[خادم الزهراء المظلومة]

في ليلة بدرٍ غاب عن ساحة السماء ... وقد غشتها غلظة ظلام الغمام الثقيل
حتى تعرى نورها فكأنها دامس الدكون ... وراحت إلى الظلام عن غير نور يتوشاها تميل
وجيش المسلمين تجمعوا في خضم الوغى ... والظما أنهك النفوس ولا إلى الماء سبيل
قال النبي من يأتي بالماء من بئرٍ ليس بنائي ... فكلٌّ تخاذل خوفاً كصمٍّ لم يسمعوا المقيل
فهب كعادته وانبرى وقال أنا لها ... وراح في قلب الظلام يشق السبيل
فهبت رياحٌ لم يرى مثلها قط فانثنى ... إلى الأرض ولكنها قاصدته دون بديل
فألفحت غرته البيضاء التي غشت الظلام بنورها ... ثم تلتها اثنتين كأن ذاك أمر مهيل
فانتهت ومضى وجاء بالماء ليث الوغى ... وعاد إلى النبي كما الجواد الأصيل
حاشاك يا علي تمثل بالجواد إلا لجودك كان مقصدي ... ومن يضاهيك الشرف الرفيع أيها الفارس النبيل
ثم استجوبه الرسول عن تأخره إذ ما اعتاد منه ... فقال والمقال يقطر من شفتيه والكلام الفضيل
هبت رياح أعاقت مسيري ما اعتدتها قبل حين ... فتبسم النبي فرحاً ووجهه كأنه الشمس والنور كإكليل
واعتلى يقول طوبى يا علي وأبلغه البشارة ... هذه كتائب الأملاك ومعها ميكال وجبريل
كلهم سلموا عليك لما لك من الفضل والنهى ... وتلاها بألف من حشد السماء يحيونك وفيها إسرافيل
وأنزل ربهم عليهم ال أمنة يغشيهم به ... روحاً منه ورذاذ ماء السماء يثبت به الأقدام كي ما تميل
وانكشح الظلام وبدا الصبح بطلعته على حربٍ ... تناثر غبارها أمام جمع الشرك وقبالهم المسلمون قليل
ولكن الإيمان مد أغصانه يعانق بعضها بعضا ... وشب الغبار فلا يرى أحدٌ ولا يسمع غير الصليل
حتى انكشف والمسلمون على قلتهم يهتفون بالنصر ... ولم تغني عن جحافل أبي سفيان كثرته ظلا ولا ظليل
وعاد الأمين ووصيه طيبة بفخر انتصار ... يهنئهما الوحي بآيات نصرٍ ترنيما وترتيل

بدر الوغى وليثها
لـ خادم الزهراء
إبراهيم قبلان العاملي
ليلة 13 شهر رمضان 1432 هجرية

[عشاق المجتبى]

نعم هذا الانتصار الذي كان مفترق الطريق للاسلام والمسلمين

اللهم صل على محمد وال محمد

حفظ الله شاعر اهل البيت