اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كيف نحيي القضية الحسينية عملياً؟
القضية الحسينية قامت على دعائم إقامة الحق والعدل والمساواة ومقارعة الظلم والاستبداد والاستئثار بخيرات الأمة... قال الإمام الحسين (ع):
{ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه... لقد عطلوا الحدود واستأثروا بالفيء}.
فإحياء القضية الحسينية يكون بوضع اليد على جرح الأمة الإسلامية، ومحاربة الفساد بشتى الطرق والحيلولة دون انتشاره في جسد الأمة. مع العمل على تقويم النفس وتهذيب سلوكها... فالحسين (ع) امتلك مواصفات الكمال والبهاء والخلق الرفيع الذي ورثه عن الشجرة الطيبة، فعلى من يحمل أسم هذه القضية أن يكون انساناً متسامياً ومترفعاً عن كل دناءة ووضيعة، ليسوس المجتمع بأخلاقه وعمله الصالح فضلاً عن الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة. القضية الحسينية... ثورية حماسية والتعبير عن الارتباط بها يحمل عدة اتجاهات ومدلولات وقد يشط البعض عن المسار الحسيني وهم لايعلمون، قال تعالى:
{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} أما من حيث شكليات القضية الحسينية وتجلياتها على صورة شعائر وممارسات وطقوس مع أنها ليست فرضا من فروض العبادة الواجبة كالصلاة... إلا أن الغرض من إقامتها هو تعظيم لمكانة الحسين وأهل البيت ، في قلوب الأمة الإسلامية بقيادة المصطفى (ص) الذي أمرنا بحبهم وتعظيم منزلتهم بأمر من الباري عزوجل الذي اصطفاهم وأعلى شأنهم، فتلك الشعائر ترويض عملي للسلوك القويم وتربية روحية تسمو بالشيعي الحسيني إلى أعلى درجات الصبر والتحمل والأخلاق العالية، ليصل العمل ِإلى مستوى القبول مع مراعاة الجانب الأهم وهو عدم جعلها تصل إلى مستوى الغلو والإفراط لتخليصها من كل ما يشوبها أو يسيء إلى روحها وفلسفتها الحقيقية، لكي لا تصبح عبارة عن ممارسات لا حياة فيها... فالحسين بعث الحياة في إسلام ميت، لم يبق منه سوى إسمه... وكذلك شعائره المقدسة ينبغي أن تبعث الروح والحياة في إسلامنا وعقائدنا.
اذا الامام الحسين فكرة مثل اعلى تجسد المفهوم المثالي الذي تتوق اليه الانفس و الامام الحسين فكرة الحكم المثالي الذي يتجسد في حاكم يحمل الاسلام كرسالة سلام الى العالم اجمع. ولكن حكومة الجور المتمثله بيزيد واتباعه حاولت ان تطفئ نور الله و الله متم نوره بظهور قائم ال محمد (عجل الله فرجه و سهل مخرجه) الذي سوف يملئ الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما وجورا. اما كيف نحيها فهنا هو السؤال الذي اعطانا ابو الشهداء حله الواضح له و قد كذب من حاول ان يصرف الثوره عن محتواها الحقيقي.ملحمة الطف هي ملحمة مبادئ و مثل عليا اراد الحسين ان يزرعها في مجتمع جده الذي اراد له الاموين ان يعود الى عصر الانحلال الخلقي.و لكن ارادة السماء كانت اقوى بكثير من كيد الظالمين.
عن أي عاشوراء تريدني ان اتحدث اليك ؟ عن عاشوراء الواقعة ؟ ام عاشوراء الجرح ؟ او عاشوراء الطقوس والشعائر ؟ الاشياء اليقينية عندي مقدسة لاتصلح للنقاش لكونها هي كل ما املك من ثقافة وحضارة ودين ومذهب وهوية وهي مرجعيتي الحياتية سؤال طرحه علي صديق قبل سنوات أين موقع الآخر عندك ؟ قلت ماذا افعل مع آخر لايريد ان يفهم متحجر الفكر والدماغ والرؤية معاند مغرور ـ الآخر حسب التعبير الانساني هو من يريد ان يستوعبني مثلما اريد ان استوعبه لاحدثكم عن امر آخر ... شاب يبلغ من العمر ما يقارب الخمسة والعشرين عاما يموت ابوه الخليفة فيرفض ان يتوج خليفة وسلطانا لكونه يعرف تلك الجرائم البشعة التي ارتكبها ابوه ـ يعرف انه قتل ابن بنت رسول الله وابناءه واخوته وابناء عمومته وانصاره ... استنكر هذا الفتى ان تساق حرم رسول الله سبايا على اقتاب الجمال ... ايعقل زينب بنت علي أمير المؤمنين بنت فاطمة الزهراء تقاد اسيرة الى خليفة المسلمين؟
ايعقل ان منبرا ينادي اشهد ان لااله الا الله محمد رسول الله يشتم عليا بن ابي طالب فينتفض الفتى رافضا هذه الخلافة ويصرح للتاريخ ان هذه الخلافة باطلة وابناء رسول الله اولى بالامر وثمة آخر يأتي بعد الف سنة او يزيد ليقول ان يزيدا بريء من دم حسين وآخر يقول ان الشيعة تمارس طقوسها ندما لانها هي التي قتلت حسينا ـ بماذا اذا احاوره ؟ بأي نمط من انماط التعبير الانساني اتقدم اليه ؟ يقول احدهم ان الحسين خرج عن طوع الامة .. اية امة لاادري ؟وعن اية شرعية يتحدثون فلا يزيد بالحاكم الشرعي ولا ابوه الذي خرج على شرعية امير المؤمنين ومثل هذا الخروج يمر بهدوء ويسمى عند الاعارب فتنة وفي حقيقة كل الثقافات ان ماهو واضح ومكبين ويمتلك دلالات اليقين ليس بفتنة بل هو خروج عن قيد المعروف انا مؤمن تماما باننا لابد ان ندرس التاريخ وأن نقف عنده طويلا وان نشيعه درسا كي يكون عبرة ومعنى .. لكن التاريخ لايخضع لانتقاءات المزاج الفكري ناخذ منه ما ينفعنا ونترك ما لانراه
الآخر عندي هو من يقرا التاريخ بمعناه لا أن يعكس عليه اسقاطاته الفكرية وانتماءاته السياسية .. علينا ان نأخذ من التاريخ الى الحاضر لا ان نأخذ من الحاضر الى التار يخ .. أنا أؤمن بأن عاشوراء مسالة عالمية تخص البشر جميعهم ... ثمة من يأتي ليقول ان من عيب الشيعة انهم يريدون عاشوراء ملكا خاصا لهم .. طيب هل منعنا احدا يوما من المشاركة في احياء طقوس عاشوراء ؟ او منعناه من ان يحمل الرمز الحسيني فكرا ومبدأ خير وسلام ؟ بالعكس تماما فان جميع المنافذ الاعلامية تحتفي بشهادات الاخرين عن الحسين مع اختلاف الدين والمذهب احيانا .. لم نقل لاحد لماذا لاتنتمي الى الاسلام مادمت تؤمن بالحسين ..
