الرجوع الى الحوزة العلمية في فكر الشهيد الصدر (ع) (1) - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـقـاومـة وقـضـايـا السـاعـة :. ميزان أخبار الشيعة والمقاومة الإسلامية
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع احب محمد واله مشاركات 0 الزيارات 1498 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

احب محمد واله
عضو
رقم العضوية : 11754
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 6
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : احب محمد واله is on a distinguished road

احب محمد واله غير متواجد حالياً عرض البوم صور احب محمد واله



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان أخبار الشيعة والمقاومة الإسلامية
Cool الرجوع الى الحوزة العلمية في فكر الشهيد الصدر (ع) (1)
قديم بتاريخ : 07-Oct-2011 الساعة : 04:53 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


ر لرجوع الى الحوزة العلمية في فكر الشهيد الصدر (ع)
الكاتب : ابو حسن الزيادي
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعترته الاطهار
في ذكرى استشهاد السيد الصدر الثاني (قد) نريد ان نطل على كلمة من كلماته الطاهرة العظمية التي تمثل واحدة من اهم المرتكزات الاساسية في بناء المجتمع الرسالي وترصين صفوفه وحفظ كيانه ضد من يكيد لنخره واسقاطه، يقول السيد الشهيد (قد) (( لاتقولوا قولا ً ولا تفعلوا فعلا ً الا بعد الرجوع الى الحوزة العلمية))، وكثيرا ً ما رددت الالسن تلك الكلمة وكثيرا ً ما شاهدناها في اللافتات ورفعها البعض شعارا ً في عمله، الا ان الكثير منهم مع شديد الاسف لم يفهم جوهر هذه العبارة ولم يدرك معانيها الحقيقية، وفي الغالب كانت العاطفة تجاه السيد (قد) وكلماته الخالدة هي الدافع الرئيسي لترديدها ورفعها، لذلك عمدنا الى استثمار هذه المناسبة الخاصة به (قد) للوقوف على مضامين تلك الكلمة العظيمة ومراده (قد) منها ودلالاتها والفوائد الاجتماعية المترتبة على الالتزام بها والخسائر الناجمة عن تجاهلها وعدم العمل بها وانعكاس ذلك على الواقع الاسلامي للامة، وهذا مايتضح ان شاء الله في الامور الاتية:
الامر الاول: لابد في البداية من الاجابة على سؤال مهم يتعلق بكلمة السيد (قد) وهو: من المقصود بالحوزة العلمية؟ هل المقصود كل من ارتدى الزي الحوزوي ودرس في اروقة الحوزة ام وكلاء المرجعيات الدينية المعروفين بسمعتهم الطيبة وعدالتهم الاجتماعية ام اساتذة الحوزة من طلبة البحوث العالية ام ان المقصود بها هم مراجع الدين فقط؟ والجواب هو ان المراد بالحوزة العلمية هم مراجع الدين لاغيرهم مهما بلغ الاخرون من درجات العلم والمعرفة والورع مالم يصلوا الى مرتبة الاجتهاد والقدرة على قيادة الامة، والادلة على ذلك كثيرة اهمها:
1- ان الزام السيد (قد) الامة بالرجوع الى الحوزة العلمية في القول والفعل انما يمثل الطاعة للحوزة العلمية في اكمل حالاتها، والطاعة الكاملة لا تكون الا لمن يمتلك الحجية على الامة، فمن لم يكن حجة عليها فلا طاعة له، يقول تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)) [النساء : 59] فالطاعة الواردة في هذه الاية اوجبها تعالى على المؤمنين له ولرسوله وولاة امره وهم من يمتلك الحجة على الامة لاغيرهم، فلا طاعة اذا ً الا لمن يكون في مقام الحجة على الامة، والمرجعية الدينية هي الجهة الوحيدة من افراد الحوزة العلمية التي تمتلك الحجية على الامة لكونها تمثل الامتداد لخط الامامة وهي في موقع النيابة عن الامام المهدي (عج) في زمن غيبته وقد اشار (عج) الى تلك الحجية لمراجع الدين على الامة عندما ارجعها اليهم فيما يحتاجونه من امور دينهم ودنياهم فقال (عج) ((واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله)) ورواة الحديث كما هو معلوم هم المراجع، وهذه الحجية تلزمها الطاعة الكاملة من قبل الامة لمراجعها، ومن هنا يتضح ان باقي افراد الحوزة العلمية من الاساتذة وطلبة البحث والخطباء والوكلاء والمفكرين والمؤلفين وغيرهم لا تكون طاعتهم واجبة لعدم امتلاكهم الحجية على الامة ولكنهم يمكن ان يقوموا بدور الوسيط بين المرجعية والامة وبالتالي يمكن للامة مراجعتهم على اساس امتدادهم لخط المرجعية واداءهم للوظائف المتعددة بحسب اختصاص كل منهم ضمن ذلك الخط وفي طوله.
