اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الدور الرسالي للإمام السجاد(ع)
5-دوره الإمام زين العابدين(ع) مع الموالي والعبيد
توسعت رقعة الدولة الإسلامية، بفضل الفتوحات التي كانت تقوم بها الحكومات المتعاقبة على سدة الحكم. فدخل الكثير من أبناء تلك الدول المفتوحة تحت مظلة الدولة الإسلامية، أما حبا في الإسلام، أو تنازلا تحت القهر والتسلط.
وبما إن هؤلاء حديثي عهد بالإسلام، فيأتون ومعهم رواسب عقائدهم السابقة. فهم أما يبقون عليها، كما فعل يهود المدينة ومسيحي نجران. أو يخلطوا بينها وبين بعض المظاهر الإسلامية، أما جهلا منهم بأحكام الإسلام، وعدم وجود من يوجههم ويأخذ بأيديهم. أو عمدا ليلبسوا على المسلمين دينهم، كما فعل بعض من اسلم من يهود المدينة.
وقد يؤخذ أبناء البلاد المفتوحة عنوة، ولعدم إسلامهم، عبيدا وإماء يباعون ويشترون، كما تباع وتشترى الأنعام، ولا يقدرون ولا يحترمون إلا ما ندر. وقد يعاملون معاملة سيئة ودونية، لمجرد إنهم موالي، ليست لهم أصول عربية.
لذا انبرى إمامنا أبو محمد(ع) لهؤلاء من باب الروح الإنسانية التي يتحلى بها أهل البيت(ع). والمسؤولية الملقاة على عاتقه للبشرية جمعاء، والرسالة الإلهية التي يحملها لهدايتهم إلى خالقهم، بغض النظر عن لون بشرتهم وأجناسهم. كمن استشهد مع أبيه الحسين(ع)، فهنهم المسلم والمسيحي، والعربي والأعجمي، والأبيض والأسود، ولم يكن أبو عبدالله(ع) ليفرق بينهم، أو يزدري بعضهم، اتكاء على لونه أو عرقه.
فاتخذ في هذا المنحى طريقين فذين في التعامل معهم،
أولا: إبداء الاحترام والتقدير الشديد لهم، خاصة وإنهم يعتبرون عند الآخرين اقل مستوى من
المسلمين، ويعاملون معاملة دونية.
الآخر: الذي كان الإمام(ع) يوليه اهتمامه، هو شراء العبيد منهم وتربيتهم وتعليمهم مبادئ
الديني الإسلامي، والتعامل معهم بأفضل طريقة، ثم عتقهم مع إعطائهم ما يوفر لهم
الحياة الكريمة، التي يستغنون بها عن مد يد العوز والحاجة. فيكونوا بذلك ركيزة
إعلامية بين قومهم وأبناء جنسهم، ينشر من خلالهم مبادئ دعوته وأسس رسالة جده
المصطفى.
بقلم: حسين نوح مشامع
بإشراف: الشيخ محمد محفوظ