اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
للحزن مراتبٌ يجلى ضبابها ... من فدح الرزية ومصابها
فيعقوب لما استوى حزنه ... وفاض من كم الدموع صبابها
فعيناه ابيضت وانطفى نورها ... وأرخ على الدجى حجابها
وهذه يتيمة لبيت الحسين ... لما حنت راحت تسل ربابها
أين والدي ومرة تلذ بعمتها ... وعزَّ على الحوراء جوابها
فقالت أبوك في سفر بعيد ... علَّ بذا تسكن لها اضطرابها
فغفت ليلة في خربة الشام ... عسى تهدى بغفوتها أعصابها
فإذا بها قامت وضجت أساً ... تسامع صوتها لكل أعتابها
فأرق صراخها سكون يزيد ... وقال هذه الصيَحات ما أسبابها
فقالوا طفلة للحسين تطلب أباها ... فدعا بطبقٍ فيه من الجريمة نصابها
وقال خذوه عله يوفي فيسكتها ... ونرح أذاننا من ضجيج صخابها
فأتوها بهِ فقالت وظنت أنه قوت ... ما لي للحشا من طعمها وشرابها
أريد أبي الحسين فأينه عني ... يرى طفلة له من أسى ما نابها
فقالت لها زينبٌ حبيبتي فيه المنى ... ولما كشفت عنه الغطاء هالها ورابها
رأت رأس والدها مخضباً بدمائه ... فصاحت أبتاه ما لشيبتك وخضابها
من حز الرأس الشريف يا والدي ... من أيتم طفلة في الصغر لم تبلغ شبابها
ورنت عليه تناجية بتمتمةٍ فما ... تمت إلا وروحها اعتلت سحابها
فقالت أم كلثوم هدواً يا نسا فرقيةٌ ... عفا أنينها لا تيقذوا سكن رحابها
فنادى العليل يا عمتي حركيها ... فقد وربي قضت الطفلة نحابها
فضجت كل النساء ومن حولها ... يتامى محمدٍ على نجمةٍ الموت أغابها
فشرعت إليها كفيلة حتى تغسلها ... فارتعبت وخافت وأمر ما قد أشابها
فقالت لها أم الصبرِ زينبٌ أخيَّةُ لما ... عزبتي عن تغسيلها فحالها ماذا أعابها
فكشفت عن جثة الطفلة لزينبٍ ... وقالت هذه البقع السود مما اعتلت جنابها
فبكت وقالت لا تخافي فليس ذا ... بذي عدوٍ هذه آثار سياط أمية وضرابها
فغسلتها وكفنتها وصلى عليها ... زين العابدين وألحدها حفيرة ورد ترابها
هذه بنت لما استتم الحزن فيها كمالهُ ... عافت الدنيا من حزنها وفارقت أحبابها
صغيرة في العمرِ كبيرة في القدرِ ... تعاقبت أعتابها ملوك تحسب حسابها
فليس العمر بذي مشيمة يرفع صاحبه ... وإنما كربلا رفعت صغارها والكل يهابها
الصغيرة الكبيرة
لـ خادم الزهراء
إبراهيم قبلان العاملي
2 صفر الأحزان 1433
توقيع خادم الزهراء المظلومة
يا دماء فاطمة ثوري واطلبي الثار
واستنهضي منتظراً طال له انتظار