عضو
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
موالية حيدر
المنتدى :
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
بتاريخ : 08-Jan-2012 الساعة : 04:51 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
********
أوّلاً : العطاء العقائدي
يحدّثنا التاريخ المعتبر أنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) كما جاء في سيرته عندما رفض أن يبايع يزيد بن معاوية ، وبينما هو في طوافه في موسم الحج أتاه هاتف إلهامي يأمره بأن يحلَّ من إحرامه وأن يجعل حجته عمرة مفردة , وإلاّ سوف يُقتل وإن كان متعلقاً بأستار الكعبة . امتثل الإمام الحسين (عليه السّلام) لهذا الهاتف .
وقد كانت هناك إرهاصاتٌ بذلك , كان الإمام (عليه السّلام) على علمٍ بها . وعندما كان في المدينة المنورة لزيارة جدّه (صلّى الله عليه وآله) , وعند القبر بينما هو يزور غفا غفوة رأى فيها جدّه (صلّى الله عليه وآله) قائلاً له : (( إنَّ لك منزلة عند الله لن تنالها إلاّ بالشهادة )) .
إنّ امتثال الإمام الحسين (عليه السّلام) , وإحلال إحرامه , وخروجه من مكّة للحفاظ على حرمة الكعبة يُعدّ قمّة في إيمانه بقضاء الله وقدره , مع علمه بأنه مقتول لا محالة ؛ لرفضه مبايعة يزيد , وتمرّده على فسقه وفجوره العلني , بل على الظلم والاستبداد .
وموقف آخر يضربه لنا الإمام (عليه السّلام) في هذا الجانب ، وهو عندما رُمي عبد الله الرضيع بسهم حرملة في كربلاء ، أخذ الإمام (عليه السّلام) دمه ورماه إلى السماء قائلاً : (( هوّنَ عليَّ ما نزل بي أنَّه بعين الله )) . يعلّمنا الإمام (عليه السّلام) أنّ كلَّ ما ينزل بنا هو من الله سبحانه وتعالى , فكلّه هيّن وسهل في جنب الله وفي سبيله ، وهو القائل (عليه السّلام) : (( رضا الله رضانا أهل البيت , نصبر على عظيم بلائه فيوفّينا اُجور الصابرين )) .
ثانياً : العطاء الأخلاقي
لقد أعطت ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) دروساً أخلاقيّة عظيمة ؛ ممّا يجعل المرء المنصف يتوقف عندها ويتأمّل فيها . ومن تلك المواقف موقف الإمام (عليه السّلام) مع الحر الرياحي وأصحابه عندما شارفوا على الهلاك من شدة العطش والتعب وهم يسيرون في الصحراء بحثاً عن الإمام (عليه السّلام) وأصحابه . وحين رآهم الإمام (عليه السّلام) وهم بحالة يرثى لها , وعلى الرغم أنهم من أتباع يزيد وأزلامه ، أنقذهم الإمام (عليه السّلام) من الهلاك ؛ حيث أمر أصحابه أن يسقوا القوم من الماء ويرشَّفوا الخيل ترشيفاً .
لاحظ عزيزي القارئ مدى أخلاقيات الإمام (عليه السّلام) الإنسانيّة , كان باستطاعته أن يفنيهم عن بكرة أبيهم , ولكنّ الأخلاق الإسلاميّة الرفيعة تأبى ذلك .
بل إنَّ الإمام (عليه السّلام) , ومع عظمته ومكانته وهيبته , وهو ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، سقى أحدهم بيده المباركة الشريفة ، وهو علي بن الطعّان ، ومع شديد الأسف هذا اللعين نفسه شارك في قتل الإمام الحسين (عليه السّلام) .
وقد شملت أخلاقيات الإمام الحسين (عليه السّلام) حتّى الحيوان والرفق به ؛ حيث لم ينسَ خيولهم , بل أمر أصحابه أن يرشّفوا الخيل ترشيفاً ، هذا مع حاجة الإمام (عليه السّلام) إلى الماء وهو في سفر ، ممّا يعطينا درساً في العفو والرحمة , والرفق والشفقة والإنسانيّة ، درساً عملياً تراه بعين القلب وكأنه متجسدٌ أمامك ينبض بالحيوية والحياة , ممّا يؤثّر تأثيراً بالغاً على النفس , ويصقلها صقلاً أخلاقيّاً جميلاً .
درسٌ آخر يعطينا إيَّاه الإمام (عليه السّلام) في المساواة والتواضع عندما استشهد العبد جون ؛ حيث وضع خدَّه على خدِّه وهو يبكيه ويندبه تماماً كما فعل مع ابنه علي الأكبر (عليه السّلام) .
وموقف آخر يدلُّ على عظمة ونبل الإمام (عليه السّلام) وأخلاقه العالية , كما جاء في سيرته الكربلائيّة ، بكاؤه على أعدائه يوم المعركة في كربلاء , وعندما سُئل عن بكائه قال (عليه السّلام) : (( أبكي على هؤلاء , سوف يدخلون النار بسبب قتلي )) .
هذا الموقف النبيل يربّينا ويروّض أنفسنا على الرحمة والرأفة , والتسامح والعفو حتّى عن الأعداء كما قال أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) : (( لا يحيف على مَن يبغض ـ أي لا يظلم من يبغض ـ ولا يأثم في مَن يُحب )) .
وموقف آخر من أبي الفضل العباس (عليه السّلام) عندما نزل المشرعة بعد أن أجلى الأوغاد عنها ؛ لأنهم منعوا معسكر الإمام الحسين (عليه السّلام) من الماء . وبينما كان العباس (عليه السّلام) يملأ القربة أحسَّ ببرد الماء وهو عطشان عطشاً شديداً , فملأ كفه ليشرب لكنه تذكّر عطش أخيه الحسين (عليه السّلام) , حين ذاك رمى الماء من كفّه وقال : هيهات أشرب الماء وأخي الحسين عطشان . هذا الموقف العظيم يدلُّ على عظمة شخصيَّة العباس (عليه السّلام) , وعلى التربية الإسلاميّة الأصيلة التي تلقّاها على يد والده الإمام علي (عليه السّلام) الذي زرع فيه تلك الروح الأبيّة والمبادئ الإسلاميّة النبيلة .
وكثير من المعطيات للثورة الحسينيه
مأجورين
|