اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
صلح الإمام الحسن – الثمار
استلم الإمام أبو محمد الحسن ابن علي(ع) خلافة الدولة الإسلامية، باختيار المسلمين ومبايعتهم له، لكنه لم يعطى الفرصة الكافية لتطبيق الرسالة المحمدية، كما حصل لوالده من قبل. حيث فرضت على أمير المؤمنين(ع) الحروب، وانشغل بها واحدة بعد أخرى. فمن حرب الجمل إلى صفين ثم النهروان.
وقد شارك الإمام أبو محمد(ع) والده، في كل تلك الحروب، وورث ما بقي من تداعياتها. ولم يكن له من الوقت الكافي، حتى بعد صلحه مع معاوية، إلى أن لقي حتفه مسموما، ليقوم بما قام به من جاء بعده من أئمة أهل البيت(ع).
فابن أخيه الإمام السجاد(ع)، استغل كل فرصة ممكنة لبث روح الإيمان والتقوى في ضمير الناس، عبر الدعاء والمناجاة تارة، وأفعاله المباشرة تارة أخرى. والإمامين الباقر والصادق(ع)، قد استغلا فترة انشغال بني العباس وابني أومية بالحروب التي كانت قائمة بينهما، فبثا علوم أهل البيت(ع) الدينية منها والإنسانية.
وبعقده الصلح تمكن من تفريغ نفسه كاملا، لفضح معاوية الذي كان ظاهره الصلاح لبعض المخدوعين، والمال والثروة والمناصب لآخرين. فهدم أسس سلطته القائمة على القيم الجاهلية، من خلال تلك الخطب الثورية التي كان يلقيها في محضر طاغية الشام، فيلهب بها قلبه. ومن تلك الخطب:
(وإنَّ معاوية زعم لكم أنّي رأيته للخلافة أهلاً، ولم أرَ نفسي لها أهلاً فكذب معاوية، نحن أولى بالناس في كتاب اللـه عزَّ وجلَّ وعلى لسان نبيه(ص)، ولم نزل أهل البيت مظلومين، منذ قبض اللـه نبيه(ص)، فاللـه بيننا وبين من ظلمنا حقّنا، وتوثب على رقابنا، وحمل الناس علينا، ومنعنا سهمنا من الفيء ومنع أُمَّنا ما جعل لها رسول اللـه(ص(.
كما قام بتنظيم صفوف المعارضة من جديد، والتي كانت منهمكة في محاربة الناكثين والقاسطين والمارقين. وكانوا قد تربوا تحت يد أمير المؤمنين(ع) من قبله. أمثال كحجر بعدي، ورشيد الهجري، وكميل بن زياد. وهناك من تربى على يد الإمام أبو محمد(ع) مباشرة. أمثال عبد الله بن جعفر الطيار، و مسلم بن عقيل، وعبد الله بن العباس.
بقلم: حسين نوح مشامع
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
معاتبة رجل الحسن في أمر الخلافة وجوابه وشأن نزول " إنا أعطيناك الكوثر "
4849 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمرويه الصفار ببغداد ، ثنا أحمد بن زهير بن حرب ، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا القاسم بن الفضل الحداني .
وأخبرني أبو الحسن اليعمري ، ثنا محمد بن إسحاق الإمام ، ثنا أبو طالب زيد بن أخزم الطائي ، ثنا أبو داود ، ثنا القاسم بن الفضل ، ثنا يوسف بن مازن الراسبي قال : قام رجل إلى الحسن بن علي فقال : يا مسود وجه المؤمنين ، فقال الحسن : " لا تؤنبني رحمك الله فإن رسول الله وسلم قد رأى بني أمية يخطبون على منبره رجلا رجلا ، فساءه ذلك فنزلت " إنا أعطيناك الكوثر " نهر في الجنة ، ونزلت ( إنا أنزلناه في ليلة القدر . وما أدراك ما ليلة القدر . ليلة القدر خير من ألف شهر ) تملكها بنو أمية فحسبنا ذلك ، فإذا هو لا يزيد ولا ينقص .
[ ص: 163 ] هذا إسناد صحيح ، وهذا القائل للحسن بن علي هذا القول هو سفيان بن الليل صاحب أبيه .
المستدرك على الصحيحين
أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري
دار المعرفة
سنة النشر: 1418هـ / 1998م