اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الحسين والمهدي (عليهما السلام ) هدف واحد
أن السعي لإصلاح المجتمع البشري كان هدف جميع الأنبياء والمرسلين والأوصياء والمؤمنين وكل المصلحين ، لذلك بُذلت تضحيات كبيرة وجهود عظيمة سالت بجنبها دماء زكية لنفوس طاهرة ابية ، ولكي لا تضيع هذه الجهود ولا يندثر العدل جاءت البشرى للنبي محمد () بأن المهدي من ولده وانه يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا وانه يأخذ بثأر الأنبياء والأوصياء والصالحين ويحقق أهدافهم أجمعين، فكان من الضروري آن تكون لهذه الثورة المهدوية العظيمة ثورة تهيئ النفوس وتعطي الدروس وتشحذ الهمم للانتصار للحق وأهله والانتصار لكل المستضعفين ، فكانت الثورة الحسينية ... إذن فالثورة الحسينية هي المصباح الذي يضئ الطريق للثورة المهدوية في السير نحو إنقاذ البشرية والأخذ بثار الأنبياء والصالحين وثأر أبي عبد الله الحسين ( )، ويشير لهذا المعنى ما ورد عن أمير المؤمنين علي () (أماوالله لاقتلن آنا وابناي هاذان وليبعثن الله رجلا من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا ))
وورد في دعاء الندبة ((أين الطالب بذحول (ثأر) الأنبياء وأبناءالأنبياء ، أين الطالب بدم المقتول بكربلاء ))
المهدي والعراق
أن بلدنا العراق الحبيب قد خصه الله تعالى بالتفضيل والتشريف وخاصة الكوفة والنجف وكربلاء ، فالعراق مهبط الأنبياء ، منهم إبراهيم ونوح (عليهماالسلام) ومهبط الملائكة ، وفيه الكوفة عاصمة الدولة الإسلامية في عهد أمير المؤمنين علي () والإمام الحسن () ، والى العراق اتجه الإمام علي ( ) ليكون بين محبيه ومواليه ، وتشرفت النجف بجسده الشريف بعد أن تشرفت بأجسادالأنبياء والصالحين ، منهم آدم ونوح وهود وصالح () ، وتشرفت بمسجديها القديمين (مسجد الكوفة ومسجد السهلة ) ، وللكوفة توجه الإمام الحسين ()لإعلان ثورته ودولته وعاصمته الإسلامية واليها سيتوجه الإمام القائم (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) فيجعلها مقرآ له وعاصمة لدولته العالمية العادلة وكذلك لا يخفى على الجميع أفضلية واشرفية كربلاء على بقاع الأرض، وقد صرحت الروايات بأن أنصار المهدي في العراق ومن أهل العراق ، وكذلك سوف تتشرف ارض العراق بأن تكون الأرض التي تحتضن أطروحة الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) وبداية انطلاق ثورته ، ويشير لهذه المعاني ما ورد قول الإمام الحسين ( )( في هذه الأرض مصرعي ومن هنا يكون الفتح )) ، قول الامام الصادق () ( الكوفة هي الزكية الطاهرة فيها قبور النبيين والمرسلين وقبور غير المرسلين والأوصياء والصادقين وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه . ومنها يظهر عدل الله وفيها يكون قائمه والقوام من بعده، وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين ))
قول الإمام الصادق () (... كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة وعياله....))
قول الإمام الصادق () : ((...ولتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا ولتجاورن قصورها قصور كربلاء ، وليصيرن الله كربلاء معقلا ومقاما يختلف أليها الملائكة والمؤمنين ويكون لها شأن من شأن ويكون فيها من البركات ما لو وقف مؤمن ودعا ربه بدعوة لأعطاه الله بدعوته الواحدة مثل ملك الدنيا ألف مرة ... ))
قول الرسول( ) ( يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف عدة أهل بدر ، فمنهم النجباء من أهل مصر ، والإبدال من أهل الشام ، والأخيار من أهل العراق ...))
وورد في حديث للمعصومين () : ((... ويقبل صاحب هذا الأمرنحو العراق ويبعث جيشا إلى المدينة فيؤمن أهلها ويرجعون أليه ...)).
نستنتج مما سبق أن هنالك ترابط بين قضية الإمام الحسين (عليهالسلام) وقضية الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) وبلد المقدسات العراق، فنصرة العراق تعني نصرة الحسين والمهدي (عليهما السلام ) وبالتالي نصرة كل الأنبياء والمرسلين والأوصياء والصالحين وكل المستضعفين إلى قيام يوم الدين .
قال تعالى:
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }