اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
من المسئول عن تخلفنا؟ -2
عبدالهادي طالب جامعي، أمامه سنتان ليحصل على شهادة البكلريوس، في هندسة الآلات الدقيقة. تخصصه يشمل برمجة الحاسب الآلي وأجهزة المراقبة، بالإضافة إلى صيانتها. تخصص له صيته وسمعته، للإقبال الذي يحظى به السوق التجارية.
بهذا يكون له مستقبل زاهر، ووظيفة مرموقة، وراتب مجزي. كما يعتبره أصحابه خيبر فنيا، في إخراج الفيديو كلب والأفلام والصوتيات القصيرة.
مشكلته لا تكمن في تخصصه ذي المستقبل الزاهر، ولا وظيفته المرموقة، ولا راتبه الوفير. ولا في عمليات الإخراج، الذي يقوم به كعمل اجتماعي لوجه الله تعالى، ودون أن يأخذ عليها أجرا.
ولكن في عقليته التي قاربت صلاحيتها على نهايتها، أو هو من ينوي أرغمها على التقاعد. ووضعها في احد متحف الآثار، لتصبح من المقتنيات القديمة، التي نبكي على فقدها. رغم كونه صغير السن، وخلو دنياه من أي مسؤولية، شخصية أو مادية.
كل ما يتمناه، إنهاء الدراسة، واستلام والوظيفة، وامتلاك البيت الواسع والأنيق، وركوب السيارة الفارهة، والاقتران بالزوجة التي يعيش معها بقية عمره. معايشة واقعية لفلم أمريكي، عن مواطن حقق أقصى أمنياته في الحياة.
بتعبير آخر يعود عقله المتفتح، ونفسيته المقبلة على الحياة، كيوم ولدته أمه، لا يعلم من بعد علم شيئا. أو إلى الضمور والاختفاء تحت طبقات الأرض، كعضو ميت. والأفول والانكماش، كشمس استهلكت مقوماتها الحياتية.
مع إمكانية حصوله على الماجستير، وقدرته على التقدم للدكتوراه، وفي وسعه حضور دورات تدريبية. يزيد بها ثقافته، ويوسع بعدها مداركه، ويعمق حينها تخصصه.
وبدل من أن يكون معاونا لأحدهم، يحاول اكتساب الخبرة والمعرفة منه. يكون هو الخبير، وتحته يعمل العديد من الأشخاص، ينظرون إليه كعلم في رأسه نار.
بقلم: حسين نوح مشامع