خبصونا والله بنصائح الناصحين للحسين بعدم الذهاب الى العراق ... وكأن تلك النصائح أصبجت دليل بطلان هذه الثورة العملاقة .. يا أخوان ليس في الناصحين من نكر حق الامام بالثورة لكنهم نصحوه خشية عليه .. أي انهم نظروا للمسألة الحياتية الدنيوية فقط .. والمشكلة ان جميع الناصحين لايمتلكون الثقل التاريخي الذي يحمله الحسين .. أحدهم يرى ان المسؤولية الحقيقية تكمن بتوثيق التاريخ الحسيني .. أقول لااعتراض لدي والله من التوثيق لكني اسال فقط من أهمل التاريخ نفسه وجلس ليسرد أحشائه بحثا عن منقصة يسوم بها اهل البيت إنى له ان يتعظ بتوثيق شيعي ؟ لابأس لنوثق لنا لنحصن به فكرنا ..ولكن تبقى لدينا حاجة اكبر من التوثيق فالتوثيق غير معني بالاحاسيس والمشاعر والرؤى .. الكثير الآن يصيح ويستريح ويعلل ويشر ح ويطيل بأن تلك الطقوس الحسينية والشعائر الدينية التي يقوم بها الشيعة كل عاشوراء هي ردة فعل لحدث تاريخي هي مذبحة الطفوف التي حدثت عام احدى وستين هجرية حيث قتلوا الحسين واهل بيته وقدموا اقبح جريمة يذكرها التاريخ ... ولكن لمَ لانؤمن بان تلك الطقوس اصبحت اليوم تشكل فعلا قائما بذاته؟ نشر احد احد الكتاب قبل ايام في احدى المواقع الانترنيتية يقول انهم ( أي الشيعة ) يريدون ذبحنا ثاراً لحسين (ع) فهذه المخاوف هي ردة فعل لان عملية يالثارات الحسين تأخذ شكلا عندنا من اشكال اليقظة .. دعني احسبها ... كم دينار قبض الشيخ حبيب بن مظاهر الاسدي شيخ عشيرة بني اسد مقابل هذه النصرة ؟ وكم دولار كانت حصة زهير بن القين وهو يطلق زودته وينقلب على ذاته من اجل نصرة الحسين ؟وكم كانت رشوة الحر بن يزيد الرياحي القائد المعروف في جيش بن زياد وهو اول من جعجع بالحسين لينقلب على ذاته ويصبح احد الاحرار الذين يضرب بهم المثل اليوم ؟
سنجد انهم وهبوا حياتهم وكل ما يملكون مقابل هذه اليقضة .. يقظة التواريخ .. ويقظة الضمير الانساني ويقظة النزاهة التي لابد ان نحملها شعارامن شعارات هذه الثورة المزدانة بالعطاء .. انا متيقن ان واقعة الطف وضعتنا امام امتحان عسير حيث واجهت بكل السبل الباطل والكفر والانحراف والانتماء اليها في كل زمان ومكان هي مواجهة للباطل والكفر والانحراف والمواجهة الدائمة لنصرة الذات المؤمنة .. علينا ان ندحر الحرام في دواخلنا مهما كلفنامن ضرر قد نجوع وقد نعرى وقد ولكن علينا ان لانخذل نصرة الحسين .. لأن الجهاد مع الحسين يؤخذ شكلا حياتيا مثابرا .. لابد لناصر الحسين من الاستقامة في الحياة أن يمتلك الرشاد والمحبة للناس .. فإنى لناصر الحسين ان يسرق ؟ أو يكذب ؟أو يخون ؟ للنظر الى واقع الطف الجمالي فالانصار يشكلون باقة متنوعة كل شذى فيه يمتلك خصوصية عبقة ومنظره وجماله ففيهم الشيخ والشاب والطفل الصغير فيهم المتزوج والعازب وفيهم القوي وفيهم ضعيف البنية فيهم الغني وفيهم الفقير فيهم العربي والتركي وفيهم المسلم والمسيحي فيهم رجالات فكر وأدب واغلبهم قراء قرآن .. ولو تأملنا عمق الخطب التي قيلت من الانصار في الواقعة لعرفنا القيمة الاسمى لهذا الانتماء .. لو نظرنا اجتماعيات الطف لنقف عند طلاق زهير لزوجته الذي يحمل اسمى آيات المحبة والعرفان مسائل كثيرة لابد ان نقف عندها وخاصة ان النواصب عحزوا عن ايجاد منقصة في التاريخ فراحوا يعممون كل موقف خاص على العنوان الزاهي لنقف طويلا امام مسألة الوطن القضية كربلاء الهوية التي اصبحت هوية الملايين من الناس لندافع عنها وعن المبادىء ليل نهار وتلك وربي هي نصرة الحسين
فسلامٍ على الحسين
وعلى علي ابن الحسين
وعلى اولاد الحسين
وعلى اصحاب الحسين