اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الشبكة العنكبوتية
رجع من رحلة دينية قصيرة، كانت لأداء عمرة شعبانية وزيارة لرسولنا الكريم صلى الله عليه واله وسلم. لم تدم الرحلة أكثر من عشرة أيام، لكن في نهايتها تبينت له موهبة جديدة لم يكن يعلم بها، ولدت من رحم الضغوط والمعاناة. أخذت تلوح في أفق مخيلته، التي طال ما تلبدت بغيوم داكنة، وأمطرت أعاصير مدمرة. بدت خيطا ضئيلا كهلال شهر رمضان، يصعب تبينه إلا على زرقاء اليمامة.
اخذ يجد في السير نحوها، يحافظ عليها ويطورها، عبر الاستجابة الفطرية للكتابة، والتعلق النفسي بالقراءة، حتى صارت وجبته اليومية وغذاءه الروحي. فهدأت روحه وكف عن التذمر، وضرب صفحا عن الاستقالة والتقاعد.
في احد الأيام حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث استيقظ الوحش القابع في أعماق نفسه. اخذ يفتح عين ويغمض أخرى ويتململ كسلا، ثم خرج بعدها للسطح بحثا عن فريسته. هاجت معه بحار آلامه، وتحركت أعاصير قهره، وتوجهت لتغرق ما حولها من اخضر ويابس.
استلم رسالة الكترونية من احد زملاء العمل، موضحا فيها أسماء من تقرر منح عوائلهم تامين طبي. بحث عن اسمه في قائمة الإرسال، فلم يجده. بحث عن اسمه في قائمة من يستحق العلاج، فلم يجده، رغم منصبه الإداري، ومسؤوليته المباشرة عنهم. قرأها عدة مرات، ثم ارجع البصر كرتين، فانقلب إليه البصر خاسئا وهو حسير.
كان تأثير الخبر غير طبيعي على نفسه، لوروده في وقت كان يحاول تضميد جراحه ونسيان آلامه. تحركت أحزانه، وهاجت مشاعره، وجعلته يثور ويفور كغطاء قدر طار من تأثير ضغط البخار المنحبس.
لم يتمكن من السكوت بعد بلوغ السيل الزبا، فكتب ردا غليظا يوضح فيه استيائه، والغبن الذي لحقه. كتب تاريخ معاناته وما قاساه من ظلم.
كان منها: شاهدت قائمة العلاج ولم يكن اسمي بين المذكورين، وهذا هو المتوقع. فليس لي وصف وضيفي، ولا اعرف مهام عملي، لذا لا يعلم احد بوجودي.
قال لي أحدكم: كنت أظنك لا تنفع للقيام بأي عمل يذكر.
وقال آخر منكم: لم توظف لتقوم بأي عمل.
لتعلموا ولعدم وجود ما يشغلني طوال يومي، اصرف وقتي على الشبكة العنكبوتية. وختم رسالته: سوف يصلكم قراري بعد حين.
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف، السعودية
آخر تعديل بواسطة موالية صاحب البيعة ، 02-Sep-2011 الساعة 02:04 PM.
سبب آخر: تصغير الخط