اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الدور الرسالي للإمام السجاد(ع)
3- تربية رجال المتميزين
عرف الإمام السجاد(ع) بكثرة بكائه، حتى عد من البكائين الخمسة، ادم ويعقوب ويوسف وفاطمة الزهراء(ع)، لان ذلك كان الغالب عليه والظاهر للناس. ولو لم يكن هدفه النهائي، بل وسيلة من وسائله لرفض الظلم وتسجيل اعتراضه على الحكم الأموي. وهذا مما جعل بعض المذاهب لا تعتبره إماما مفترض الطاعة، لعدم خروجه شاهرا سيفه.
ومما لا يعرفه الناس، أن لديه أوامر ورسالة من الله العلي العليم، تتناسب والوضع السائد في عصره، عليه القيام بها. وكان عليه الإبداع في وسائله للمحافظة على مكتسبات ثورة والده، وتثقيف الأمة للاستفادة من نتائجها.
فاتجه إلى تربية جيل من العلماء الربانيين، الذين ربوا بدورهم علماء وثائرين وعباد صالحين. فكان من بينهم سعيد بن جبير، الذي دعاه طاغية الأمويين الحجاج بن يوسف الثقفي، للبراءة من أمير المؤمنين(ع)،
قال له: أنت تعيس ابن كسير؟
قال: أمي سمتني سعيد بن جبير.
قال له: كيف تفضل أن أقتلك؟
قال: اختر لنفسك، لأنه لا تقتلني قتلة إلا قتلتك مثلها يوم القيامة.
وهذا عمرو بن عبدالله السبيعي، من ثقاة الإمام بلغ من عبادته انه كان يختم القران كل ليلة، ويصلي الفجر بوضوء صلاة العتمة. وكان محدثا ولا أوثق منه عند الخاصة والعامة.
وكذا الزهري، كان عاملا في بلاط الأمويين، فعاقب رجلا فمات خلال العقاب، فارتاع لذلك وخرج هائما على وجهه، واعتكف في غار تسع سنين.
فراه الإمام، فقال له: أني أخاف عليك من القنوط، مالا أخافه من ذنبك. ابعث بدية مسلمة إلى أهله، واخرج إلى اهلك ومعالم دينك.
فرجع إلى بيته ولزم الإمام.
وهاهو سعيد بن المسيب، من كبار التابعين الذين رباهم أمير المؤمنين، التزم خط أهل البيت حتى كان من صفوة أصحاب الإمام. قال عنه الإمام: سعيد اعلم الناس بما تقدم من الآثار.
هذه ثلة وأمثلة مباركة، ممن رباهم الإمام وتخرجوا على يديه، حتى أصبحوا من صالحي أصحابه.
بقلم: حسين نوح مشامع
بأشراف: الشيخ محمد محفوظ