السلام عليكم .........
علما نري بعض الاخوة من اهل السنة فاقدين للعلم بان الامام المهدي في كتبهم هو الذي من ولد رسول الله و ولد الزهراء و الامام علي و من ولد الحسين
- و هو الذي ولد من الامام الحسن العسكري و لازال حي و يظهره الله- لذا ان شاء الله سنبحث الموضوع من كتبهم في نسب الامام المهدي .
السلام عليكم و رحمة الله.
المقام الاول:
المهدي
في القران .
القرآن الكريم بجملة من الآيات المباركة التي حملها الكثير من المفسرين على المهدي المبشَّر بظهوره في آخر الزمان .
ولاشك بأنّ أهل البيت
هم عدل القرآن بنصّ حديث الثقلين المتواتر عند جميع المسلمين، وعليه فإنّ ماثبت تفسيره عنهم
من الآيات بالمهدي لابد من الاذعان إليه والتصديق به .
وفي هذا الصدد قد روي كثير من أحاديث أهل البيت
المفسرة لعدد من الآيات المباركة بالاِمام المهدي .
و نحن نكتفي بذكر اية من هذه الايات المباركة .
فقال تعالى : ( هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بالهُدى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ )(1).
والمراد بدين الحق هو دين الاِسلام بالضرورة ؛ لقوله تعالى : ( وَمَن يَبْتَغ غَيْرَ الاِسْلامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهْوُ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ )(2) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التوبة : 9 | 33.
(2) آل عمران : 3| 85 .
وقوله تعالى : ( ليُظهِرَهُ عَلى الَّدينِ كُلَّه ) ، أي : لينصره على جميع الاَديان ، والضمير في قوله تعالى : ( ليُظهِرَهُ ) راجع إلى دين الحق عند معظم المفسرين وأشهرهم ، وجعلوه هو المتبادر من لفظ الآية .
ولا يخفى أنّ تلك الغلبة على الاَديان الاُخرى قد تحققت في عهد النبي
وسلم وخير دليل على ذلك أنّهم دفعوا الجزية للمسلمين عن يدٍ وهم صاغرون ، ولا يخفى أيضاً أنّ تلك الغلبة والنصرة كانت بما يتناسب وصيرورة الاِسلام ديناً قوياً مهاب الجانب وذا شوكة .
ولكن واقعنا اليوم ليس كذلك
فمتي تكون هذه الغلبة بالمعني التام؟
وفي تفسير ابن جزّي : « وإظهاره : جعله أعلى الاَديان واقواها ، حتى يعم المشارق والمغارب »(1). وهذا هو المروي عن أبي هريرة كما نصَّ عليه جملة من المفسرين(2).
وفي الدر المنثور : « وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، والبيهقي في سننه عن جابر رضي الله عنه في قوله تعالى : ( ليُظهِرَهُ عَلى الَّدينِ كُلَّه ) قال : لايكون ذاك حتى لايبقى يهودي ولانصراني صاحب ملّة إلاّ الاسلام(3).
« وعن المقداد بن الاَسود قال :« سمعت رسول الله
وسلم يقول : «لايبقى على ظهر الاَرض بيت مدر ولاوبر إلاّ أدخله كلمة الاسلام ، إما بعزٍّ عزيز، وإما بذلٍ ذليل . إما يعزهم فيجعلهم الله من أهله فيعزّوا به ، وإما يُذلّهم فيدينون له »(4).
ومن هنا ورد في الاَثر عن الاِمام الباقر
أن الآية مبشّرة بظهور المهدي في آخر الزمان ، وأنه ـ بتأييد من الله تعالى ـ سيُظهر دين جده
وسلم على سائر الاَديان حتى لايبقى على وجه الاَرض مشرك . وهو قول السدّي المفسّر(5).
قال القرطبي : « وقال السدّي : ذاك عند خروج المهدي ، لايبقى أحد إلاّ دخل في الاِسلام »(6) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(1) تفسير ابن جزي : 252.
(2) تفسير الطبري 14 : 215 | 16645، والتفسير الكبير 16 : 40، وتفسير القرطبي 8 : 121، والدر المنثور 4 : 176.
(3) الدر المنثور 4 : 176.
(4) مجمع البيان 5 : 35.
(5) مجمع البيان 5 : 35 .
(6) تفسير القرطبي 8 : 121، والتفسير الكبير 16 : 40 ومجمع البيان 5 : 35.