اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
عن أمير المؤمنين (ع): (إن هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها) أي أكثرها استيعابا.. فمن معاني شرح الصدر، أن يتلقى القلب اضالمعاني الإلهية بشكل واضح ومعمق.
عن الإمام الصادق (ع): (القلب حرم الله، فلا تُسكن حرم الله غير الله).. هذه الرواية من الروايات البديعة جدا في عامل التكامل، ونستطيع أن نستلهم منها:
أنه بإمكان الإنسان أن يعلق نفسه بأشياء كثيرة، مثلا: حب الزوجة من الإيمان، وحب الأهل من الإيمان، وحب الأوطان من الإيمان, ولكن حب الله عز وجل لا يشاركه شيء.. وبعبارة أخرى: إن جعلنا القلب بمثابة بناء له طوابق: فإن هناك طابقا لا يدخله أحد إلا هذا العنصر، وهو الحب الإلهي.. أما الطبقات السفلى فليكن لحب: الزوجة والزوج , والأولاد، وحب المال,المؤمن يحب أشياء كثيرة في هذه الحياة، ولكن هناك نقطة في القلب، أو جهة في القلب، أو مكان في القلب, هذا المكان لا يدخله إلا الله عز وجل.
فانظروا تعبير الإمام (ع): (فلا تُسكن حرم الله غير الله), أي لو تركت الأمر دون مجاهدة، من الممكن أن يتسلل حب الله -عز وجل- من القلب.. كما يحدث في بعض البلدان، عندما تخفّ الرقابة على حدودها، يتسلل بعض الأفراد بشكل غير قانوني إلى تلك البلاد.. وكذلك إذا ترك القلب دون مراقبة، قد تتسلل بعض الأمور إلى قلب المؤمن.. وبالتالي، يسكن قلبه حب غير الله عز وجل.
إن الشيء إذا استقر في القلب يصبح أميرا، فالزوجة إذا دخلت القلب -المكان الذي هو وقف لله عز وجل- أصبحت هي التي تأمر وتنهى، وإن كان الأمر يخالف الأمر الإلهي.. عن الامام علي قال: (يأتي على الناسِ زمان: همّتُهم بطونهم، وشرفُهُم متاعهم، وقبلتهم نساؤهم، ودينهم دراهمهم ودنانيرهم؛ أولئك شرار الخلق، لا خلاق لهم...) ..فالمرأة بعض الأوقات تتحول إلى صنم يعبد، وكذلك العكس الرجل يتحول إلى صنم يُعبد.. قد تأمر المرأة الرجل بأمر خلاف الشريعة، فيرى الرجل نفسه مطيعا لها,ومعنى ذلك أن هذا القلب خرج عن كونه حرما لله عز وجل .
انها المرة الاولى التي اكتب فيها هذه الكلمة : (مــــنـــــقـــــول )
نسالكم الدعاء