اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
نحروه ظامي الحشا محزوز الوريد ... وعلى شاهق الرمح رأسه كبدرٍ للتوِّ وليدِ
وقد عاينته من بعيدٍ عقيلة هاشمٍ أخته ... وعلى باح الثرى مجبلاً بالدماء رهطهُ
ففتت لها المشهد حشاً وفار تنور مقلتيها ... كأنه طوفان نوحٍ جرى من فيض وجنتيها
فغدت كبحرٍ من الدموع يفلقه الشجى ... تنوح بهِ وقد تسربل عليها حالك الدجى
وعنده قد حضرت تحث الخطى وتسري ... والدموع من مآق هدبيها على خديها تجري
كالسفينة التي من ركب في هداها نجا ... ومن تخلف عن محبتها تغارق في اللجى
هذه حسين وقد رأته بلا رأسٍ في العرى ... مبضعاً جسمه وشلوه موزعاً على الثرى
واتخذت دون العيال والنسا قصاً عن الخيامِ ... علها تنأى ببعض الحزن على سبط خير الأنامِ
فما قالت قول مريماً حين ربها منه ابتلاها ... بعيسى وزينب عن مريمٍ عظمت حال بلواها
تلك قالت ليتني مت قبل هذا وعفت رحيلا ... وزينب قالت لعاديها ما رأيت الصنعَ إلا جميلا
فنطق المسيح مخلصاً أمه من التهام في المهدِ ... والحسين نطق رأسه متكلما والجسم في اللحدِ
ولسان زينبٍ بالبلاغة يفرغ عن لسان أباها ... فقهرت بحد كلامها مذ برزت خصومها وعداها
فقلبت موازين الكفر وحقت الحق بكلامها ... برغم الجراح التي تنزف قهراً من كم آلامها
ونار الصدر أشبهت نار الخليل لا برد السلام يطفيها ... حيث كأن الصُوْرُ راح للحشر ولم يزل ينفخ فيها
ظنت ابن أميةٍ بقتل الحسين أسكتت لسان الدين ... وبذبح السبط ذبح المعالي وقضى على النبي الأمين
فخرجت بنت النبي كما خرجت من قبل أمها ... تذكرهم أمر الله وكل شيء سوى الإسلام ما أهمها
كأنها الزهراء اليوم في الكوفة والشام قد حضرت ... والجمع شابه ذاك الجمع مذ نفسها لإظهار الحق خطرت
لكن فاطمة عمدوا إلى النار وبين الباب والجدار قتلوها ... وزينب بذات النار جاؤوا إلى خيامها بغياً فأشعلوها
لكنها تحملت تلك النار فأبى الحق إلا ظهورا ... فحملوها على الأكوار سبياً وقلبها أساً مقهورا
ورأس الحسين يسرى به لإيلام قلبها أمامها ... وقد أرقها شجوها وعافها مسرها وهجرت منامها
إلى أن أدخلوها على ابن الدعي في بلدة الشامي ... بغير خدرٍ كالإماء تساق وقد غاب عنها الكافل والحامي
فأراد حرق فؤادها وراح ينكت ثنايا الحسين ... فهبت نيران قلبها وأدمعت من الحزن لها عين
فشمخت بشموخ علي تنطق بالحق وتفرغ اليقين ... فصكت مسامع الحضور وأبكت عيون الجالسين
وقهرت سلطان باطلٍ قهر قلبها بقتل حماتها ... وأيتم عيالها وأثكل نساء أخوتها وأعول أخواتها
فأسكتت من ظن أن بقتله الحسين أسكته ... ونسي أن صوت زينب من لسان علي قوته
فأخرسته وفضحت كذبته وأهوت عرشهِ ... فدعا بقليل علم بدين الله يأذن وراح يرشهِ
فنطق المأذن بالتكبير رافعاً صوته مكبرا ... ويزيد يزداد طغيانا يسطو ويعلو متجبرا
فلما استشهد بمحمد رسول الله على الخلقِ ... قام السجاد علي بن الحسين وأدمغ في النطقِ
وقال يزيد جدك هذا محمد أم هو جدنا ... فلماذا قتلت أهله وسبيت بناته أم لست منه تعدنا
فنكس البغي رأسه وقام والسيف في يدِّه ... يتخطى الرقاب يبتغي قتل الإمام بشهادة جدِّهِ
فانكفأت عليه زينب تخلصه من سطوته ... وانتهى بهزيمة حفيد هندٍ كلامه وخطبته
هذا ما أراده الحسين في إخراجه معه عياله ... فهن ذخر الإسلام وحفظة دين الله جل جلاله
وقد شاب الدين ابن أبي سفيان وأصيب بالعمى ... وما كانت تغسله من درن الزيف غير تلك الدمى
فسالت دماء الحسين الزاكية في كربلاء ليغتسل ... إسلام محمد بعد ما دنسه من هو من الرجس منتسل
فقضى ذبيحاً وتولت عقيلة طالبٍ زمام تلك الثورة ... لتزيل عيب ما لحق الدين بعدما انكشفت له العورة
فأعادته بدماء السبط وجهادها غضاً جديدا ... بعد أن غال عروته من أهل الشقاق عيبا شديدا
فسدت الأفواه التي أرادت إطفاء نور الله بهي ... أمراً بالحق بما أفرع عن المعروف وعن المنكر نهي
فأشرقت سماء الرسالة بعد أن كسفت شمسها ... وأعادت رونقها بجدها إذ بدلت يومها بأمسها
فكأن محمداً عاد من قضاء الحتم وحكم ... وانتفض الإسلام عزاً بعدما انكسر وارتكم
هاكِ يا زينب مثلتِ السبطين ومحمد الرسول ... بقيادتك وبجأشكِ مشهد حيدرٍ وبصبرك البتول
فطاب الدين وكأن صرتِ له بعد ما اعتل الطبيبة ... فمن يطبب ألم الجراح في قلبكِ أيتها الشريفة الحبيبة
حتى انطويت على الحزن مرغومة والأسى ... تبكين الصبح شجوا وتنتحبين إن جن المسى
وقد حملتِ من كربلا لوائعا جساما وجراح ... منها يدجو الدجى ولا يأتمل أن يطلع صباح
وصور الطف أمامك كلما قلبتِ طرفاً تتقلبُ ... ضحايا على الكثيب من أوداجها الدماء تتحلبُ
لله صبركِ من أم جَلَدٍ وقد شقَّت عليكِ الخطوب ... كادت تنطبق منها السما والجبال من وقعتها كادت تذوب
حتى قضيتِ النحب من إثر تعاظم الحزن ... كأنها كانت تتساقط في باح قلبكِ كأنها المزن
لما طوى تعاقب الأجيال حوادث الدهور ... ووقعة الطف تبقى تتجدد برغم تواتر العصور
ألأنها معركة الحق ضد الباطل والطغيان ... بها بقي الإسلام إسلاما وحفظ الدين والقرآن
فإذا جاء يوم الحشر خرجت بنت الرسول فاطمة ... تحمل قميص حسينٍ ملطخاً بدماه وعلى الخد لاطمة
كان أخوة يوسف جاؤوا بقميصه بدم كذب ... وحوسبوا في الدنيا وكان يعقوب عليهم قد غضب
ولكن البتولة جاءت بدم الحسين لتطالب ربها ... حقها من قتلة نجلها المذبوح وتشفع فيه لمن أحبها
يوم جهنم تغلي بأعداء الزهراء وشيعتها وتستعر ... ونفوس الظالمين تلاقي عقاب الله وبنقمته تشتعر
فقم نلبي اليوم نداء الحسين ألا من ناصر ... إن كنت لم أحضرك مولاي فإني اليوم حاضر
أبكيكَ حتى ترتوي من همل الدموع صبابتي ... وتعلم في محبتكِ وصلتي ومودتي منك وقرابتي
فهاكَ أبلغك مني السلام وأعلم بأنك ابن كرم ... ترد السلام فإن رددته كل حال يصلح ويرم
فسلام عليكَ تسارع وصاله إليك هرعا وطاب ... يا بن الصفوة الميامين علاً الطيبين أولي الألباب
أرجوزة الطف
لـ خادم الزهراء
إبراهيم قبلان العاملي
ليلة 11 محرم 1433
توقيع خادم الزهراء المظلومة
يا دماء فاطمة ثوري واطلبي الثار
واستنهضي منتظراً طال له انتظار
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
جعلك الله من الثابتين على الصراط المستقيم
على الكلمات المؤثرة والمؤلمة
سلمت يمناااااااااك الذهبية
رحم الله والديك
وبيض الله وجهك
وصل اللهم على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
وانصرنا بهم يالله يالله يالله
نسألكم الدعاء