اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الدور الرسالي للإمام السجاد(ع)
7- مفردات خطاب الإمام السجاد(ع)
إذا قام شخص ما من العامة بإلقاء كلمة، فلا بد أن يكون قادرا على توضيح مراده، ولديه الاستطاعة على إيصال فكرته إلى المستمعين بأيسر السبل، وإلا استهجن وازدري به؟
وإذا كان المتكلم مسئولا وممثلا عن جهة رسمية، فلا بد أن يكون كلامه موزونا، وله هدف معينا يريد الوصال إليه. وإلا اعتبر كل ما يقول لغوا، ولتبرأت منه تلك الجهة، وقالت انه لا يمثل إلا نفسه، ولا علاقة لها به.
ولكن إذا كان المتكلم هو إمامنا ومقتدانا علي بن الحسين السجاد(ع)، ومن قال عن أهل البيت وهو الصادق الأمين "أُعطينا العلم والحلم، والسماحة والفصاحة، والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين. وهو ابن لسان حكمة العابدين، وناصر دين اللـه، وولي أمر اللـه، وبستان حكمة اللـه، وعيبة علمه. وهي بعض صفاته التي لم يحتملها من كان في مجلس يزيد ابن معاوية، فضجوا بالبكاء وهاج بهم العويل، حتى خشي يزيد أن يفتتن الناس بالإمام(ع).
فلا بد وان تكون خطبته فوق مستوى الآدميين واقل من قدرة الخالق جل شأنه. وان تكون أهدافها سامية، تتناسب مع رسالة ابن وصي ووارث نبي. فقسم خطبته التي ألقاها في الشام إلى عدة محاور.
الأول: حدد أهدافه التي كانت خالصة لوجه الله تعالى، دون خوف من سخط الطاغية يزيد،
فقال للخطيب: اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق، فتبوَّأ مقعدك من النار. وقدم ما
ينفع الناس، فتوجه إلى يزيد وقال له: أتأذن أن أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلام فيه لله
رضاً ولهؤلاء الجلساء نفع وثواب.
ثانيا: فبدأ بذكر الله والتحذير من عقابه والتذكير بالموت والفناء، قائلا: أيها الناس أحذركم الدنيا
وما فيها، فإنها دار زوال، قد أفنت القرون الماضية.
ثالثا: بين خطه وانتمائه لأهل البيت، وإنهم المثل الأعلى في اليقين والاستقامة والجهاد، قائلا:
فُضِّلنا بأن منَّا النبيَّ المختار محمد(ص)، ومنّا الصدّيق، ومنّا الطيار، ومنّا أسد اللـه وأسد
رسوله، ومنّا سبطا هذه الأمة.
رابعا: شهر ظلامة السبط الشهيد(ع)، حاملا رايتها يدعو الضمائر الحرة إلى الجهاد من اجل
نصرة المظلومين. فحمل يزيد علانية مسؤولية قتل والده، قائلا له: محمد جدِّي أم
جدُّك؟. فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت وكفرت، وإن زعمت أنه جدي فَلِمَ قتلتَ عترته؟
ليتبصر الناس وتتم الحجة عليهم.
بقلم: حسين نوح مشامع بأشراف: الشيخ محمد محفوظ