اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
إجازة سعيدة
كان أبا ماهر ضعيف الحال كثير العيال، ليس له نصيب من العلم، ولا بسطة في الجسم، لذا أطلق على ابنه الأكبر ماهرا تيمنا بالتفوق.
كبر ماهر ودخل الفصول الدراسية، واخذ ينتقل من مرحلة لأخرى، كما تنتقل الجداول بين الأشجار دون ري عطشها لقلة مياها. ومضى دون تحقيق أمنية والده، ولو لسنة دراسية واحدة، رغم تشجيعه ماديا ومعنويا، وشرح الهدف وراء اختيار اسمه.
فكان طالبا عاديا ممن ينجحون وهم على حافة الهاوية، واكبر همهم الحصول على وظيفة والجلوس وراء طاولة، كمن يطوي صائما ثم يكسره صيامه قبل موعد إفطاره على بصلة.
ولعدم أيمانه بمواهبه، لم يسعى لتحقيق طموح والده الذي قتله منذ زمن بعيد، لمجرد كلمة خرجت من فم مدرس نسي في ثورة الغضب الأسلوب الأمثل في التعامل مع أبناءه الطلبة، فلم ير له بعدها عزما.
في كل عام وبسبب ما يعانيه من ضعف في معظم المواد الدراسية، يمني نفسه باستغلال الإجازة. وما إن تبدأ حتى يصبح من المسوفين، فيسوف ما عاهدها عليه، ويأخذ في السهر مع من هم أمثاله، بين أفلام ماجنة لا هدف لها إلا الهبوط بالنفس البشرية للحضيض، فتكون كالبهيمة همها علفها.
وورق لعب والعاب كمبيوتر غايته منها ضياع الوقت والتلهي حتى عن العبادة، حتى تخرج الشمس من كورتها لتؤدي دورها في إضاءة الكون. عندها ينام كالقتيل لحين الغروب، وخروج القمر صافي الوجه من مكمنه، ليؤدي واجبه على أكمل وجه، وهو ينام كدب قطبي في سبات شتوي.
هذه السنة تغيرت أحواله حتى شعر بذلك من حوله، داخل بيته وخارجه، كأنه استيقظ بعد طول سبات، وفتح عينيه بعد طول إغماض. بعدد مجاورته على مقاعد الدراسة وتلقي العلوم الطالب مجد (ماجد)، ممن لا يهدرون أوقاتهم سدى. ولدماثة أخلاقه وطيب معاشرته، تأثر به واقترب منه، ليعرف كيف ينظم وقته، وكيف يحصل على درجاته العالية.
رأى ماجد فيه التصميم والعزم على تغيير نفسه، فقرر الأخذ بيده وهدايته لسواء السبيل.
مع الوقت تغير طاقم صداقته، والتصق كثيرا بماجد، يشاهد عن قرب كيف يتمكن من مزاولة الكثير من النشاطات الاجتماعية، ومع ذلك يتفوق دراسيا.
أطلعه ماجد على سره والجدول اليومي الذي يتبعه، وعلى الدورات التي يحضرها ليزيد من فاعليته.
كان ماجد بعد يومه الدراسي يعود لبيته مباشرة، ويخلد لنوم مريح بعد وجبة غداء. يجلس بعدهما لمكانه المعتاد بعيدا عن التلفاز، لينهي واجباته ومراجعة دروسه، بعيدا عن الإزعاج وتشتت الأفكار. وبعد هذا كله، يخرج لبعض الوقت ليحرك جسمه ويلعب مع أقرانه. يعود بعدها لتناول وجبة العشاء، ومشاهدة التلفاز خلاله، ثم يخلد للنوم باكرا. وفي صبيحة اليوم اللاحق وقبل توجهه للمدرسة، يستغل وقته في التحضير استعدادا ليوم جديد. ويفرغ نفسه جزئيا في يومي الخميس والجمعة لبعض الأعمال الاجتماعية المختلفة.
في الإجازات كان ماجد يستغل أيامه بين سفرات دينية وأخرى ترفيهية، ودورات ثقافية يوسع بها مداركه، ودروس تدريبية تعينه على دراسته، بالإضافة لاشتراكه في بعض الأعمال الاجتماعية.
لم يستطع ماهر في بداية أمره مجاراة ماجد في إدارة يومه، وكاد أن يرجع القهقرى وينكص على عقبيه، كجلمود صخر حطه السيل من عل. ولكن صبره وإصراره على النجاح والتفوق، كنملة مجدة في الوصول لعشها في أعلى شجرة، رغم عدد المرات التي تسقط فيها. وتشجيع ماجد له ووقوفه لجانبه، مكنه من تجاوز محنته والسير قدما.
فاخذ يدوس على خطى ماجد دوسا حثيثا، كمقتفي الأثر باحثا عن ضالة. حتى كانا يتنافسان على المناصب القيادية والدرجات العالية، كأنهما حصاني رهان. ولا يتركان المشاركة في الأعمال الاجتماعية، والمساهمة في المناسبات الدينية.
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف، السعودية
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين
قصة هادفة ومشوقة أخي الفاضل حسين نوح مشامع
أتمنى من ابنائنا وبناتنا أن يدركوا أن السقوط لمرة يجب أن تكون بداية الصعود للقمة
بارك الله فيكم
نترقب جديدكم دائماً
نسالكم الدعاء لنا ولوالدينا
توقيع سليلة حيدرة الكرار
تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك