اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الدور الرسالي للإمام السجاد(ع)
1-دور الإمام السجاد(ع) بعد معركة الطف.
نحن الشيعة نعتقد ونسلم بتسلم الإمام(ع) مقاليد الإمامة بعد استشهاد أبيه الحسين(ع) مباشرة، وعلى ارض كربلاء. فكان القائد الميداني وإمام مفترض الطاعة، كانت ترجع إليه عقيلة الطالبيين زينب(ع) عند الأزمات والمصائب التي ألمت بها.
والله جل جلاله قد الزم نفسه أن لا يترك الأرض بدون حجة، لذا ما من امة إلا وخلا فيها نذير، يرجع إليه العباد ويقوم بمهام الرسالة. فاختاره الله لهذا الدور وفي هذا الوقت، حيث انه انسب شخصية واقدر إنسان يقوم بهذه المهمة.
فكما اختير الإمام الحسن(ع) للتجهيز لثورة أخيه الإمام الحسين(ع)، وإعداد كوادرها وتهيئة الظروف لانطلاقها. فلقد اختير علي ابن الحسين(ع) كذلك، للقيام بما يحمي مكتسبات الثورة، وتربية كوادرها ليحافظوا على جذوتها مشتعلة في ضمير الأمة. فليس من المنطقي أن يضحى بإمام مفترض الطاعة من اجل إنقاذ امة جده، وبعدها تترك الفوائد التي حققتها ثورته دون المحافظة عليها، وتثقيف الأمة بكيفية المحافظة عليها والاستفادة منها.
لذا لم يكن احد أقدر منه على أداء هذا الدور الخطير، وذلك للأمور التالية:
أولا: طيب المولد: فهو إمام ابن إمام ويرجع نسبه إلى رسول الله(ص)، من الذين اذهب الله
عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، والذين انعم الله عليهم بالصراط المستقيم.
ثانيا: التربية: وقد تربى في أهل بيت شريفي النسب كريمي الحسب، يتحلون بكريم الخصال
من شجاعة وكرم وصدق لسان. مما يجعل الناس يثقون بهم ويتبعون تعاليمهم
وإرشاداتهم، وكان الإمام السجاد(ع) لمشاهدتهم لمثال حي من ريح رسول الله.
ثالثا: العصمة: فبالعصمة التي حباه الله بها لطاعته وتسليمه، فلا يمكن أن يخالف ما يمليه عليه
دينه وضميره، ولا أن تسترقه الأهواء، وتستهويه مباهج الحياة الدنيا.
رابعا: حضر المصيبة: فلقد عايش الأحداث التي مرت على أهل البيت، من أيام خلافة جده
أمير المؤمنين(ع) وقتله في محراب الصلاة, ثم عمه الإمام الحسن(ع) وموته شهيدا
متأثرا بسم الأميين. إلى نزول والده(ع) كربلاء واستشهاده فيها مظلوما غريبا. ولو لا
مرضه الذي أقعده، وحكمة الله العلي الأعلى التي ارتأت الحفاظ على نسل النبوة وامتداد
الإمامة، لما كان ليتخلف عن نصرة والده، وهو يسمعه ينادي وحيدا بين أعداء لا ذمة
لهم ولا دين "هل من ناصر ينصرنا، هل من ذاب يذب عنا".
بقلم: حسين نوح مشامع
بإشراف: الشيخ محمد محفوظ