طالب (ع) هناك أقوال أربعة :
الأول : اسمه (شيبة )
الثاني : اسمه ( عمران )
الثالث : اسمه كنيته ( أي ابو طالب )
الرابع اسمه (عبد مناف ) .
الأسماء التي أجابت الإجابة الصحيحة هي :
من العراق : أم مريم من النجف الأشرف - دانية ومجمد من كربلاء المقدسة – مكي من الكوت – رياض من المثنى – سرمد وخضير ومصطفى من بغداد - خالد من الناصرية
من إيران : صادق وزهراء من الأهواز .
من تونس : عاطف .
من السعودية : عبد العظيم من صفوى – أم باسم من القطيف .
من الامارات : منى .
ألف مبروك للإخوة والأخوات الذين دخلت أسماؤهم قرعة نهاية الشهر ، وحظاً طيباً لباقي المشاركين .
وإلى سؤال جديد من المسابقة الرمضانية في برنامجكم : " على مائدة الإفطار " قترقبوها .
ونذكر الإخوة بجائزة المسابقة : يمنح الفائزون الثلاث شرف زيارة الإمام الرضا (ع) مع إقامة لمدة خمسة أيام في مشهد المقدسة . وأن يوم الجمعة القادم هو آخر يوم في محطة المسابقة الرمضانية .
++++++++++++++++++++++++++++
جاءت في إسم أبي طالب أقوال أربعة :
الأول : اسمه (شيبة )
الثاني : اسمه ( عمران )
الثالث : اسمه كنيته (أي ابو طالب )
الرابع : اسمه (عبد مناف )
اختلفَ في اسم : ابي طالب () فقال ياقوت في معجم الادباء : واسم ابي طالب عبد مناف ونص على هذا في الاغاني على ما نقل عنه وهذا هو المشهور بين علماء الدهور .
و في عمدة الطالب ففي اسم ابي طالب فقيل انه عمران وهي رواية رواها النسابة محمد بن عبدالله العبسي الطرسوسي .
وقيل اسمه كنيته ويروى ذلك عن النسابة ابي علي محمد بن ابراهيم بن عبدالله بن جعفر الاعرج قتيل الحرة ابن ابي القاسم محمد بن علي بن ابي طالب .
والمشهور ان اسم ابي طالب : عبد مناف وبذلك نطقت وصية ابيه عبد المطلب حين اوصى اليه برسول الله ( وسلم) وهو قوله :
اوصيك ياعبد مناف بعدي
بواحد بعد ابيه فرد
وقوله:
وصَّيْتُ من كنيتُه بطالبِ
عبدَ مناف وهو ذو تجارب
إذن اسمه (( عبد مناف ، وقيل عمران ، وقيل شيبة ، وألقابه كثيرة منها : شيخ الأبطح ، وسيد البطحاء ، ورئيس مكة ، وكنيته أبو طالب )) .
و عن الحسن البصري ، قال : صعد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع ) المنبر فقال : أيّها الناس أنسبوني ، من عرفني فلينسبني وإلاّ فأنا أنسب نفسي ، أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن المغيرة بن زيد بن كلاب ، فقام إليه ابن الكوّاء فقال : يا هذا ما نعرف لك نسباً غير أنك عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب ، فقال له : يا لكع إن أبي سماني (زيداً) باسم جده (قصي) وإن اسم أبي (عبد مناف) فغلبت الكنية على الاسم ، وإن اسم عبد المطلب (عامر) فغلب اللقب على الاسم ، واسم هاشم (عمرو) فغلب اللقب على الاسم ، واسم عبد مناف (المغيرة) فغلب اللقب على الاسم ، واسم قصي (زيد) فسمّته العرب مجمعاً لجمعه إياها من البلد الأقصى إلى مكة فغلب اللقب على الاسم ، قال : ولعبد المطلب عشرة أسماء ، منها : عبد المطلب ، وشيبة ، وعامر .
فبخصوص اسم أمير المؤمنين وقوله : سماني أبي ( زيدا ) وأمه سمته (حيدرة ) .
والمعروف عند الجميع بأنه ( علي ).
فلا تناقض في هذه المسميات ، حيث أن أباه يسميه ( زيداً ) على اسم جده قصي . وأمه سمته حيدرة لشجاعته .
وهو المعروف بـ ( علي ) .
+++++++++++++++++++++
عمل لَيْلَة الحادي والعشرين مِن شَهْر رَمَضانَ .
