قصة الإمام أبي جعفر الباقر (ع) مع هِشام بن عبد الملك . - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع مالك الموالي مشاركات 1 الزيارات 2314 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

مالك الموالي
عضو
رقم العضوية : 11653
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 9
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : مالك الموالي is on a distinguished road

مالك الموالي غير متواجد حالياً عرض البوم صور مالك الموالي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
Smile قصة الإمام أبي جعفر الباقر (ع) مع هِشام بن عبد الملك .
قديم بتاريخ : 02-Nov-2011 الساعة : 09:34 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين ...
عظم الله أجورنا وأجوركم بمناسبة ذكرى إستشهاد المعصوم السابع والإمام الخامس من أئمة الهدى أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين باقر علوم الأوّلين والآخرين ( ) في السابع من شهر ذي الحجة الحرام عام 114هـ .
وبهذه المناسبة أحببت أن أذكر لكم هذه القصة التي جرت بين الإمام أبي جعفر الباقر (سلام الله عليه) وهِشام بن عبد الملك .
فقد نقل العلامة المجلسي في بحار الانوار ج46 ص306 نقلاً عن كتاب دلائل الامامة لابن جرير الطبري الامامي من أخبار معجزات مولانا محمد بن علي الباقر ، ذكره باسناده عن الصادق قال : حجّ هِشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين ، وقد كان حجّ في تلك السنة محمد بن عليّ الباقر وأبنه جعفر بن محمد (عليهما السلام ) ، فقال جعفر بن محمد (ع) : الحمد لله الذي بعث محمداً بالحق نبياً واكرمنا به ، فنحن صفوة الله وخلفاؤه على خلقه وخيرته من عباده فالسعيد من اتبعنا والشقي من عادانا وخالفنا . ثم قال : فأخبر مسلمة أخاه (هِشام ) بما سمع ، فلم يعرض لنا حتّى انصرف الى دمشق وانصرفنا الى المدينة ، فأنفذ بريداً الى عامل المدينة بإشخاص أبي وإشخاصي فأشخصنا ، فلمّا وردنا مدينة دمشق حجبنا ثلاثاً ثم أذن لنا في اليوم الرابع ، فدخلنا ، وإذا قد قعد على سرير المُلك ، وجنده وخاصّته وقوف على أرجلهم سماطان متسلّحان ، وقد نصب البُرجاس حذاءه وأشياخ قومه يرمون . فلمّا دخلنا وأبي أمامي وأنا خلفه ، فنادى (هِشام ) أبي وقال : يا محمد إرم مع أشياخ قومك الغرض ، فقال له : إنّي قد كبرت عن الرمي فان رأيت أن تعفيني ، فقال : وحقّ من أعزّنا بدينه ونبيه محمد ( وسلم ) لا أعفيك ، ثم أومأ الى شيخ من بني أمية أن أعطه قوسك فتناول أبي عند ذلك قوس الشيخ ثم تناول منه سهماً ، فوضعه في كبد القوس ثم انتزع ورمى وسط الغرض فنصبه فيه ، ثم رمى فيه الثانية فشق فواق سهمه الى نصله ، ثم تابع الرّمي حتى شقّ تسعة أسهم بعضها في جوف بعض ، وهِشام يضطرب في مجلسه فلم يتمالك أن قال : أجدت يا ابا جعفر وأنت أرمى العرب و العجم ، هلاّ زعمت انّك كبرت عن الرمي ، ثم أدركته ندامة على ما قال . وكان هِشام لم يكن كنّى أحداً قبل أبي ولا بعده في خلافته ، فهمّ به وأطرق الى الأرض إطراقة يتروّى فيه وأنا وأبي واقف حذاءه مواجهين له ، فلمّا طال وقوفنا غضب أبي فهمّ به ، وكان أبي (ع) إذا غضب نظر الى السماء نظر غضبان يرى الناظر الغضب في وجهه ، فلمّا نظر هِشام الى ذلك من أبي قال له : إليّ يا محمد ، فصعد أبي الى السرير وأنا أتبعه ، فلمّا دنا من هِشام قام إليه واعتنقه وأقعده عن يمينه ثم اعتنقني وأقعدني عن يمين أبي . ثم أقبل على أبي بوجهه فقال له : يا محمد لا تزال العرب والعجم تسودها قريش ما دام فيهم مثلك ، لله درّك من علمك هذا الرمي ؟ وفي كم تعلّمتهُ ؟ فقال أبي : قد علِمت ان أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيته ايّام حداثتي ثم تركته ، فلمّا أراد أمير المؤمنين منّي ذلك عدت فيه ، فقال له : ما رأيت مثل هذا الرمي قط مذ عقِلت ، وما ظننت انّ في الأرض أحداً يرمي مثل هذا الرمي ، أيرمي جعفر مثل رميك ؟ فقال : إنّا نحن نتوارث الكمال والتمام الذين أنزلهما الله على نبيه (ص) في قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) والأرض لا تخلو ممّن يكمل هذه الأمور التي يقصر غيرنا عنها . قال : فلمّا سمع ذلك من أبي انقلبت عينه اليمنى فاحولّت واحمرّ وجهه وكان ذلك علامة غضبه إذا غضب ، ثم أطرق هنيئة ثم رفع رأسه فقال لأبي ، ألسنا بنو عبد مناف نسبنا ونسبكم واحد ؟ فقال أبي : نحن كذلك ولكنّ الله جلّ ثناؤه اختصنا من مكنون سرّه وخالص علمه بما لم يخصّ احداً به غيرنا ، فقال : أليس الله جلّ ثناؤه بعث محمداً (ص) من شجرة عبد مناف الى الناس كافّة أبيضها وأسودها وأحمرها ، من أين ورثتم ما ليس لغيركم؟ ورسول الله مبعوث الى الناس كافّة وذلك قول الله تبارك وتعالى : ( ولله ميراث السموات والأرض ) فمن أين ورثتم هذا العلم وليس بعد محمد نبيّ ولا أنتم أنبياء ؟ فقال : من قوله تبارك تعالى لنبيه (ص) : (ولا تُحرِّك به لسانك لتعجل به) الذي لم يحرك لسانه لغيرنا أمره الله أن يخصّنا به من دون غيرنا فلذلك كان ناجى أخاه عليّاً من دون أصحابه فأنزل الله بذلك قرآناً في قوله : ( وَتَعِيَهَا أذنٌ واعية ) . فقال رسول الله (ص) لأصحابه : سألت الله أن يجعلها أذنك يا عليّ ، فلذلك قال عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة ، علّمني رسول الله (ص) ألف باب من العلم ، ففتح كلّ باب ألف باب ، خصّه رسول الله (ص) من مكنون سرّه بما خصّ أمير المؤمنين اكرم الخلق عليه ، فكما خصّ الله نبيه (ص) خصّ نبيه (ص) أخاه عليّاً من سرّه بما لم يخصّ به أحداً من قومه ، حتى صار إلينا فتوارثنا من دون أهلنا . فقال هِشام بن عبد الملك : إنّ عليّاً كان يدّعي علم الغيب والله لم يطلع على غيبه أحداً ، فمن أين ادّعى ذلك ؟ فقال أبي : انّ الله جلّ ذكره انزل على نبيّه (ص) كتاباً بيّن فيه ما كان وما يكون الى يوم القيامة في قوله تعالى : ( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيئ وهدىً ورحمةً وبشرى للمسلمين ) ، وفي قوله : ( وكل شيئٍ أحصيناه في إمام مبين ) ، وفي قوله : ( ما فرَّطنا في الكتاب من شيئ ) . وأوحى الله الى نبيّه (ص) أن لا يُبقي في غيبه وسرّه ومكنون علمه شيئاً الّا ناجى به عليّاً ، فأمره أن يؤلف القرآن من بعده ويتولّى غسله وتكفينه وتحنيطه من دون قومه ، وقال لأصحابه : حرام على أصحابي وأهلي أن ينظروا الى عورتي غير أخي عليّ ، فإنّه منّي وأنا منّه ، له ما لي وعليه ما عليّ ، وهو قاضي ديني ومنجز وعدي . ثم قال لأصحابه : عليّ بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، ولم يكن عند أحدٍ تأويل القرآن بكماله وتمامه الّا عند عليّ (ع) ولذلك قال رسول الله (ص) لأصحابه : أقضاكم عليّ ، أي هو قاضيكم ، وقال عمر بن الخطاب : لولا عليّ لهلك عمر ، يشهد له عمر ويجحده غيره . فأطرق هِشام طويلاً ثم رفع رأسه فقال : سل حاجتك ، فقال ، خلّفت عيالي وأهلي مستوحشين لخروجي ، فقال : قد آنس الله وحشتهم برجوعك اليهم ولا تقم ، سر من يومك ، فاعتنقه أبي ودعا له وفعلت أنا كفعل أبي ، ثم نهض ونهضت معه وخرجنا الى بابه ، إذا ميدان بابه وفي آخر الميدان أناس قعود عدد كثير . قال أبي : من هؤلاء ؟ فقال الحجّاب : هؤلاء القسيسون والرّهبان وهذا عالم لهم يقعد اليهم في كلّ سنة يوماً واحداً يستفتونه فيفتيهم ، فلفّ أبي رأسه بفاضل ردائه وفعلت أنا مثل فعل أبي ، فأقبل نحوهم حتّى قعد نحوهم وقعدت وراء أبي ، ورُفع ذلك الخبر إلى هشام ، فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع فينظر ما يصنع أبي ، فأقبل وأقبل عداد من المسلمين فأحاطوا بنا ، وأقبل عالم النصارى وقد شد حاجبيه بحريرة صفراء حتى توسطنا ، فقام إليه جميع القسيسين والرهبان مسلمين عليه ، فجاؤوا به إلى صدر المجلس فقعد فيه ، وأحاط به أصحابه وأبي وأنا بينهم ، فأدار نظره ثم قال : لأبي : أمنا أم من هذه الأمة المرحومة ؟ فقال أبي : بل من هذه الأمة المرحومة فقال : من أيهم أنت من علمائها أم من جهالها ؟ فقال له أبي : لست من جهالها فاضطرب اضطرابا شديدا . ثم قال له : أسألك ؟ فقال له أبي : سل ، فقال : من أين ادعيتم أن أهل الجنة يطعمون ويشربون ولا يحدثون ولا يبولون ؟ وما الدليل فيما تدعونه من شاهد لا يجهل ؟ فقال له أبي : دليل ما ندعي من شاهد لا يجهل الجنين في بطن أمه يطعم ولا يحدث ، قال : فاضطرب النصراني اضطرابا شديدا ، ثم قال : هلا زعمت أنك لست من علمائها ؟ فقال له أبي : ولا من جهالها ، وأصحاب هشام يسمعون ذلك . فقال لأبي : أسألك عن مسألة أخرى فقال له أبي : سل . فقال : من أين ادعيتم أن فاكهة الجنة أبدا غضة طرية موجودة غير معدومة عند جميع أهل الجنة ؟ وما الدليل عليه من شاهد لا يجهل ؟ فقال له أبي : دليل ما ندعي أن ترابنا أبدا يكون غضا طريا موجودا غير معدوم عند جميع أهل الدنيا لا ينقطع ، فاضطرب اضطرابا شديدا ، ثم قال : هلا زعمت أنك لست من علمائها ؟ فقال له أبي : ولا من جهالها . فقال له : أسألك عن مسألة ؟ فقال : سل ، فقال : أخبرني عن ساعة لا من ساعات الليل ولا من ساعات النهار . فقال له أبي : هي الساعة التي بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس يهدأ فيها المبتلى ، ويرقد فيها الساهر ، ويفيق المغمى عليه ، جعلها الله في الدنيا رغبة للراغبين وفي الآخرة للعاملين لها دليلا واضحا وحجة بالغة على الجاحدين المتكبرين التاركين لها . قال : فصاح النصراني صيحة ثم قال : بقيت مسألة واحدة والله لأسألك عن مسألة لا تهدي إلى الجواب عنها أبدا . قال له أبي : سل فإنك حانث في يمينك . فقال : أخبرني عن مولودين ولدا في يوم واحد وماتا في يوم واحد عمر أحدهما خمسون سنة وعمر الآخر مائة وخمسون سنة في دار الدنيا . فقال له أبي : ذلك عزير وعزيرة ولدا في يوم واحد ، فلما بلغا مبلغ الرجال خمسة وعشرين عام ، مر عزير على حماره راكبا على قرية بأنطاكية وهي خاوية على عروشها ( قال : أنى يحيي هذه الله بعد موتها ) وقد كان اصطفاه وهداه فلما قال ذلك القول غضب الله عليه فأماته الله مائة عام سخطا عليه بما قال ، ثم بعثه على حماره بعينه وطعامه وشرابه وعاد إلى داره ، وعزيرة أخوه لا يعرفه فاستضافه فأضافه ، وبعث إليه ولد عزيرة وولد ولده وقد شاخوا وعزير شاب في سن خمس وعشرين سنة ، فلم يزل عزير يذكر أخاه وولده وقد شاخوا وهم يذكرون ما يذكرهم ويقولون : ما أعلمك بأمر قد مضت عليه السنون والشهور ، ويقول له عزيرة وهو شيخ كبير ابن مائة وخمسة وعشرين سنة : ما رأيت شابا في سن خمسة وعشرين سنة أعلم بما كان بيني وبين أخي عزير أيام شبابي منك ! فمن أهل السماء أنت ؟ أم من أهل الأرض ؟ فقال : يا عزيرة أنا عزير سخط الله علي بقول قلته بعد أن اصطفاني وهداني فأماتني مائة سنة ثم بعثني لتزدادوا بذلك يقينا إن الله على كل شئ قدير ، وها هو هذا حماري وطعامي وشرابي الذي خرجت به من عندكم أعاده الله تعالى كما كان ، فعندها أيقنوا فأعاشه الله بينهم خمسة وعشرين سنة ، ثم قبضه الله وأخاه في يوم واحد . فنهض عالم النصارى عند ذلك قائما وقاموا - النصارى - على أرجلهم فقال لهم عالمهم : جئتموني بأعلم مني وأقعدتموه معكم حتى هتكني وفضحني وأعلم المسلمين بأن لهم من أحاط بعلومنا وعنده ما ليس عندنا ، لا والله لا كلمتكم من رأسي كلمة واحدة ، ولا قعدت لكم إن عشت سنة ، فتفرقوا وأبي قاعد مكانه وأنا معه ، ورفع ذلك الخبر إلى هِشام . فلما تفرق الناس نهض أبي وانصرف إلى المنزل الذي كنا فيه ، فوافانا رسول هشام بالجائزة وأمرنا أن ننصرف إلى المدينة من ساعتنا ولا نجلس ، لان الناس ماجوا وخاضوا فيما دار بين أبي وبين عالم النصارى ، فركبنا دوابنا منصرفين وقد سبقنا بريد من عند هشام إلى عامل مدين على طريقنا إلى المدينة أن ابني أبي تراب الساحرين : محمد بن علي وجعفر بن محمد الكذابين - بل هو الكذاب لعنه الله - فيما يظهران من الاسلام وردا علي ولما صرفتهما إلى المدينة مالا إلى القسيسين والرهبان من كفار النصارى وأظهرا لهما دينهما ومرقا من الاسلام إلى الكفر دين النصارى وتقربا إليهم بالنصرانية ، فكرهت أن أنكل بهما لقرابتهما ، فإذا قرأت كتابي هذا فناد في الناس : برئت الذمة ممن يشاريهما أو يبايعهما أو يصافحهما أو يسلم عليهما فإنهما قد ارتدا عن الاسلام ، ورأي أمير المؤمنين أن يقتلهما ودوابهما وغلمانهما ومن معهما شر قتلة ، قال : فورد البريد إلى مدينة مدين . فلما شارفنا مدينة مدين قدم أبي غلمانه ليرتادوا لنا منزلا ويشروا لدوابنا علفا ، ولنا طعاما ، فلما قرب غلماننا من باب المدينة أغلقوا الباب في وجوهنا وشتمونا وذكروا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فقالوا : لا نزول لكم عندنا ولا شراء ولا بيع يا كفار يا مشركين يا مرتدين يا كذابين يا شر الخلائق أجمعين فوقف غلماننا على الباب حتى انتهينا إليهم فكلمهم أبي ولين لهم القول وقال لهم اتقوا الله ولا تغلظوا فلسنا كما بلغكم ولا نحن كما تقولون فاسمعونا ، فقال لهم : فهبنا كما تقولون افتحوا لنا الباب وشارونا وبايعونا كما تشارون وتبايعون اليهود والنصارى والمجوس ، فقالوا : أنتم شر من اليهود والنصارى والمجوس لان هؤلاء يؤدون الجزية وأنتم ما تؤدون ، فقال لهم أبي : فافتحوا لنا الباب وأنزلونا وخذوا منا الجزية كما تأخذون منهم ، فقالوا : لا نفتح ولا كرامة لكم حتى تموتوا على ظهور دوابكم جياعا نياعا أو تموت دوابكم تحتكم ، فوعظهم أبي فازدادوا عتوا ونشوزا قال : فثنى أبي رجله عن سرجه ثم قال لي : مكانك يا جعفر لا تبرح ، ثم صعد الجبل المطل على مدينة مدين وأهل مدين ينظرون إليه ما يصنع ، فلما صار في أعلاه استقبل بوجهه المدينة وجسده ، ثم وضع إصبعيه في أذنيه ثم نادى بأعلا صوته ( وإلى مدين أخاهم شعيبا - إلى قوله - بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ) نحن والله بقية الله في أرضه ، فأمر الله ريحا سوداء مظلمة فهبت واحتملت صوت أبي فطرحته في أسماع الرجال والصبيان والنساء ، فما بقي أحد من الرجال والنساء والصبيان إلا صعد السطوح ، وأبي مشرف عليهم ، وصعد فيمن صعد شيخ من أهل مدين كبير السن ، فنظر إلى أبي على الجبل ، فنادى بأعلا صوته : اتقوا الله يا أهل مدين فإنه قد وقف الموقف الذي وقف فيه شعيب حين دعا على قومه ، فإن أنتم لم تفتحوا له الباب ولم تنزلوه جاءكم من الله العذاب فإني أخاف عليكم وقد أعذر من أنذر ، ففزعوا وفتحوا الباب وأنزلونا ، وكتب بجميع ذلك إلى هشام فارتحلنا في اليوم الثاني ، فكتب هشام إلى عامل مدين يأمره بأن يأخذ الشيخ فيقتله رحمة الله عليه وصلواته ، وكتب إلى عامل مدينة الرسول أن يحتال في سم أبي في طعام أو شراب ، فمضى هشام ولم يتهيأ له في أبي من ذلك شئ . انتهى
والسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً ...


رمز الحنان
الصورة الرمزية رمز الحنان
عضو نشيط

رقم العضوية : 9814
الإنتساب : Aug 2010
الدولة : القطيف
المشاركات : 428
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 194
المستوى : رمز الحنان is on a distinguished road

رمز الحنان غير متواجد حالياً عرض البوم صور رمز الحنان



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : مالك الموالي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-Nov-2011 الساعة : 07:35 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم




إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc