اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله ارحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين ، محمد واله الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين ، الى قيام يوم الدين .
ورد الي ّ السؤال التالي : انقله مع التصرف في عبارات السائل لاجل الاختصار :
مسلم بن عقيل ع قضى طفولته في الكوفه ، وايضا عاش هناك فنرة خلافة عمه أمير المؤمنين ع، وخطباء المنبر يقولون انه تاه ( ضاع ) في أزقة الكوفة ، فكيف يضيع فيها ، وهو يعرفها صغيرا وكبيرا ؟؟؟
ارجو توضيح هذه النقطة ولكم الاجر والثواب .
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين .
ان تاريخ ولادة مسلم بن عقيل غير محدد اصلا في كتب التاريخ ، ولكن كثير من المؤرخين والكتّاب حاولو استفادة مقدار عمره الشريف من الحوادث التارخية .
فبعض الكتب تنقل إنه اشترك في بعض الفتوحات في عهد عمر بن الخطاب .
وعليه فولادته تكون في عصر الرسول ، واذا إعتمدنا هذه الرواية فمن الصعب ان نحكم بأنه قضى طفولته في الكوفة لانه ابن عم الرسول ، ولم تكن الكوفة دخلت الاسلام في عهد الرسول .
وهناك رأي يقول ان مسلم ولد عام 32 للهجرة واستندوا بذلك الى رواية تقول انه عنما توفي عقيل عام 50 للهجرة ، كان له ارض فباعها مسلم الى معاوية ، وكان عمر مسلم مايقارب ال 18 سنة ، والى هذه استندو وقالوا انه ولد سنة 32 ويكون عمره عند استشهاده 28 سنة .
وهناك رواية ثالثة تقول انه شارك في معركة صفين وجعله امير المؤمنين ع على قيادة الميمنة مع الحسن والحسين عليهما السلام .
وهذه الروايات لاتنسجم مع بعضها اصلا لو عرضت للنقد ، فالرواية التي تثبت انه ولد سنة 32 لاتنسجم مع رواية اشتراكة في صفوف القيادة في معركة صفين ، لانها وقعت عام 37 للهجرة ، فيكون عمه خمس سنوات .!!!
وانا عندي رأي استنبطته من مجموعة احداث ، ان الرواية الاولى هي الاصح والله العالم ، وان كان في الموضوع جدل كبير .
وسبب هذا الرأي ( اذكره تتميما للفائدة ) امور :
الاول : ان الرواية الثانية ( ولادته سنة 32 ) تسقط عن الاعتبار قطعا ، لانها تنافي ماورد من مشاركته في بعض فتوحات الخلافة الثانية ومشاركته في واقعة صفين ، واما قول الراوي ان عمره كان 18 سنة فربما كان من نضارته وحسن شبابه ظنه الراوي ان عمره صغيرا .
الرواية التي تقول انه إشترك في صفين وأشركه الامير ع في القيادة مع الامامين الحسنين ع تناسب كونه قريب في السن من الامامين .
ويؤيد ذلك ايضا أمور ، ربما تشير اليها الاحداث القطعية التي وردت في اخر عمره الشريف وهي :
الاول : إعتماد الإمام الحسين ع عليه ، وارساله إلى أعظم امصار المسلمين واكثرها خطورة ، وهذه يصعب ان يرسل اليها من هو حدث السن او عمره 30 او 25 سنة .
الثاني : قول الامام ع في رسالته الى اهل الكوفة : (( أرسلت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل فاسمعوا له وأطيعوه )) ، فإ قوله اخي وثقتي من اهل بيتي تناسب كونه كبير السن .
الثالث : ان المتتبع لاحوال اهل الكوفة يعلم منهم ويطمأن انهم يأنفون امرة الشباب عليهم ، سيما وان الذين بايعوه على الامرة كانو كبار السن وكبار القبائل .
الرابع : ينقل التاريخ ان مسلم كان له اولاد استشهدوا مع الامام الحسين ع وهذه تناسب كون عمره قريبا لعمر الحسين اذ لو كان عمره 28 عند استشهاده فكم يكون عمر ابنائه ؟؟؟
وهذه الامور الاخيرة قابلة للنقاش ، ولكن ماتطمأن اليه النفس هو انه كان كبير السن والله العالم .
بعد هذا اقول : اذا اعتمدنا انه ولد في عصر النبي ص نقطع بأنه لم يقض طفولته في الكوفة كما ذكرت في بداية الكلام ، واذا جمعناها مع ماروي أنه في خلافة عمر اشترك ببعض الفتوحات ، يكون مسلم لم يغادر المدينة الى ذلك العهد .
ولكن يمكن القول انه ذهب الى الكوفة مع عمه امير المؤمنين ، ولكن من المعلوم ان عقيل لم تطل اقامته هناك وهاجر الى الشام ، ( وله مع معاوية قصص معروفة ومشهورة ) ، والظاهر انه مسلم هاجر مع والده بقرينة الرواية التي تقول انه باع الارض لمعاوية .
فيكون لم يعش في الكوفة الا فترة بسيطة ، والكوفة كانت اكبر واهم بلاد المسلمين ولايكون التعرف عليها بسنة او اكثر سيما وانه في تلك الفترة خرج الى حرب صفين .
واخيرا : هو اذا كان قد ضيع الطريق فهو امر عادي لانه لايعرف المدينة ، وهناك شئ اخر وهو انه لم يضيع الطريق بل كانت شوارع الكوفة وطرقاتها كلها محاصرة ولم يتمكن من التحرك ، ولاجل ذلك لم يرضى ان يذهب من امام بيت طوعة حتى اخبرها بحاله وآوته .