اثار الذكر اليونسي (87-الانبياء / ج17) - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع فتى حيدره مشاركات 0 الزيارات 4507 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

فتى حيدره
عضو
رقم العضوية : 95
الإنتساب : Apr 2007
المشاركات : 40
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 218
المستوى : فتى حيدره is on a distinguished road

فتى حيدره غير متواجد حالياً عرض البوم صور فتى حيدره



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي اثار الذكر اليونسي (87-الانبياء / ج17)
قديم بتاريخ : 16-Apr-2007 الساعة : 05:56 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}. (سورة الأنبياء – آية 87,88)

إن هذه الآيات تعطي درسا بليغا للمؤمنين على مر العصور:
{وذا النون}.. أي أذكر ذا النون، وهو نبي الله يونس.. وسمي ذا النون، أي صاحب الحوت، لأن له قصة مع الحوت، حيث حبس في بطنه فترة من الزمن.

{إذ ذهب مغاضبا}.. عندما يئس يونس (ع) من قومه، خرج من دون أن يؤمر بتركهم.. وهنا النقطة التي وقع فيها العتاب.. فابتلي بالحوت لتركه الأولى.. أما قومه فبفضل رجوعهم إلى الله تعالى بصدق النية، فتح الله عز وجل لهم الأبواب، ورفع عنهم العذاب، وأصبح مدعاة لتعجب يونس (ع) أنه لماذا رفع عنهم العذاب، رغم اكتمال المقدمات؟.. ومن هنا يعلم أن الدعاء يرفع البلاء، وقد إبرم إبراما.. والدعاء قبل وقوع البلاء لدفعه، أقوى من الدعاء بعد نزول البلاء لرفعه.. حيث أن الأمر يحتاج في الحالة الثانية لدعاء مضاعف.. ولهذا قوم يونس فرقوا بين الأمهات والرضع، وبين الحيوانات وأولادها، في عملية ضجيج إلى الله تعالى، لما نزل بهم العذاب.. أضف إلى أن الدعاء لدفع البلاء، يختلف عن الدعاء لرفع البلاء.. حيث أن الدعاء في الحالة الأولى فيه إخلاص أكثر، وفيه جانب دعائي وانتفاعي.. ولكن فيه أيضا جانبا من التوجه إلى الله عز وجل، لعدم وجود شيء في البين.. أما المبتلى فدعاؤه لرفع البلاء، لا لأجل أن يتقرب إلى الله عز وجل.. ولهذا فالدعاء قبل مجيء البلاء أقرب للإخلاص.. وكذلك فإن في الحالة الأولى تقول: الملائكة هذا صوت كنا نسمعه في الشدة والرخاء.. ولهذا عندما يدعو المؤمن في حال الشدة، لا يعيش حالة من الخجل والاستحياء، لأن هذا هو ديدنه.. فهو ليس عبدا انتفاعيا، لا يدعو ربه إلا في الشدائد.

{فظن أن لن نقدر عليه}.. أي لن نضيّق عليه.. اعتقد بأن هذا الخروج من دون أمر الله عز وجل، لا يسلزم عقوبة وضيقا.

{فنادى في الظلمات}.. وهي ظلمات ثلاث متراكبة: جوف البحر، وجوف الحوت، وظلمة الليل.. وهذا الابتلاء نتيجة لما ارتكبه من خلاف الأولى.. فالبلاء سريع على الأنبياء، وكذلك على المؤمنين.

{أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}.. فهذا أدب النبي، فقد أقر أولا بوحدانية الله تعالى، وأنه هو المالك والمتصرف.. ثم اعترف بذنبه فقال: {إني كنت من الظالمين}.. أي ظلمت نفسي بما فعلت.. فلم يدعُ، وإن كان يفهم من كلامه الدعاء.. ولكنه تكلم بأدب مع الله عز وجل، أي علمك بحالي يغنيك عن سؤالي.. فأنت الواحد الأحد، وأنا العبد الظالم، فافعل ما شئت بعبدك.. ولهذا هناك صلاة معروفة يقوم بها الإنسان عند الشدائد، وهي لعلها أربع ركعات أو ركعتين: يسجد ويقول في سجوده مرات عديدة: ما شاء الله.. أي يا رب!.. فوّضت الأمر إليك، ليس لي حول ولا قوة، فأنا مشغول بهمي، وأنت ما شئت يكون، وما لم تشأ لم يكن.. والنتيجة أن نبي الله يونس (ع) فوّض أمره إلى الله عز وجل.

{فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين}.. وهنا بيت القصيد، أي أن هذا الأسلوب في الانقطاع إلى الله عز وجل ينفع المؤمنين دائما.. وهذه المعاملة لم تكن معاملة خاصة ليونس.. بل هي معاملة يعاملها الله عز وجل لكل مؤمن ينقطع انقطاع يونس.. فإن كان يونس في ظلمات البحر، والحوت، والليل، فنحن في ظلمات المعاصي، وكلنا يعيش هذه الظلمات.. لأن كل معصية هي ابتعاد عن النور، وغوص في ظلمات البحر.. فالإنسان كلما غاص في البحر، قلّ النور، وزادت الظلمة، وكلما ابتعد عن الشمس زادت الظلمة.. وكذلك المؤمن كلما ابتعد عن مصادر النور، وكلما أذنب ذنبا اقترب من الظلمة درجة، إلى حد يصل كما يعبر القرآن الكريم: {إذا أخرج يده لم يكد يراها}.. عندئذ يتخبط الإنسان في الظلام الدامس، فلا يعلم يمينه من شماله.. لهذا علينا أن لا نستغرب، عندما يقوم بعض الناس بأعمال لا يقرها العقل والذوق ولا الفطرة.. لأن هذا الإنسان لا يرى سبيلا في الحياة.. وهي نقطة خطيرة جدا.

ولذلك فإن العلماء ينصحون بقراءة هذه الآية في السجود، وأن يعيش الإنسان الحالة اليونسية: حالة الطرد، والابتعاد، والغضب الإلهي.. ويعيش دائما هذه الاحتمالية، أنه إنسان قد غضب عليه، فمن منا يملك صك الرضا عنه؟.. تلك النفوس المطمئنة نفوس قليلة في عالم الوجود، كنفس الحسين (ع)، {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية}.. أما نفوسنا نحن، فهي نفوس أمارة أو لوامة.. لذا على المؤمن أن يتخذ ساعة من ليل أو نهار، فيتشبه بنبي الله يونس (ع) يسجد ويقرأ الآية.. ويكفي أن يقولها مرة واحدة، ولكن بانقطاع شديد إلى الله عز وجل.. والله لا يخلف وعده { وكذلك ننجي المؤمنين}.

من كلام للشيج الجليل حبيب الكاظمي

إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc