اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
مأجورين بذكرى الاربعين
عن معاوية بن وهب قال: استأذنت على أبي عبدالله فقيل لي: أدخل فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته فجلست حتى قضى صلاته فسمعته وهو يناجي ربه ويقول :
" يا من خصنا بالكرامة وخصنا بالوصية و وعدنا الشفاعة وأعطانا علم ما مضى وما بقي وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا اغفر لي ولاخواني ولزوار قبر أبي [عبدالله]الحسين الذي أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم رغبة في برنا ورجاء لما عندك في صلتنا وسرورا أدخلوه على نبيك صلواتك عليه وآله وإجابة منهم لامرنا وغيظا أدخلوه على عدونا أرادوا بذلك رضاك فكافهم عنا بالرضوان واكلاهم بالليل والنهار واخلف على أهاليهم وأولادهم الذي خلفوا بأحسن الخلف وأصحبهم واكفهم شر كل جبار عنيد وكل ضعيف من خلقك أو شديد وشر شياطين الانس والجن وأعطهم أفضل من أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم وما آثرونا به على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم،
اللهم إن أعدائنا عابوا عليهم خروجهم (1) فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا وخلافا منهم على من خالفنا فارحم تلك الوجوه التي قدغيرتها الشمس ( 2 ) وارحم تلك الخدود التي تقلبت على حفرة أبي عبدالله وارحم تلك الاعين التي جرت دموعها رحمة لنا وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا وارحم الصرخة التي كانت لنا، اللهم إني أستودعك تلك الانفس وتلك الابدان حتى نوافيهم على الحوض يوم العطش "
فما زال وهو ساجد يدعو بهذا الدعاء فلما انصرف قلت: جعلت فداك لو أن هذا الذي سمعت منك كان لمن لا يعرف الله لظننت أن النار لا تطعم منه شيئا والله لقد تمنيت أن كنت زرته ولم أحج، فقال لي: ما أقربك منه فما الذي يمنعك من إتيانه، ثم قال: يا معاوية لم تدع ذلك؟ قلت: جعلت فداك لم أدر أن الامر يبلغ هذا كله.
قال: يا معاوية من يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الارض.
(1) :وقد دعا النبي الأعظم () على من يستهزئ بالشيعة على إقامة شعائرهم في حديثه لأمير المؤمنين () قائلاً: (.. ولكن حثالة من الناس يعيّرون زوار قبوركم كما تُعيّر الزانية بزنائها، أولئك شرار أمتي لا أنالهم الله شفاعتي ولا يردون حوضي).
(2) : غيرتها الشمس مثال .. وفي هذا العام معاناة الزائرين كانت مع العواصف الرملية التي غيرت وجوههم ولم تمنعهم من السير الى كربلاء .. كما لم تمنعهم التهديدات الارهابية على جديتها