وهي عَلَى قسمين ، لأن بعضها يُعمل فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِن الليالي الثلاث ، وبعضها يختص بكل واحدة منها . فما يُعمل فِي كُلِّ لَيْلَةٍ منها أمـور :
( الأول ) : ما روي عَن النّبِيّ (ص) قال : مَن صلى ركعتين فِي لَيْلَة القَدْرِ ، فيقرأ فِي كُلِّ ركعة فاتحة الكتاب مرة ، و { قل هو الله أحد } سبع مرات ، فإذا فرغ يستغفر سبعين مرة فما زاد يقول : أستَغفِرُ اللهَ وأتُوبُ إلَيْهِ ، فلا يقوم مِن مقامه حتى يغفر الله له ولأبويه ، وبعث الله ملائكة يكتبون له الحسنات إلَى سنة أخرى ، وبعث الله ملائكة إلَى الجنان يغرسون له الأشجار ويبنون له القصور ويجرون له الأنهار ، ولا يخرج مِنَ الدنيا حتى يرى ذلِكَ كله ".
( الثاني ) : الغُسل .
( الثالث ) : زيارة الحسين (ع) بما يذكر مِن زيارته فِي هذه الليالي فِي باب الزيارة .
( الرابع ) : دعاء التوسل بالقرآن المجيد ، وهو مروي عَن الباقر والصادق عليهما السلام ، قالا : تأخذ المصحف فِي الثلاث ليال مِن شَهْر رَمَضانَ فتنشره وتضعه بين يديك ، وتقـول :
اللَّهُمَّ إنّي أسْأَلُكَ بِكِتابِكَ المُنْزَلِ وما فِيْهِ .... إلى آخر الدعاء .
( الخامس ) قراءة دعاء الجوشن الكبير .
( السادس ) : أن تدعو بما كان يدعو به زَيْن العابِدينَ (ع) فِي ليالي الأفراد قائماً وقاعداً وراكعا وساجداً ، وهـو :
اللَّهُمَّ إنّي أمْسَيتُ لَكَ عَبداً داخِراً ..... إلى آخر الدعاء .
وأما الأعمال الخاصة بهذه الليلة :
ويستحب فيها جَمِيْع ما تقدم مِن الأعمال المشتركة بين الليالي الثلاث ، صلاةً ودعاءً وتسبيحاً وتهليلاً ، واستغفاراً وغير ذلِكَ .
ويستحب فيها الغُسل ، وإحياؤها فِي الجدّ فِي العبادة ، صلاةً وتسبيحاً وتهليلاً ، واستغفاراً وغير ذلِكَ . فإن فِي بعض الروايات مايدل عَلَى أن لَيْلَة القَدْرِ منحصرة فيها وفي لَيْلَةِ ثلاث وعشرين . وعن الشيخ الصدوق (ره) أنه فيما أملى عَلَى المشائخ فِي مجلس واحد مِن مذهب الإمامية : ومن أحيا هاتين الليلتين بمذاكرة العلم فهو أفضل ".
ويستحب فيها أن يدعو بما كان يدعو به الإمام الصادق (ع) فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنَ العشر الأواخر : اللَّهُمَّ أَدِّ عَنّا حَقَّ ما مَضى مِن شَهْر رَمَضانَ إلى آخر الدعاء ......
وعن الصادق عَلَيْهِ السَّلامُ أنه كان يقول فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنَ العشر الأواخر :
اللَّهُمَّ إنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُـنْزَلِ ، إلى آخر الدعاء .....
وأكثِرْ أن تقول ، وأقلـّه [ ثلاث مرات ] : يَا مُلَـيِّنَ الحَدِيدِ لِداوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ ..... إلى آخر الدعاء .
وعن الصادق عَلَيْهِ السَّلامُ تقول فِي العشر الأواخر مِن شَهْر رَمَضانَ كُلّ لَيْلَةٍ : أَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الكَريمِ أن تَنْقَضِيَ عَنّي أيّامُ شَهْرِ رَمَضانَ أو يَطـْلُعَ الفَجْرُ مِن لَيلَتي هَذِهِ ، وبَقِيَ لَكَ عِندي تَبِعَةٌ أو ذَنْبٌ تُعَذِّبُني عَلَيْهِ يَومَ ألْقاكَ .
+++++++++++++++++
قصة اليهودي مع الإمام علي (ع)
إرشاد القلوب : بحذف الأسانيد أيضا.. مرفوعا إلى ابن عبَاس، قال :
قدم يهوديَان أخوان من رؤوس اليهود ،, فقالا : يا قوم !.. إن نبيَنا حدثنا أنَه يظهر بتهامة رجل يسفه أحلام اليهود ، ويطعن في دينهم ، ونحن نخاف منه أن يزيلنا عمَا كانت عليه آباؤنا ، فأيكم هذا النبي؟.. فإن كان المبشر به داود آمنا به واتبعناه ، وإن كان يورد الكلام على إبلاغه ويورد الشعر ويقهرنا ، جاهدناه بأنفسنا وأموالنا.. فأيكم هذا النبي ؟ فقال المهاجرون والأنصار : إن نبينا قبض.
