اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
زحف الاربعين
طال سباتهم كثيراً خلال فترات الحكومات السابقة، كأنما نسوا ما كانوا فيه، وظن أنهم لن يفيقوا أبداً. ولكن ها هم يخرجون من تحت الركام، كجمر ظن انه أخمد. وما إن يرفع الرماد من فوقه، حتى يعود احمراً يشتعل – ولهباً يتلضى. وكخروج الأموات من قبورهم، ليوم الحشر وبهتت السؤال. هؤلاء هم شيعة العراق قد نزحوا من مناطقهم المختلفة والبعيدة بالملايين، ليوفوا بوعدهم الذي ضربوه على أنفسهم منذ القدم. كما سأل أحد أنصار إبن محمد إبن عبدالله (ص)، عندما نزع درعه وراح يقاتل حاسرا، هل جننت؟! فرد عليهم مستميتاً: إن حب الحسين أجنني!
تعاهدوا وهاهم يلتقون من جديد، عند قبة الحسين في أربعينيته. جاءوا مشياً على الأقدام، وقدموا دون ملابس، ما عدا ما يستر أجسامهم. رحلوا من مناطقهم، وكان زادهم حب أبي عبدالله (ع). غادروا تاركين، أعمالهم ومصالحهم. فعلوا ذلك لعلمهم اليقيني، أن من قدموا عليه كريم ابن كريم. كما ترحل بعض انواع من الاسماك خلافاً للطبيعة، معاكسة التيرات المائية، لتضع بيضها ثم تموت. وهكذا تفعل ذريتها من بعدها، حتى قيام الساعة.
وكذا لحق بهم من يحاول منافستهم في العز والشرف، من جميع أقطار العالم. بعد أن طال بهم الشوق إلى محبوب رسول الله (ص)، وبعد أن حرموا الوصول إليه، لأسباب قهرية واستعبادية. هؤلاء هم الشيعة، من كل مكان. كما لحق انصار الحسين (ع) به، دون أن يخافوا أو يهابوا، اضطهاد وتجبر ابن زياد عليه اللعنة.
واصطف على جنبات الطرقات، وعلى طول المسافات الموالون. اصطفوا للاعتناء بالزوار، يمدونهم بالطعام – والشراب - والمأوى. دون أن يتوقعون منهم، مردوداً مادياً، ولا كلمة شكر. رغم ضعفهم المادي وقلة الايرادات، وقلة المعونات والمساعدات. لم تخيفهم التفجيرات، ولا العبوات الناسفة. بل زادتهم عناداً واصراراً. وهكذا كان البعض من الموالين، متمركزين على الطرقات الخارجية، انتظاراً لمعنونة واسعاف من يريد اللتحاق بشهيد كربلاء (ع).
وهاهم الشيعة الذين لم يتوفقوا، للوصول إلى ضريح الحسين ، في اصقاع الدنيا، ينزحون من جديد نحو الحسينيات. منسلخين مما انغمسوا فيه، من زينة الحياة الدنيا وملذاتها، منذ نهاية عشرة عاشوراء. ومع صبيحة التاسع عشر من صفر، نفضوا عنهم تراب وغبار تلك الحياة، وتجهوا لتجديد الوعد وتوثيق العهد. مثلهم في ذلك مثل من لم يستطع اللحاق بركب ابوالسجاد (ع)، وجاء إلى كربلاء بعد الواقعة لينقل الفاجعة إلى الاجيال بعد ذلك.
ورغم القمع والاضطهاد، ومصيبة أهل البيت (ع) الفضيعة. كان هناك الصحابي الجليل جابر بن عبدالله الأنصاري. جاء للقاء عترة رسول الله وسلم، وهي قافلة من الشام، عائدة من عند يزيد الخزي والعار. جاء رغم كونه أعمى، لا يبصر طريقه، يتحسس القبر بأنفه ويديه. ولم يوقف الشيعة العلوية، اضطهاد بني العباس لهم. لقد كانوا يواصلون زيارة سيد شباب أهل الجنة (ع)، رغم القتل - وقطع الأيدي - وتسبيل العيون، الذي اعمله المتوكل العباسي فيهم.
و ها هو العالم بأسره يستفيق، ليسمع وليرى. وتصله أخبار تلك المسيرات المليونية، يستقبلها عبر الفضائيات يومياً، إرغاماً لأنوف الطغاة والإرهابيين. الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم. ولكن الله يريد أن يمن على الذين استضعفوا ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين. فالسلام عليك يا ابا عبدالله، حين ولدت - وحين قتلت - وحين تبعث حيا. وطبت حيا وطبت ميتا.
بقلم: حسين نوح مشامع
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
موضوع راااائع
وفقكم الله وزادكم في خدمة آل محمد صلوات الله عليهم
شعاع المقامات.
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
آجركم الله تعالى على هذا الموضوع
توقيع الروح المجرد
---------------------------
قال رسول الله (ص): لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه; الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله, أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره, فما أصبرهم على النار.