عظم الله اجورنا واجوركم باستشهادالامام علي ابن محمد الهادي عليه السلام
بتاريخ : 31-Jan-2012 الساعة : 04:21 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الامام العاشر الامام علي ابن محمد الهادي هو علي الهادي بن محمد الجواد عليهما السلام، كنيته أبو الحس 15 من ذي الحجة سنة 214 هـ وتوفى مسموماً في 3 رجب من عام 254 للهجرة بسامراء (سُرَّ مَنْ رأى) في خلافة المعتز بالله العباسي، وعمره 40 سنة، دفن في داره في سامراء. وقد نص على إمامته أبوه محمد الجواد (ع). وكان مقيماً في المدينة. وولي الخلافة المتوكل وكان يكره أمير المؤمنين عليه السلام وأولاده ويجور على العلويين، ولقوا منه في زمانه شدة.
كان الإمام علي الهادي كثير الإحسان للناس سيما الفقراء والضعفاء، وقد شاهد الناس منه كثيراً من الكرامات حتى أحبه الخاص والعام. وبعد أن أُتِيَ بالإمام من المدينة إلى سامراء بأمر من المتوكل العباسي كان الوشاة بين الحين والآخر يشحنوا المتوكل بالحقد على الإمام الهادي (ع)، يصورا له خطره على عرشه، وكانت الحاشية المحيطة به تدين بالنصب والعداء لأهل البيت (ع).
الإمام الهادي (ع) والمتوكل :
جاء في مروج الذهب أن جماعة من حاشية المتوكل سعوا بالإمام الهادي إلى المتوكل بأن في منزله سلاحاً وأموالاً وكتباً من شيعته يستحثون فيها على الثورة وهو يعد العدّة لذلك فوجه إليه جماعة من الأتراك وغيرهم فهاجموا داره في جوف الليل فوجدوه في البيت وحده وعليه مدرعة من شعر وليس في البيت شيء من الأثاث والفرش وعلى رأسه ملحفة من الصوف وهو يقرأ آيات من القرأن في الوعد والوعيد، فأخذوه إلى المتوكل على الحالة التي وجدوه عليها فمثل بين يديه والمتوكل على مائدة الخمر وفي يده كأس، فلما رآه أعظمه وأجلسه إلى جانبه ولم يكن في منزل الإمام الهادي شيء مما قيل فيه ولا حالة يتعلل بها عليه، فناوله المتوكل الكأس الذي في يده، فقال الإمام: يا أمير المؤمنين والله ما خامر لحمي ودمي فاعفني منه، فعفاه، ثم قال له: أنشدني شعراً أستحسنه فاعتذر الإمام (ع) وقال: إني لقليل الرواية للشعر، فألح عليه ولم يقبل له عذراً فأنشده:
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم لب الرجال فما أغنتهم القُلَلُ
واستنزلوا بعد عِزٍّ عن معاقلهم فأودعوا حُفراً يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد ما قبروا أين الأسرّة والتيجان والحللُ
أين الوجوه التي كانت منعّمةٌ من دونها تضرب الأستار والكللُ
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم تلك الوجوه عليها الدود ينتقلُ
قد طالما أكلوا دهراً وما شربوا فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكِلوا
وطالما عمّروا دوراً لتحصنهم ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا
وطالما كنزوا الأموال وادّخروا فخلفوها على الأعداء وارتحلوا
أضحت منازلهم قفراً معطلة وساكنوها إلى الأحداث قد رحلوا
واستمر الإمام عليه السلام ينشد شعراً من هذا النوع الذي لم يكن يتوقعه المتوكل، فبكي المتوكل بكاءاً عاليا حتى بلّت لحيته من الدموع، وبكى الحاضرون لبكائه. ثم أمر برفع الشراب من مجلسه وأمر بردّ الإمام إلى منزله مكرماً.
من حكمه (عليه السلام):
1- من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوقين.
2- من كان على بينة من ربه هانت عليه مصائب الدنيا ولو قُرِضَ ونُشِرْ.
3- الحسد ماحي الحسنات والعُجُبْ صارف عن طلب العلم، والبخل أذم الأخلاق، والطمع سجية سيئة.
4- المصيبة للصابر واحدة وللجازع اثنتان.
5- إن الظالم الحالم يكاد أن يُعْفى على ظلمه بحلمه، وإن المحق السفيه يكاد أن يطفئ نور حقه بسفهه.
وفاته (عليه السلام):
إن وفاة الإمام علي الهادي (عليه السلام) كانت في عهد المعتز بالله في الثالث من رجب من عام 254 للهجرة. وجاء عن المسعودي أنه قال: لما توفي اجتمع في داره جملة من بني هاشم من الطالبيين والعباسيين واجتمع خلق كثير من الشيعة ثم فتح من صدر الرواق باب وخرج خادم أسود، وخرج بعده أبو محمد الحسن العسكري حاسراً مكشوف الرأس، وكان وجهه وجه أبيه لا يخطئ من شيء وكان في الدار أولاد المتوكل فلم يبقى أحد إلا قام على رجليه وجلس بين بابي الرواق والناس كلهم بين يديه، وكانت الدار كالسوق .. وأخرجت الجنازة وخرج يمشي حتى خرج بها إلى الشارع، وصلى عليه قبل أن يخرج إلى الناس .. ودفن في دار من دوره وصاحت سامراء يوم موته صيحة واحدة.
آخر تعديل بواسطة سيد محمد الموسوي ، 31-Jan-2012 الساعة 04:30 PM.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
عظم الله لك الأجر يا مولاي يا صاحب الزمان
نماذج من تراثه التفسيري
1 ـ روى الثقة الأمين أبو هاشم الجعفري ـ وهو من خيرة أصحاب الإمام (()) قال : كنت عند أبي محمد (()) فسألته عن قول الله عزوجل : ( ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله...). قال أبو هاشم : فدمعت عيناي وجعلت أفكر في نفسي ما أعطى الله آل محمد (()) فنظر إلي الإمام وقال : عظم ما حدثتك به نفسك من عظم شأن آل محمد ، فاحمد الله ، فقد جعلك الله متمسكاً بحبهم تدعى يوم القيامة بهم إذا دُعي كل إنسان بإمامه ، فأبشر ياأبا هاشم فإنك على خير.
2 ـ سأل محمد بن صالح الأرمني الإمام أبا محمد عن قول الله عزوجل : ( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده اُمّ الكتاب ) فقال الإمام (()) : هل يمحو الله إلاّ ما كان ، وهل يثبت إلاّ ما لم يكن ... تعالى الجبار ، العالم بالأشياء قبل كونها ، الخالق ، إذ لا مخلوق ، الديان .
وانبرى محمد بن صالح ، فقال : أشهد أنك حجة الله ووليه وأنك على منهاج الحق الإمام أمير المؤمنين.
ـ وسأله أيضاً عن قول الله عزوجل : ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) فقال الإمام : من بعد أن يأمر بما يشاء ، فقلت في نفسي : هذا قول الله : ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) فنظر إلي الإمام وتبسم ، ثم قال : له الخلق والأمر تبارك الله ربّ العالمين .
4 ـ قال أبو هاشم : كنت عند أبي محمد (()) فسأله ابن صالح الأرمني عن قول الله تعالى : ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذّريّتهم ، وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى شهدنا) .
قال الإمام أبو محمد (()) : ثبتت المعرفة ، ونسوا ذلك الموقف ، وسيذكرونه ، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ، ولا من رازقه .
قال أبو هاشم : فجعلت أتعجب في نفسي من عظيم ما أعطى الله وليه ، وجزيل ما حمله فأقبل أبو محمد عليّ ، فقال : الأمر أعجب مما عجبت منه ياأبا هاشم وأعظم ، ما ظنك بقوم من عرفهم عرف الله ، ومن أنكرهم أنكر الله ، فلا مؤمن إلاّ وهو بهم مصدق ، وبمعرفتهم موقن.
5 ـ روى سفيان بن محمد الصيفي ، قال : كتبت إلى الإمام أبي محمد(()) أسأله عن الوليجة في قول الله عزوجل : ( ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة ) وقلت في نفسي : من يرى المؤمن هاهنا ؟ ، فرجع الجواب : الوليجة التي تقام دون ولي الأمر ، وحدثتك نفسك عن المؤمنين من هم في هذا الموضع؟ فهم الأئمة الذين يؤمنون بالله فنحن هم .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
عظم الله اجوركم باستشهاد مولانا الامام الحادي عشر الحسن العسكري صلوات الله عليه
شكرا للاخ سيد محمد الموسوي لوضعه نبذة عن الامام العاشر علي الهادي والد الامام العسكري صلوات الله عليه
رحم الله امواتكم