فقالا : الحمد لله، فأيكم وصيَه ؟.. فما بعث الله نبيَا إلى قوم إلا وله وصي، يؤدي من بعده ويحكم ما أمر به ربَه.. فأومأ المهاجرون والأنصار إلى أبي بكر. فقالوا : هذا وصيَه. فقالا لأبي بكر : إنا نلقي عليك من المسائل ما يلقى على الأوصياء، ونسألك عمَا يسأل الأوصياء عنه، فقال أبو بكر : ألقيا، سأخبركم عنه إن شاء الله تعالى.
فقال له أحدهما : ما أنا وأنت عند الله؟.. وما نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة؟.. وما قبر سار بصاحبه؟.. ومن أين تطلع الشمس وأين تغرب؟.. وأين سقطت الشمس ولم تسقط مرة أخرى في ذلك الموضع؟.. وأين تكون الجنة؟.. وأين تكون النار؟.. وربك يحمل أو ’ يحمل؟.. وأين يكون وجه ربك؟.. وما اثنان شاهدان؟.. وما اثنان غائبان؟.. وما اثنان متباغضان؟.. وما الواحد؟.. وما الاثنان؟.. وما الثلاثة؟.. وما الأربعة؟.. وما الخمسة؟.. وما الستة؟.. وما السبعة؟.. وما الثمانية؟.. وما التسعة؟.. وما العشرة؟.. وما الإحدى عشر؟.. وما الأثنى عشر؟.. وما العشرون؟.. وما الثلاثون؟.. وما الأربعون؟.. وما الخمسون؟.. وما الستون؟.. وما السبعون؟.. وما الثمانون؟.. وما التسعون؟.. وما المائة؟!..
قال ابن عباس فبقي أبو بكر يفكر لا يردُّ جوابا، وتخوفنا أن يرتد القوم عن الإسلام .. فأتيت منزل علي بن أبي طالب (علي السلام) فقلت له : يا علي !.. إن رؤساء اليهود قد قدموا المدينة ، وألقوا على أبي بكر مسائل ، وقد بقي لا يرد جوابا.
فتبسم علي () ضاحكا ، ثم قال : هو الذي وعدني به رسول الله (). وأخذ يمشي أمامي فما أخطأت مشيته أمامي مشية رسول الله () حتى قعد في الموضع الذي يقعد فيه رسول الله () ثم التفت إلى اليهوديين.
فقال : يا يهوديان!.. ادنوا مني ، وألقيا عليَ ما ألقيتما على الشيخ.
فقالا : من أنت؟..
فقال : أنا علي بن أبي طالب، أخو النبي، وزوج فاطمة، وأبو الحسن والحسين، ووصيه في خلافته كلها، وصاحب كل نفيسة وغزاة، وموضع سر النبي ().
فقال اليهودي : ما أنا وأنت عند الله؟..
قال : أنا مؤمن منذ عرفت نفسي، وأنت كافر منذ عرفت نفسك.. وما أدري ما يحدث الله بك يا يهودي بعد ذلك؟..
قال اليهودي : فما نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة ؟..
قال : يونس بن متَى في بطن الحوت.
قال : فما قبر سار بصاحبه؟..
قال : يونس حين طاف به الحوت في سبعة أبحر.
قال له : فالشمس من أين تطلع؟..
قال : من قرن الشيطان!..
قال : فأين تغرب؟..
قال : في عين حمئة، وقال لي حبيبي رسول الله () لا تصلِ في إقبالها ولا في إدبارها حتى تصير في مقدار رمح أو رمحين.
قال : فأين سقطت الشمس ولم تسقط مرة أخرى في ذلك الموضع؟..
قال : البحر حين فرَقه الله تعالى لقوم موسى ().
قال له : ربك يحمل أو لا يحمل؟..
قال : ربي يحمل كل شيء ولا يحمله شيء.
قال : فكيف قوله : (ويحمل عرش ربِك فوقهم يومئذ ثمانية).. سورة الحاقة الآية 17 -
قال : يا يهودي!.. ألم تعلم أن الله له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ، وكل شيء على الثرى، والثرى على القدرة، والقدرة عند ربي.
قال : فأين تكون الجنة؟.. وأين تكون النار؟..
قال : الجنة في السماء، والنار في الأرض.
قال : فأين وجه ربك؟..
فقال علي () لابن عباس : ائتني بنار وحطب فأضرمها، وقال : يا يهودي!.. فأين وجه هذه النار؟..
فقال : لا أقف لها من وجه.
قال : كذلك ربي (فأين ما تولوا فثم وجه الله) سورة البقرة الآية 115-.
قال : فما اثنان شاهدان؟..
قال : السماء والأرض لا يغيبان.
قال : فما اثنان غائبان؟..
قال : الموت والحياة لا نقف عليهما.
قال : فما اثنان متباغضان؟..
قال : الليل والنهار.
قال : فما نصف الشيء؟..
قال : المؤمن.
قال : فما لا شيء؟..
قال : يهودي مثلك كافر لا يعرف ربَه.
قال : فما الواحد؟..
قال : الله عز وجل.
قال : فما الإثنان؟..
قال : آدم وحواء.
قال : فما الثلاثة؟..
قال : كذبت النصارى على الله عز وجل، قالوا عيسى بن مريم ابن الله, والله لم يتخذ صاحبة ولا ولدا.
قال : فما الأربعة؟..
قال : التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم.
قال : فما الخمسة؟..
قال : خمس صلوات مفروضات.
قال : فما الستة؟..
قال : خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش.
قال : فما السبعة؟..
قال : سبعة أبواب الناس متطابقات.
قال : فما الثمانية؟..
قال : ثمانية أبواب الجنة.
قال : فما التسعة؟..
قال : (تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون) النمل 48 .
قال : فما العشرة ؟..
قال : عشرة أيام من العشر.
قال : فما الإحدى عشر؟..
قال : قول يوسف لأبيه إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين) سورة يوسف4 -.
قال : فما الإثنا عشر؟..
قال : شهور السنة.
قال : فما العشرون؟..
قال : بيع يوسف بعشرين درهما.
قال : فما الثلاثون؟..
قال : ثلاثون ليلة من شهر رمضان، صيامه واجب على كل مؤمن، إلا من كان مريضا أو على سفر.
قال : فما الأربعون؟..
قال : كان ميقات موسى ثلاثين ليلة قضاها، والعشر كانت تمامها.
قال : فما الخمسون؟..
قال : دعا نوح قومه ألف سنة إلا خمسين عاما.
قال : فما الستون؟..
قال : قال الله تعالى : (فإطعام ستين مسكينا) أو (صيام شهرين متتابعين) سورة المجادلة 4.
قال : فما السبعون؟..
قال : اختار موسى سبعين رجلا لميقات ربه.
قال : فما الثمانون؟..
قال : قرية بالجزيرة يقال لها ثمانون، منها قعد نوح في السفينة، واستوت على الجوديَ وأغرق الله القوم.
قال : فما التسعون؟..
قال : الفلك المشحون اتخذ يوما فيها بيتٌ للبهائم.
قال : فما المائة؟..
قال : كانت لداود () ستون سنة فوهب له آدم أربعين .
فقال : يا شاب!.. صف لي محمدا () كأني أنظر إليه حتى أؤمن به الساعة!..
فبكى علي () ثم قال : يا يهودي!.. هيجت أحزاني، كان حبيبي رسول الله () صلت الجبين، مقرون الحاجبين، أدعج العينين، سهل الخدين، أقنى الأنف، دقيق السرية، كث اللحية، براق الثنايا، كأن عنقه إبريق فضة، كان له شعرات من لبَته إلى سرته متفرقة كأنها قضيب كافور، لم يكن بالطويل الذاهب ولا القصير النزر، كان إذا مشى مع الناس غمرهم، كان إذا مشى كأنه ينقلع من صخرة أو ينحدر من صبب، كان مبدول الكعبين، لطيف القدمين، دقيق الخصر، عمامته السحاب، سيفه ذو الفقار، بلغته الدلدل، حماره اليعفور، ناقته العضباء، فرسه المبدول، قضيبه الممشوق.. كان أشفق الناس على الناس، وأرأف الناس بالناس، كان بين كتفيه خاتم النبوة مكتوب على الخاتم سطران : أول سطر : لا إله إلا الله، والثاني : محمد رسول الله.. هذه صفته يا يهودي.
فقال اليهوديان : نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنك وصي محمد حقا.
وأسلما وحسن إسلامهما، ولزما أمير المؤمنين () فكانا معه حتى كان في أمر الجمل ما كان،, فخرجا معه إلى البصرة، فقتل أحدهما في وقعت الجمل، وبقي الآخر حتى خرج معه إلى صفين فقتل.
+++++++++++++++
من قناة أهل البيت عليهم السّلام الفضائية أودعكم ، على أمل اللقاء بكم دائماً على مائدة المعرفة والفائدة والهداية والولاء .
نلقاكم على مائدة الإفطار إنشاء المولى .
طابت أوقاتكم ، ودمتم بخير ، والسلام عليكم .


إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc