اغتيال النبي مع سبق الاصرار والتربص = دليل قرآني =
بتاريخ : 29-Dec-2007 الساعة : 10:40 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
[][FRAME="8 80"]
بسم الله الرحمن الرحيم،،
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
اغتيال النبي مع سبق الاصرار والتربص = دليل قرآني =
{ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ } * { قُلْ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُتَرَبِّصِينَ }
ما هو التربّص ؟
لغوياً : الغني : تَرَبَّصَ - [ر ب ص]. (ف: خما. لازمتع. م. بحرف). تَرَبَّصْتُ، أَتَرَبَّصُ، تَرَبَّصْ، مص. تَرَبُّصٌ. 1."يَتَرَبَّصُ وُصُولَ القِطَارِ" : يَنْتَظِرُ. 2."لاَ يَزَالُ يَتَرَبَّصُ فُرْصَتَهُ" : يَتَحَيَّنُهَا. 3."يَتَرَبَّصُ بِعَدُوِّه الدَّوَائِرَ" : يَترَصَّدُهُ، يُرِيدُ أَنْ يَنْصِبَ لَهُ كَمِيناً لِيُوقِعَ بِهِ الأذَى. 4."تَرَبَّصَ في مَكَانِهِ" : لَبِثَ فِيهِ، أَقَامَ. 5."تَرَبَّصَ عَنِ العَمَلِ" : تَوَقَّفَ عَنْهُ. 6."تَرَبَّصَ بِسِلْعَتِهِ الغَلاَءَ": اِحْتَكَرَهَا، أَيْ أَبْقَاهَا لِوَقْتِ الغَلاَءَ .
والآية الكريمة التي تلوناها تشير صراحة الى ان هناك من يتربص بالنبي .. يترصده .. يريد ان ينصب له كميناً ليوقع به الاذى .. وقد حدث هذا الامر بالفعل مرات عديدة .. احداها في مثل هذه الايام تماماً .. ولدى عودة النبي الاكرم من موقع الغدير الى المدينة المنورة .. حيث تربصته مجموعة من كبار المنافقين الذين سبقوه الى المدينة عند هضبة هريشه .. وحاولوا قتله .. لتدبير الانقلاب الذي خططوا له على الاسلام وقيادته الربانية : النبي ثم وصيه امير المؤمنين علي عليهما وآلهما السلام .
وقد فشلت محاولة الاغتيال هذه .. كما فشلت التي من قبلها لدى عودته من غزوة تبوك .. ولكن قوى النفاق لم تتوقف عن محاولات الاسراع بقتل النبي قبل ان يثبت امامة امير المؤمنين علي بحيث يصعب عليهم الانقلاب عليها .. وهذا ما حدث بعد قرابة الشهرين من هذه المحاولة .. حيث قامت عائشة وحفصة بسقي السم للنبي بالتنسيق مع ابيهما ابا بكر وعمر .
وهنا استعراض موجز لمحاولة الاغتيال التي جرت في هريشه :
عقبة الهريش بعد بيعة الغدير
ذكر في كتاب الديلمي بأن الرسول () أخبر عائشة بانقضاء عمره وقرب تنصيبه عليا () خليفة للمسلمين. ووقعت هذه الحادثة قبل حادثة الغدير وجاء: فلم تلبث أن أخبرت حفصة، وأخبرت كل واحدة منها أباها، فاجتمعا فأرسلا إلى جماعة الطلقاء والمنافقين فخبراهم بالأمر فأقبل بعضهم على بعض وقالوا: إن محمدا يريد أن يجعل هذا الأمر في أهل بيته كسنة كسرى وقيصر إلى آخر الدهر، لا والله ما لكم في الحياة من حظ إن أفضي هذا الأمر إلى علي بن أبي طالب، وأن محمدا عاملكم على ظاهركم، وأن عليا يعاملكم على ما يجد في نفسه منكم، فأحسنوا النظر لأنفسكم في ذلك وقدموا آراءكم فيه. ودار الكلام فيما بينهم وأعادوا الخطاب وأجالوا الرأي فاتفقوا على أن ينفروا بالنبي () ناقته على عقبة الهريش، وقد كانوا صنعوا مثل ذلك في غزاة تبوك، فصرف الله الشر عن نبيه () فاجتمعوا في أمر رسول الله من القتل والاغتيال واستقاء السم على غير وجه، وقد كان اجتمع أعداء رسول الله () من الطلقاء من قريش والمنافقين من الأنصار، ومن كان في قلبه الارتداد من العرب في المدينة وما حولها، فتعاقدوا وتحالفوا على أن ينفروا به ناقته، وكانوا أربعة عشر رجلا، وكان من عزم رسول الله أن يقيم عليا () وينصبه للناس بالمدينة إذا أقدم، فسار رسول الله يومين وليلتين، فلما كان في اليوم الثالث أتاه جبرائيل () بآخر سورة الحجر فقال: إقرأ ولنسألهم أجمعين عما كانوا يعملون، فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين. قال: ورحل رسول الله وأغدق السير مسرعا على دخول المدينة لينصب عليا () علما للناس، فلما كانت الليلة الرابعة هبط جبرائيل () في آخر الليل فقرأ عليه:
{ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين } (1)، فقال (): أما تراني يا جبرائيل أغدق السير مجدا فيه لأدخل المدينة فأعرض ولاية علي على الشاهد والغائب. فقال له جبرائيل (): الله يأمرك أن تفرض ولاية علي غدا إذا نزلت منزلك. فقال رسول الله: نعم يا جبرائيل غدا أفعل ذلك إن شاء الله، وأمر رسول الله بالرحيل من وقته، وسار الناس معه حتى نزل بغدير خم، وصلى بالناس وأمرهم أن يجتمعوا إليه، ودعا عليا () ورفع رسول الله () يد علي اليسرى بيده اليمنى ورفع صوته بالولاء لعلي على الناس أجمعين، وفرض طاعته عليهم، وأمرهم أن لا يختلفوا عليه بعده، وخبرهم أن ذلك عن الله عز وجل، وقال لهم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم. قالوا: بلى يا رسول الله. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، ثم أمر الناس أن يبايعوه فبايعه الناس جميعا ولم يتكلم منهم أحد. وقد كان أبو بكر وعمر تقدما إلى الجحفة فبعث وردهما، ثم قال لهما النبي () متهجما: يا بن أبي قحافة ويا عمر بايعا عليا
بالولاية من بعدي فقالا: أمر من الله ورسوله. فقال: وهل يكون مثل هذا من غير أمر الله ومن رسوله، نعم أمر من الله ومن رسوله فبايعا ثم انصرفا، وسايرا رسول الله () باقي يومه وليلته، حتى إذا دنوا من العقبة تقدمه القوم فتواروا في ثنية العقبة، وقد حملوا معهم دبابا (1) وطرحوا فيها الحصى. قال حذيفة: ودعاني رسول الله ودعا عمار بن ياسر وأمره أن يسوقها وأنا أقودها، حتى إذا صرنا في رأس العقبة ثار القوم من ورائنا، ودحرجوا الدباب بين قوائم الناقة فذعرت وكادت أن تنفر برسول الله، فصاح بها النبي: أن اسكني وليس عليك بأس، فأنطقها الله تعالى بقول عربي فصيح، فقالت: والله يا رسول الله ما أزلت يدا عن مستقر يد ولا رجل عن موضع رجل وأنت على ظهري، فتقدم القوم إلى الناقة ليدفعوها، فأقبلت أنا وعمار نضرب وجوههم بأسيافنا، وكانت ليلة مظلمة فزالوا عنا وأيسوا مما ظنوا ودبروا، فقلت: يا رسول الله من هؤلاء القوم وما يريدون، فقال: يا حذيفة هؤلاء المنافقون في الدنيا والآخرة، .... فرفعت طرفي إلى القوم وهم وقوف على الثنية، فبرقت برقة فأضاءت جميع ما حولنا وثبتت البرقة حتى خلتها شمسا طالعة، فنظرت والله إلى القوم فعرفتهم رجلا رجلا وإذا هم كما قال رسول الله، وعدد القوم أربعة عشر رجلا، تسعة من قريش، وخمسة من سائر الناس، فقال له سمهم لنا يرحمك الله فقال حذيفة: هم والله أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص، هؤلاء من قريش وأما الخمسة فأبو موسى الأشعري والمغيرة بن شعبة الثقفي وأوس بن الحدثان البصري وأبو هريرة وأبو طلحة الأنصاري. )
(1) إرشاد القلوب، الديلمي ص 330 - 333، منشورات الشريف الرضي. (*)
في "ج": الهريش، وهو ـ بالفتح ثمّ السكون والقصر ـ: ثنية في طريق مكة قريبة من الجحفة ترى من البحر، ولها طريقان فكل من سلك واحداً منها أفضى به إلى موضع واحد. تبعد عن الجحفة 30 كيلو مبرا