2- ان وجوب رجوع الامة الى مراجع الدين دون غيرهم ليست مسألة اعتباطية عفوية بل هي مسألة علمية منطقية تتلخص في وجوب رجوع غير المختص الى المختص ورجوع الجاهل الى العالم، أي انه وجوب عقلي بغض النظر عن كونه وجوب عقائدي، وهذه المسألة يعتقد بصحتها جميع العقلاء وهي ومطبقة في كل جوانب الحياة فالمريض يرجع الى الطبيب وصاحب البناء يرجع الى المهندس والطالب يرجع الى المعلم وصاحب القضية يرجع الى المحامي وهكذا في باقي شؤون الحياة حيث يرجع القاصر في شأن ما الى صاحب الاختصاص في ذلك الشأن، والامور الفقهية والدينية هي شأن من شؤون الحياة بل هي اهم شؤون الحياة فينبغي رجوع الامة القاصرة فيها الى المختص بها، والمراجع هم المختصون بشؤون الشريعة والاحكام الفقهية وقيادة الامة وولايتها وادارة امورها لانهم الوحيدون القادرون على استنباط الاحكام الشرعية تجاه الحوادث الواقعة التي تسأل عنها الامة، وهذه القدرة على الاستنباط هي العلة الرئيسية لتلك الحجية على الامة وهذا ما اشار اليه القرأن الكريم ((وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)) [النساء : 83].
فمن فضل الله ورحمته بعباده وجود من يستنبطون الحكم الشرعي لهم حتى انه جعل عدم رد الامة امورها، اي رجوعها في امورها، الى اولئك الذين يستنبطون الحكم الشرعي من الاتباع للشيطان والعياذ بالله، فمادام باقي افراد الحوزة لم يصلوا الى مرتبة استنباط الحكم الشرعي (الاجتهاد) فلا يمكن الرجوع اليهم في الاحكام الشرعية اوتسليمهم زمام الامور والقيادة او التقاضي لديهم وهذا ما اكده السيد (قد) في قوله ((المجتهد يختلف عن غيره بأمرين او بأكثر من امرين، فتواه تكون حجة وقضاؤه يكون حجة وولايته تكون حجة، في حين غيره لا يكون كذلك بطبيعه الحال لا فتواه حجة ولاقضاؤه حجة ولا ولايته حجة، والبشرية طبعا ً من قبيل القول قاصرة ومقصرة بطبيعة الحال، الذنوب فيها والعيوب والخلافات واشياء كثيرة تحتاج الى تعديل والى تقويم والى عدل، تعديل بمعنى اقامة العدل فيها وهذا لايكون الا بفتوى حقيقية وقضاء حقيقي وولاية حقيقية وهذا لايكون الا بالاجتهاد اول درجاته الاجتهاد))، اذن قصور الامة وعدم معرفتها بما يُقـَوم مسيرتها ويسددها نحو تحقيق اهدافها السامية يحتاج الى فتوى حقيقية وقضاء حقيقي وولاية حقيقية وهذه المقومات لا توجد الا عند المجتهد، فاذا ارادت الامة سعادتها وخيرها فعليها الرجوع الى المجتهدين الجامعين للشرائط فقط دون غيرهم لاسيما في المواقف الحرجة والقضايا المشبوهة والمشكوك فيها، يقول (قد) ((اذا كان شيء مشبوهاً او مشكوكاً او فيه زيادة او نقيصة او احتمال الخطر او احتمال الموت او احتمال الذنب او احتمال الدم كما يقولون امتنع عنه بكل صورة، نحن لم نسمع ولم نر الله، وانما سمعنا عنه بكتابه المكتوب عنه وهم العلماء فلا ينبغي ان الانسان يتصرف اطلاقاً الا بأذن العلماء)).
3- ان السيد (قد) قد اشار في مورد اخر من كلماته (خطبة الجمعة الاولى) الى نفس مضمون المقولة التي نحن بصدد تحليلها وتوضيحها حيث يقول (قد) ((بالنسبة الى عوام الشيعة جزاهم الله خير جزاء المحسنين هو ان لا يعملوا عملاً او لا يقولوا قولاً الا بأذن المراجع الكرام والقادة العظام)) وهذا الكلام واضح الدلالة على وجوب الرجوع الى مراجع الدين في القول والفعل، أي انه مقولته هذه قامت بدور المفسر للمقولة الاولى ففسرت الحوزة العلمية على انها مراجع الدين العظام لا غيرهم كما قد يفهم او يروج له البعض، أي اننا لو فسرنا عنوان الحوزة العلمية في المقولة الاولى بما هو اعم من مراجع الدين لاستلزم الامر تعارض المقولتين لان السيد (قد) في الثانية منع القول والفعل الا بعد مراجعة المراجع حصرا ً، والتعارض غير ممكن بالطبع، لذلك لابد ان يكون مراد السيد (قد) بعنوان الحوزة العلمية هم المراجع فقط لكي تصح المقولتان وتنسجمان معا ً.
4- ان السيد (قد) كان لا يجوز للشخص غير المجتهد ان يتصدى لمقام الافتاء اوالقضاء او ولاية امور الامة وقيادتها فيقول (قد) ((والبشرية طبعا ً من قبيل القول قاصرة ومقصرة بطبيعة الحال، الذنوب فيها والعيوب والخلافات واشياء كثيرة تحتاج الى تعديل والى تقويم والى عدل، تعديل بمعنى اقامة العدل فيها وهذا لايكون الا بفتوى حقيقية وقضاء حقيقي وولاية حقيقية وهذا لايكون الا بالاجتهاد اول درجاته الاجتهاد، اما انه تستطيع ان تعمل شيئا ً من ذلك بدون اجتهاد فهذا دونه خرط القتاد ولا يمكن اصلا ً انما يتبوأ مقعده من النار اذا فعل ذلك، وليس بحجة ولا تجب اطاعته حتى لو كان افضل فضلاء الحوزة مالم يحصل على درجة الاجتهاد)) ويقول كذلك ((التصرف الفردي والاجتماعي بدون اجتهاد شرٌ في الدنيا كما هو شرٌ في الاخرة او في الدنيا قبل ان يكون شرا ً في الاخرة)) ويقول ايضا ً (( الاقل المجزي في القائد ان يكون مجتهدا ً فضلا ً عن ان يكون مرجعا ً فضلا ً عن ان يكون ولي امر المسلمين))، ويقول ايضا ً في رسالته العملية ((من ليس اهلا ً للمرجعية في التقليد يحرم عليه الفتوى بقصد عمل غيره بها، كما ان من ليس اهلا ً للقضاء يحرم عليه القضاء ولا يجوز الترافع اليه ولا الشهادة عنده)) فاذا كان السيد (قد) لايجوز ويحرم تصدي غير المجتهد لقيادة الامة واصدار الفتاوى لها وادارة شؤونها، فكيف يمكن ان نعمم مصداق الحوزة العلمية ليشمل غير المجتهدين، الا اذا قلنا بتناقض السيد مع نفسه وهذا محال لانه العالم المدقق المحقق، فلا يوجد اذن مصداق اخر غير المجتهدين لعنوان الحوزة العلمية الذي طرحه السيد (قد) في مقولته بدليل نفيه (قد) لوجوب طاعة غير المجتهدين ونفيه لحجيتهم على الامة.
