اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
في كل عام يحيي المؤمنون مآتم سيد الشهداء الإمام الحسين في جميع أرجاء العالم، ويبذلون الجهود المضنية ليلاً ونهاراً من أجل إقامتها بالصورة التي تتحقق بها الفائدة المرجوة منها، وينفقون الأموال الطائلة في سبيلها، ويداومون على الحضور فيها، جزى الله الجميع خير جزاء العاملين المحسنين، وأدام الله علينا هذه النعمة العظيمة ونحن في أتم خير وعافية.
وخطباء المنبر الحسيني قاموا بمهمتهم خير قيام، وبذلوا جهدهم وطاقتهم، كثر الله من أمثالهم، ووفقهم لما يحبه ويرضاه.
ولعل كل أولئك الخطباء كانوا يكررون في مجالسهم أياماً متعددة نداء الإمام الحسين : (أما من ناصر ينصرنا، أما من مغيث يغيثنا، أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله)، وكثيراً ما كان الخطباء والحاضرون يقولون: (لبيك يا حسين).
ولا أكتمك سراً إذا قلت لك: إنني لا أقول مع القائلين: (لبيك يا حسين)، لأنني أشعر بأنني لست أهلاً لأن أقول ذلك، ولست كفئاً لأن أكون ناصراً للحسين في محنته، فلماذا أدعي فضلاً لست أهلا له؟! ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
إن أنصار الإمام الحسين كانوا نخبة فريدة من كُمَّل البشر، ويكفي أن الإمام قال فيهم: إني لا أعلم أصحاباً ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أصحابي وأهل بيتي.
ومن الواضح للجميع أن نصرة الإمام الحسين لا تنال بالادعاءات المجردة التي لا يصدّقها الواقع المعاش، ولا تتحقق بالصيحات والشعارات الجوفاء، فليس كل من يدعي أنه ينصر الإمام الحسين ينصره لو أتيح له ذلك، فإن من السهل قول: (لبيك يا حسين) ما دام المرء بعيداً عن ساحات التضحية والفداء، ولكن من الصعب جداً قول هذه العبارة في المواقف الصعبة عند سماع قعقعة السيوف والرماح.
ربما يظن البعض أن الفرصة لنصرة الإمام الحسين قد فاتت، وأنها قد ظفر بها أولئك السعداء من الشهداء الذين تشرفوا بنصرة الإمام الحسين في كربلاء، وأنَّا الآن لا حظ لنا في نصرة الإمام الحسين ، لأن الحسين قد قتل وانتهى الأمر، وجيش عمر بن سعد قد هلك، فلا موضوعية لنصرته في هذا الزمان.
ولكن هذا الفهم خاطئ جداً؛ لأن الذي قُتل في كربلاء هو شخص الإمام الحسين ، وأما المبادئ التي قتل الإمام من أجلها فإنها لم تمت، وهي باقية إلى الأبد، وجيش عمر بن سعد وإن هلك جنوده الذين حاربوا الإمام الحسين ، إلا أن ذلك الجيش بصفاته القذرة لا يزال باقياً يحارب مبادئ الإمام الحسين حرباً شعواء لا هوادة فيها.
إن هذه الحرب لم تنته بعد، وحتى هذه الساعة لم تضع تلك الحرب أوزارها، ونحن إذا كنا صادقين في قولنا: (لبيك يا حسين) فينبغي لنا أن نحارب مع الإمام الحسين لنحمي تلك المبادئ التي كانت في صدر الحسين ، والتي داسها القوم بخيولهم لما داسوا صدر سيد الشهداء ، ولا يزالون يدوسونها بكل خيولهم السياسية والاقتصادية والفكرية وغيرها.
إن الإمام الحسين لا يزال يقول: (أما من ناصر ينصرنا)، فإن صرخته لم تخبو ولم تمت رغم مرور أكثر من ألف وثلاثمائة عام على إطلاقها، إلا أن إمامنا لا يريد منا الاكتفاء بقول: (لبيك يا حسين)، وإنما يريد منا أن نجسد عقيدته، ومبادئه، وتعاليمه، وسيرته، وأخلاقه، والشعائر المقدسة التي كان يحييها قولاً وعملاً.
إذا كنا ندوس بأقدامنا مبادئ الإمام الحسين وتعاليمه وأخلاقه وسيرته فإننا في واقع حالنا قد انضممنا إلى جيش عمر بن سعد، وحاربنا الحسين وإن كنا نقول: (لبيك يا حسين)، لأن كثيراً ممن حاربوا الإمام الحسين في كربلاء كانت قلوبهم معه، ولكن كانت سيوفهم عليه.
إن الفرق بين المنتمين إلى جيش الإمام الحسين وبين المنضمين إلى جيش عمر بن سعد كان واضحاً؛ لأن أنصار الحسين كانوا قد اتخذوا الإمام قدوة لهم، ولذلك كانوا يصدرون عن أمره، وينزجرون عند نهيه، فلهذا لا تجد فيهم خسة، ولا دناءة، ولا لؤماً، ولا جشعاً، ولا غدراً.. بل تميزوا بالصدق والوفاء والتضحية والفداء، فضحوا بأرواحهم في سبيل المبادئ الحقة، وأما جيش عمر بن سعد فكانوا جشعين، سراقاً، لئاماً، خسيسين، قد اتبعوا أهواءهم، فحاربوا الحق من أجل حفنة من الدراهم المسروقة، وبقول مختصر: إنهم قد جمعوا المساوئ والقبائح والرذائل.
فمن أراد أن يعرف أنه من أي الجيشين هو فلينظر إلى سلوكه وأعماله وأخلاقه، هل تشبه سلوك وأعمال وأخلاق أنصار الحسين ؟ أو تشبه سلوك وأعمال جيش عمر بن سعد؟
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين
ألأخ mahdi 2000 :
الموضوع لم ينته
وليس الجميع لا يثق بنفسه
هناك الرجعة لأهل البيت
رجعة الامام الحسين
الامام رجعة الإمام علي
رجعة الأئمة والانتقام من قاتليهم
والرجعة لمن محض الإيمان محضاً ولمن محض الكفر محضا
اللهم اجعلني ممن يكر في رجعتهم
تقبلوا مروري
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا
توقيع سليلة حيدرة الكرار
تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك