اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما احاط به علمك واحصاه كتابك
------------------
ان الامام الحسين مظهر الحب والطاعة ومظهرالعبودية وقد افنى ارادته في ارادة الله عزوجل
وقطع جميع الحجب ( الهي رضا برضائك تسليما لقضائك لا معبود سواك ))
والسيد علي القاضي ذائب في حب الامام الحسين ومنه تعلم درس التوحيد
ولعلنا نلمس ما ظفر به من كنوز من قوله :
( يستحيل على الانسان ان يبلغ مقاما في التوحيد سوى عن طريق سيد الشهداء ) اسوة العارفين ص 22
فهو يرى الحسين بشموخه وعزته مصدر جميع الفيوضات والخيرات
ومن هنا فهو فان في ساحته عاشق له
قال عنه من رآه يقصد الامام الحسين للزيارة :
يقف آية الله القاضي ليالي الجمعة حتى الصباح في الحرم دون ان ينبس ببنت شفة فلا زيادة ولا .... فقط ينظر ويتطلع ) اسوة العارفين ص 22
فحرم الامام الحسين حرم الله ومن الطبيعي ان الانسان الذي يذهب الى هناك يذوب في الحرم وينسى نفسه ليزور ويقرأ الزيارة
ولقد تناول السيد القاضي كأسا" من مولاه الامام الحسين رفع عن بصره الحجب فقال :
( انشد ابن الفارض قصيدة تائية في مدح استاذه وانشدت قصيدة تائية في مدح مولاي الحسين
الذي أصلح لي الحال وفتح لي باب الغيب باحسن نحو )
ففتح الباب للقاضي كان على يد الامام الحسين وكان فخره الى آخر حياته كونه غلام اهل البيت
ولم يتضح لدينا ما تلقاه طيلة تلك السنوات عن الامام الحسين
وابي الفضل العباس ليشق طريقه الى تلك القمة المنيعة من العرفان
سوى ما قاله :
( ان ثواب السعي بين حرم الامام الحسين وابي الفضل العباس أفضل من ثواب السعي بين الصفا والمروة )
وكان حاله يتغير ايام الزيارة واذا تعذر عليه الذهاب فلا يستقر بحيث تقول له عائلته انك لتجن ايام الزيارة
ولذلك لا يدعوه يبقى في النجف فيعدوا مبلغا لطعامه ويحثونه على الزيارة فيذهب مشيا الى كربلاء ويعود ماشيا
لم يشاهد مرة راكبا ولا احد يدفعه الفضول ليعرف كيف يذهب هذا السيد الى كربلاء وكيف يعود
نعم فليس هنالك من قلق كيف يطوي ذلك الطريق حين يدعو السادة الكرام خاصة ضيوفهم لزيارتهم
ثم من عرف طريق السماء لا حاجة به الى طرق الارض
فهو ينطلق بحب وشوق الى مولاه محقا اليه بذلك الزاد
انه يدرك عظمة مقام الامام سلام الله عليه
ويدرك معنى امين الله وخليفة الله وثار الله
فتحبس انفاسه في صدره من تلك العظمة ويتيه في منزلة الامام الحسين ومقامه
ويقيم في بيته مجالس العزاء اسبوعيا ليحضرها عامة الناس وعقيدته في ذلك
( لا بد ان اجهد نفسي لابي عبدالله الحسين سواء كنت عالما او عاميا )
فيصف أحذية المعزين ويشكل عليه البعض على انه من اهل العلم والفضل
فلا ينبغي ان يحط من قدره
غير انه وكعادته لا يأبه بهذا الكلام
ثم لا يتمالك نفسه اواخر ايام عمره فتنساب دموعه لمجرد رؤية الماء
ويالها من قصة عجيبة قصة العطش هذه
قال اية الله السيد عبدالكريم الكشميري :
( ازداد السيد القاضي اواخر عمره رقة ولطفا فكان لا يرى الماء حتى يذكر عطش الحسين ويبكي )
كما كانت تنساب دموعه بمجرد ان يصعد الخطيب الى المنبر ويقول :
( صلى الله عليك يا ابا عبدالله )
وكان يكن احتراما عظيما لتربة الامام الحسين
بحيث وقعت ذات ليلة مسبحته من التربة على الارض وضعفت حيلته عن رؤيتها
فخشى ان ينام وتكون رجليه بأتجاه التربة
فلم يستطع النوم حتى الصباح
فقد اخذ الحسين بيده اول الطريق
وكان شاكرا لتلك النعمة حتى اواخر حياته
وهل من عاشق ليس في رقبته دين للحسين
ليعيش ازائه كل ذلك الادب والتواضع
بالتالي فهو يشعر بهذا الدين في كل ذرة عشق
تشده نحو الحبيب
نعم لدينا نحن ايضا حسين لكننا
بقينا في الطريق
ولدينا حسين ولم نعرج الى السماء
ولدينا حسين وبقينا حائرين
يا حسين
خذ بأيدينا وانثر علينا نيران الحب والشوق
العطش العرفاني
نسالكم الدعاء