من هنا اتضح ان المصداق الوحيد للحوزة في مقولة السيد (قد) هم المجتهدون الجامعون لشرائط المرجعية ولايمكن تعديته الى غيرهم من افراد الحوزة العلمية مهما علا شأنهم وعظمت قدرتهم العلمية وزاد ورعهم وعدالتهم الا بوصولهم لدرجة الاجتهاد مع تحقق باقي شرائط التقليد المذكورة في الرسائل العملية، فمن يدعي وجوب طاعة غير المجتهد فهو اما جاهل بمراد السيد اوجاهل بقضية التقليد وفلسفته اصلا ً او انه يعلم ذلك لكنه يبغي المصلحة والمنفعة التي لا يحصل عليها الا بحرف الكلم عن موضعه، وهذا ما يوجب على الامة الانتباه والحذر من الجهلة والضالين والمزيفين وان لا يسلموا قيادهم الا للمجتهد العالم المخلص الكفوء.
الامر الثاني: بعد ان عرفنا ان المقصود بالحوزة العلمية في مقولة السيد (قد) هم المراجع نريد ان نقف على بعض دلالات هذه المقولة والفوائد التي تعود على الامة من التزامها بطاعة المرجعية الدينية والرجوع اليها في امورها وما تتعرض له من تحديات واشكالات وشبهات، ومن هذه الدلالات:
1- ان الحوزة العلمية متمثلة بمراجعها العظام هي القائد الحقيقي للامة الاسلامية في كل مكان وزمان وعليه لابد للامة من التمسك بمراجعها وطاعتهم والسعي في نصرتهم ونصرة مشاريعهم الالهية، وان لا تتخلى عنهم ولا تبادر الى العمل واتخاذ المواقف بمفردها وتحكيم اراءها لانها عندئذ ستضل الطريق وتتشتت وتتفرق وتصبح صيدا ً سهلا ً للاخرين، كما هو الحاصل اليوم حيث يروج الكثيرون الى عدم الحاجة الى المرجعية، وعليها ان تحذر من التشكيك في القيادة المخلصة الواعية الرشيدة لان عملية التشكيك تخلق فجوة بين الامة وقيادتها وهذا ما يضيع مصالح اجتماعية كثيرة ويفوت عليها فرص عظيمة، فتجد البعض يشكك في امكانيات المرجعية واخرون يروج لعدم طاعتها في كل شيء الا بعد الاقتناع وغيرهم لا يحمل قول وفعل المرجعية على الصحة، وهذا الامر اشار اليه السيد (قد) بقوله (( هؤلاء المشككون موجودون في كل عصر للتشكيك بالمراجع عموما ُ وبالسيد محمد الصدر خصوصا ً وعدم حملهم على الصحة وعدم اطاعتهم الا بعد الاقتناع ولن يحص الاقتناع بما هم فيه مشككون ومن ثم ومن هنا سوف تفشل كثير من المصالح العامة والحقيقية بارجاف المرجفين وتشكيك المشككين ولو انهم التفوا حول حوزتهم ووثقوا بأمر مراجعهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون)).
