اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
*عاشوراء مدرسة إعداد القادة*
12- آثار ثورة عاشوراء على المسلمين
لا تغتر بما تراه اليوم حولك من تخلف المسلمين، وكونهم أذنابا بعد أن كانوا رؤوسا فوقها نار، ومنارات هدى إلى الحق وصراط مستقيم. وذلك بسبب تفرق شملهم، وتشتت كلمتهم، وتكالبهم على الدنيا، وابتعادهم عن تعاليم الدين الحنيف. حتى نحن الحسينيون لم ننجى من هذا الداء العضال، بسبب تواجدنا في هذا المجتمع وتأثرنا به.
لكن في ذلك الوقت وبثورة الإمام الحسين(ع)، عادت الأمة إلى وعيها واستعادت عافيتها. بعد أن سقاها بنو أمية السم الزعاف لسنوات طويلة، انتصرت بعد هزيمتها، وتخلصت من جلاديها بعد خنوعها، وعادت لها كرامتها وعزتها بعد إذلالها.
فالتفت حول أهل البيت تنهل من علومهم، وترتوي بن نمير صافي شربهم، حتى تكونت جامعة الإمامين الباقر والصادق(ع). حتى إن خلفاء بني العباس لم يستطيعوا إلا الاقتداء بأئمة أهل البيت(ع) في هذا الطريق.
فارتقى المسلمون صهوة منابر العلم وكانوا قادته، مما جعل علماء الغرب طلاب عندهم. ولا تزال العلوم التي خرجت من مدارس أهل البيت تدرس في جامعات الغربية حتى يومنا هذا.
لكن اليوم ومع التخلف الممتد كالحاف على أوطان المسلمين، نرى إخوتنا ممن تمسك بسيرة الإمام الحسين(ع) ويطبقها حية في حياته، كيف اثبتوا قوتهم أمام العالم، وجعلوا دول الاستكبار العالمي تهابهم، رغم إنهم لم يريدوا إلا حرية أنفسهم، وتحرير أوطانهم.
بقلم: حسين نوح مشامع
بإشراف: الشيخ محمد محفوظ