كما ان من الخطأ الكبير ان تبدل الامة قيادة المرجعية بقيادات اخرى كالاحزاب والحركات السياسية والتيارات المدعية كما هو حاصل اليوم حتى اصبح ولاء البعض للاحزاب اكثر من ولاءهم للمرجعية، بل اصبح البعض من الساسة وقادة الاحزاب من المستغلين لسمعة المرجعية ومكانتها في قلوب الامة لكسب ولاء الجماهير حتى بان للاخرين ان الاحزاب هي المحركة للمرجعية وليس العكس، بل تصور البعض ان المرجعية جهة سياسية حزبية تستغل الدين لتحقيق مصالح الحزب، ان تلك الاثار السلبية انما انتجها النفعيون والظالمون، لذلك على الامة ان تكون حذرة منهم وان لا تسلمهم زمام امورها وان تجعل المرجعية هي القائد الحقيقي والقائد الاول والاخير وان لاتجعل فوق قيادتها شيء اخر بحيث تكون قيادة المرجعية هي الحاكمة على القيادات الاخرى، والا ستكون الامة قد خالفت وصية السيد (قد) في مقولته العظيمة.
2- اذا كانت المرجعية هي القائد الحقيقي للامة وقيادتها هي الحاكمة على كل القيادات الاخرى ولا ينبغي التصرف قولا ً او فعلا ً الا بعد الرجوع اليها فهذا يعني عدم مشروعية أي حركة او توجه او تيار لايحظى بدعم المرجعية وتأييدها، وعليه تكون الكثير من والتوجهات الدينية والحركات السياسية التيارات الفكرية الموجودة اليوم غير شرعية لانها لم تتخذ من المرجعية قائدا ً لها ولم تحصل على تأييدها على الاقل، فلا يجوز للامة ان تنخرط فيها وتعلن ولاءها لها وتدعمها الا بعد استشارة المرجعية والسؤال عنده لان ذلك الانخراط او الولاء هو من القول والفعل او الحوادث الواقعة التي يجب الرجوع فيها الى المرجعية بدليل حديث الامام المهدي (عج) ومقولة السيد (قد)، وليس لها ان تحكم اراءها القاصرة او عاطفتها المفرطة في تحديد موقفها من تلك الحركات والقيادات التي تظهر بين الحين والاخر.
3- ان الامة لو التزمت بهذه المقولة ولم تؤد ِ فعلا ً او قولا ً الا بعد الرجوع الى المرجعية فانها سوف تتجنب فتن ومكائد ومخططات التيارات المنحرفة التي تنشأ لاجل حرف مسيرة الامة عن المسار الصحيح الذي اراده له اهل البيت (ع)، كما هو الحال اليوم حيث تطل علينا بين الفينة والاخرى حركة جديدة تدعي ما تدعي وبالتالي ينجرف معها البعض وتسبب ارباك وشكوك لدى بعضِ اخر كحركة السلوكيين والمدعين للسفارة والمدعين بانهم الامام المهدي (عج) او الممهدين له وغيرها من هذه الحركات، فالمرجعية واعية وعارفة بحقائق الامور ولا تنظر ولا تفكر الا بعين البصيرة وما يخدم الامة ويحقق مصالحها الحقيقية ويحافظ على اسلامها الصحيح لذلك فهي تبادر الى تحذير الامة منها وتعريفها بضلالتها كما فعل السيد (قد) ازاء السلوكيين في زمنه (قد)، الا ان المشكلة تحصل فيما لو ابتعدت الامة عن مرجعيتها فان كلمة المرجعية سوف لا تجد من يسمعها ولا من يعيها فتقع الامة في شباك تلك التيارات المنحرفة لا سيما وان اغلب ابناء الامة هم من بسطاء التفكير وومن تغلبه عاطفته وومن يستعجل النتائج، لذلك تجد ان هناك عامل مشترك بين جميع تلك التيارات والحركات وهو ضرب المرجعية الدينية وتنفير الناس منها والترويج لعدم طاعتها والتشكيك في صلاحيتها للقيادة لانها تعلم ان نجاحها وانتشارها لا يحصل الا في ظل ابتعاد الناس عن المرجعية الدينية عندما يكون قولها وتوجيهها فاقد المفعول في الامة.
فرجوع الامة الى مرجعيتها الدينية سيجنبها فتن وضلالات التيارات المنحرفة، وهذا الامر لمسنا نتائجه الطيبة في حياة السيد (قد) عندما حذر الناس من تيار السلوكيين الذي نشط في تلك الفترة واخذ ينتشر بين الناس ويروج لافكار وعقائد فاسدة فخصص السيد (قد) خطبة كاملة لهذا الغرض قال فيها ((أحذر المؤمنين منهم، احذر المسلمين منهم، هل تعرف نواياهم، هل تعرف اهدافهم، هل تعلم عقائدهم، هل تعلم دينهم، لكي تصدقهم وتركن اليهم، وتأخذ بقولهم، مجرد انك تجده ظاهره الوثاقة والصلاح، ويتكلم معك بعدة مفاهيم ملفتة للنظر ومعجبة لك، حينئذ تركن اليه وتصدقه، ولكن هذا اولها وأنت لا تعلم اخرها، الى اين سوف يوصلك؟ الله العالم، انا اقول ان اولها بديع، واخرها شنيع، هل تعلم، انه يريد مصلحتك او لعله يقصد اخراجك عن دينك وعن ايمانك وعن اسلامك، وان يجعلك لقمة لجهنم وبئس المصير)) وقد ساهم تحذير السيد (قد) وتوجيهه الناس في القضاء على ذلك التيار بنفور الناس منه وتجنبهم فتنته، وهذا دليل عملي على ايجابية رجوع الامة الى المرجعية في تجنيبها الدخول في التيارات المنحرفة، وهو ما اكد عليه السيد (قد) في نفس الخطبة عندما قال ((انا اقول اتبعوا حوزتكم، واتبعوا علمائكم، واتبعوا القرأن واتبعوا كلام المعصومين، لم يغشكم واحد من هؤلاء اما واحد مشبوه يتكلم بامور اخرى لا تفهمها ولا تعلم نتائجها فهذا ما ينبغي الحذر منه والبعد عنه)).
4- ان المرجعية تمثل روح الامة وعصبها الرئيسي والمحرك الاساسي لها وهي نقطة القوة الحقيقية في الامة وهي الكهف الذي تأوي اليه اذا نزلت بها عظائم الامور والنور الذي تستهدي به في حياتها والمعين الذي تنهل منه معارفها وصمام امان وحدتها وتماسكها والقيادة التي تسير خلفها نحو ما يصلح شأنها لذلك وصف اهل البيت (ع) الفقهاء بانهم امناء الرسل وحصون الاسلام، وبدونها تكون الامة خاوية خاضعة غير قادرة على النهوض بواقعها ومواصلة رسالتها بنجاح بل تكون ضالة ومضلة كما وصفها السيد ((عرفنا ونعرف ما للاجتهاد من نتائج او قل هو ضروري او اكثر من ضروري نتائج خاصة وعامة، والمجتمع بدون مجتهدين، كل البشرية بدون مجتهدين تكون ملحقة بالعدم، تكون ضالة ومضلة، وان كان مو لطيف تساوي حذاء عتيق، انما شأنها في الحقيقة بالمجتهدين وكلما كثر المجتهدون وكثر المفكرون يكون شأنها اعظم)) لذلك نرى ان الاعداء حاولوا ان يجردوا الامة عن نقطة قوتها هذه وهي المرجعية لكي تكون لقمة سائغة وصيدا ً سهلا ً، فعملوا على فصل الامة عن مرجعيتها بتشويه صورة المرجعية والترويج لثقافة عدم احتياج المرجعية وايجاد بدائل مزيفة تحاول استقطاب الامة وتشتيتها عن قيادتها الحقيقية، لذلك على الامة ان تعي اهمية وجود المرجعية فيها وان تعرف قدرها وان تقدر لها فضلها وجهدها وصبرها ونزاهتها واستقامتها وعدم خضوعها للطغاة وان لا تسبقها بقول او فعل وان لا تتخلف عنها وان لا يكون ابناء الامة العوبة بيد الاعداء ينفذون بهم مآربهم من غير فائدة يجنونها سوى خسران الدنيا والآخرة.
نكمل في الحلقة القادمة

إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc