اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
فدك وحولها
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً } سورةالإسراء 26
روى أحمد ابن حنبل في مسنده والذهبي في ميزان الإعتدال والمتقي الهندي في كنز العمال والسيوطي في الدر المنثور والهيثمي في مجمعه والطبراني وابن أبي الحديد وغيرهم عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري وغيره من الصحابة أن النبي لما نزلت هذه الآية فآتي ذا القربى حقه دعا النبي فاطمة الزهراء فأعطاها فدك وفدك قرية بخيبر فيها عين ماء ونخل قد أفاء الله بها على نبيه وقد كان مخيريق أحد بني النظير حَبراً عالماَ قد آمن بالنبي فجعل ما له لرسول الله وأملاكه هي البساتين السبع المعروفة الدلال وبرقة وصافية والمثيب ومشربة أم إبراهيم والأعواف وحسنة فأوقف النبي هذه الأموال على خصوص فاطمة وكان يأخذ منها لأضيافه وحوائجه إضافة لخمس خيبر الذي كان للنبي وقد أعطاه لفاطمة فلما استشهد النبي واغتصبت الخلافة أرسل أبو بكر بعد عشرة أيام إلى وكيل فاطمة في فدك فأخرجه منها ثم استولى عليها وعلى جميع ميراث فاطمة من البساتين السبع وخمس النبي في خيبر وغيره وقد منعها هذا الحق والميراث لعدة أسباب منها إستمرار لمسيرة الظلم والقهر والغصب ومنها منع المدد المالي والمادي الذي من خلاله يستطيع أهل البيت أن يزدادوا قوة فيشكلوا موقف أقوى من خلال هذه الطاقات المادية ومنها والأهم أنه إذا أخذت فاطمة حقها من رسول الله وصدقت على ما ادعته فإنه مضطر ليصدقها إذا بينت حق علي بخلافته من رسول الله وغيره الكثير من الأسباب الواضحة الجلية فجاءت فاطمة لما منعت إلى أبي بكر تطالب بفدك والخمس والفيئ قال هاتي بينة يا بنت رسول الله فاحتجت بالآيات وقالت قد صدقتم جابر بن عبد الله الأنصاري وجرير ابن عبد الله ولم تسألوهما البينة وبينتي في كتاب الله ولكنه أصر على الشهود فبعثت فاطمة إلى علي والحسن والحسين وأم أيمن وأسماء بنت عميس التي كانت آنذاك زوجة أبي بكر وقد طلقها فيما بعد لسبب شهادتها بحق فاطمة فشهدوا لفاطمة بجميع ما قالت فقالوا لها أما علي فزوجكِ وأما الحسن والحسين فابناكِ وأما أم أيمن فمولاتك أي خادمة عندكِ وأما أسماء بنت عميس فكانت تحت جناح جعفر بن أبي طالب زوجته فهي تشهد لبني هاشم فقال علي أمير المؤمنين أما فاطمة فهي بضعة من رسول الله ومن آذاها فقد آذى رسول الله ومن كذبها فقد كذب رسول الله وأما الحسن والحسين فابنا رسول الله وسيدا شباب أهل الجنة فمن كذبهما فقد كذب رسول الله وأما أنا فقد قال النبي يا علي أنت مني وأنا منك وأنت أخي في الدنيا والآخرة والراد عليك كالراد علي فمن أطاعك فقد أطاعني ومن عصاك فقد عصاني أما أم أيمن فقد شهد رسول الله لها بالجنة ودعا لأسماء بنت عميس وذريتها ثم قال علي يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله بالمسلمين قال لا قال علي فإن كان في يد المسلمين شيئ يملكونه ثم ادعيت أنا فيه فمن تسأل البينة قال إياك أسألك البينة فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يدها وقد ملكته في حياة رسول الله وبعده ولم تسأل المسلمين على ما ادعوها شهودا كما سألتني على ما ادعيت عليهم فسكت أبو بكر فقال عمر يا علي دعنا من كلامك فإنا لا نقوى على حجتك إن أتيت بشهود عدول وإلا فهو فئ للمسلمين لا حق لك ولا لفاطمة فيه فقال علي يا أبا بكر تقرأ كتاب الله قال نعم فقال علي أخبرني عن قول الله عز وجل
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } سورة الأحزاب 33
فيمن نزلت فينا أم في غيرنا قال بل فيكم قال علي فلو أن شهوداً شهدوا على فاطمة بنت رسول الله بفاحشة ما كنت صانعاً بها قال أبو بكر ((( أقيم عليها الحد كما أقيمه على نساء المسلمين ))) (1)
قال علي إذاً كنت عند الله من الكافرين قال ولما قال علي لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها كما رددت حكم الله وحكم رسوله أن جعل لها فدكاً قد قبضتها في حياته ثم قبلت شهادة إعرابي بائل على عقبيه عليها وهذا الشاهد الذي جاء به أبو بكر فقال سمعت رسول الله يقول نحن معاشر الأنبياء لا نورث مالاً ولا عقارا بل نورث الحكمة والعلم وأخذت منها فدك وزعمت أنه فيء للمسلمين وقد قال رسول الله البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه فرددت قول رسول الله البينة على من ادعى واليمين على من ادعي عليه فدمدم الناس وأنكروا ونظر بعضهم إلى بعض وقالوا صدق والله علي ابن أبي طالب .
فرجع أمير المؤمنين علي إلى منزله فخطبت فاطمة خطبتها في سلبها فدك وروى هذه الخطبة الكثير منهم المسعودي في مروج الذهب وأحمد ابن أبي طاهر في بلاغات النساء وابن أبي الحديد في شرح النهج والصدوق والمرتضى وابن طاووس وغيرهم
أما ما جاءت به الأخبار التي ترويها كتب السنة وكتب الشيعة والإحتجاجات فيها كافية ووافية
لكن في منظور خاص ومن خلال ما في الإعتقاد الشخصي المستقى من وحي هذه وتلك من وجهة نظري رداً في تفسير حديث أبو بكر حيث يقول نحن معاشر الأنبياء لا نورث مالا ولا عقارا بل نورث العلم والحكمة وما لنا فهو صدقة للمسلمين
لو سلمنا بهذا الحديث أما حاجة السيدة الزهراء الدنيوية فهي حتماً محسومة البت والأمر ما كانت لتنظر إلى الدنيا طرفة عين وأما مطالبتها في فدك وإنما جاء من واجهة حق وهذه الأرض تمثل أرض دولة الإسلام ودولة الخلافة التي ستبنى عليها وتنتشر لتطال العالم نظراً لاتساع رقعة فدك بحيث تروي الأخبار أنها أرض كبيرة خلاف ما تم ذكره آنفاً على بعض ما يروى وأما لو سكتت الزهراء عن فدك فسيأتي أبو بكر ويستولي على الخلافة ويقول سمعت أباك كما حصل أما من الناحية الإقتصادية ففدك بمقامها ومكانها وعطاءاتها تمثل مداً وفيراً لتشييد دولة الإسلام واتساع بقاعها لما كانت تدر من الخيرات وكله من حق فاطمة ولكن كله كان يصرف في سبيل الإسلام والكلام والآيات واضحة وبارزة عن حياة بيت الوحي والتنزيل وكرمهم وعطائهم ثم إن ما نظر له أبو بكر وعمر هو الإستيلاء على هذا المد الوفير تضييقاً على إقتصاد ومادية ما كان يؤتى للبيت العلوي الطاهر فيمنعهم هذا المد مضيقاً الخناق ليسهل له السيطرة التامة والنفوذ الأوسع مالياً وإقتصادياً ، أما فيما يروي القرآن الكريم ويتحدد من خلال آياته الشريفة ينافي ما جاء به أبو بكر من تلفيق وتزييف فالقرآن شرع الميراث للذكور والإناث وورث سليمان داوود ويحي ورث زكريا أما إن كانت خصوصية للنبي محمد عن سائر الأنبياء فلماذا لم يوردها الكتاب المقدس وينبئ به الرسول لعامة الناس فلماذا أسرها لأبي بكر وأخفاها عن فاطمة وعلي وسائر المسلمين .
فلو صدقنا كذلك في أن المال والعقار صدقة فإنه يتابع الحديث قائلا بل نورث العلم والحكمة فبهذا إن فاطمة وعلي وأولادهما ورثة هذا العلم والحكمة وكما يفسر العامة من أهل السنة وورث سليمان داوود أي النبوة وكذالك يحي فلو سلمنا بهذا التفسير أليس أولى بحكم المسلمين وخلافة الله فيهم أهل بيت النبي وهو علي من أبو بكر وعمر وعثمان بمضمون وتفسير وتنظير حديث أبو بكر المكذوب ، أما قال بل نورث العلم والحكمة فإن كان علي وارث هذا العلم والحكمة لماذا نازعاه الخلافة واستسلباها وهي من حقه بصراحة تعبير أبو بكر إن هذا الحديث يدين أبو بكر ومن جاء معه من كل متجه ومعترك وهو بالتالي أخذ ما لا يستحق وأفتى فيما ليس له فيه حق ثم إن كان ما للنبي من ميراث لا يقسم بل يوزع صدقة على المسلمين لماذا عائشة زوجة النبي أخذت حصتها من الميراث وهو بيتها أي حجرتها وكل زوجة من زوجات النبي أخذت نصيبها وقسمتها من الإرث فأين قسمة فاطمة وعلي والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وأين قسمة عمومة النبي وأولادهم فلكل له حق في الميراث نسبة لما استحقت عائشة منه فهل يمكن التصديق والقول أو الجزم أن عائشة سلمت حصتها من بيتها فهل كانت بيوت النبي كافية لأن تقسم بالقسط والتساوي حتى تأخذ عائشة تلك الحصة الوافرة فتدفن فيها أباها وعمر بعد موتهما ثم تمنع دفن الحسن سبط رسول الله إزاء جده ؟ ...
(1) لماذا قال أبو أبكر أقيم عليها الحد كما أقيمه على سائر نساء المسلمين ؟
هذا ما رواه الطبري - ولما زنى خالد بن الوليد بامرأة مالك بن نويرة بعد أن قتله لأنه قال كلمة حق وامتنع من أن يؤدي الزكاة إلى غير مستحقيها قتله خالد وكان مالك صحابي جليل ، ثم تزوج بزوجته لليلتها وكانت في عدة وفاة زوجها فكان اغتصابا
فورد الخبر لأبي بكر وعمر فاشرأب عنق عمر وكانت بينه وخالد شحناء وتوتر فقال سيف خالد في رهق يعني يجب أن يقام عليه الحد فأبى أبو بكر وقال : سيف الله لا يقام عليه الحد | عجيب خالد لا يقام عليه الحد بينما فاطمة يقام عليها الحد
هل هذا دين محمد ؟
نكتة في فدك
----------------
حكاية لطيفة : قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة : دخلت على علي بن الفارقي مدرس المدرسة الغربية ببغداد ، فقلت له : أكانت فاطمة صادقة ؟ قال : نعم ، قلت : فلم لا يدفع إليها أبو بكر فدك وهي عنده صادقة ؟ فتبسم ، ثم قال كلاما لطيفا مستحسنا مع ناموسه وتذممه وقلة دعابته ، قال : لو أعطاها اليوم فدك بمجرد دعواها ، لجاءت إليه غدا وادعت لزوجها الخلافة ، وزحزحته عن مقامه ، ولم يمكنه الاعتذار والمدافعة بشئ ، لأنه يكون قد أسجل على نفسه أنها صادقة فيما تدعي كائنا ما كان من غير حاجة إلى بينة وشهود ، هذا كلام صحيح وإن كان أخرجه مخرج الدعابة والهزل . انظر أيها اللبيب إلى هذين الرجلين كيف أنطقهما الله بالحق ، وشهدا بظلم امامهما تسخيرا من الله سبحانه ، ولا يخفى أن غصب الشيخين حق فاطمة وايذائهما لها في منع الإرث ، واحضار النار لاحراق الدار عليها وعلى من فيها ...
______________________________
هذا والحمد لله رب العالمين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين ...
خادم الزهراء
إبراهيم قبلان العاملي
توقيع خادم الزهراء المظلومة
يا دماء فاطمة ثوري واطلبي الثار
واستنهضي منتظراً طال له انتظار
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
وصية السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله في الاموال المغصوبة : عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر ( ) : ( ألا أُحدّثك بوصية فاطمة ( ) ؟ قلت : بلى ، فأخرج حقّاً أو سفطاً ، فأخرج منه كتاباً فقرأه : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصت به فاطمة بنت محمّد ( ) ، أوصت بحوائطها السبعة بالعواف و الدلال و البرقة و المبيت و الميثب و الحسنى و الصافية و مال أُمّ إبراهيم ، إلى علي بن أبي طالب ، فإن مضى علي فإلى الحسن ، فإن مضى الحسن فإلى الحسين ، فإن مضى الحسين فإلى الأكبر من ولدي ، تشهد الله على ذلك ، و المقداد بن الأسود ، و الزبير بن العوام ، و كتب علي بن أبي طالب ( )) .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اموالها وصدقاتها سلام الله عليها
كانت لها سلام الله عليها سبعة بساتين أنحلها وأعطاها رسول الله بأمر من الله عز وجل كما يأتي إن شاء الله، وتسمى هذه البساتين بحوائط السبعة والعوالي.
قال العلامة الطريحي في (مجمع البحرين): كان لفاطمة سلام الله عليها سبعة حوائط، منها العواف ـ بالعين المهملة والفاء ـ والمثيب (كمنبر) بالثاء المثلثة والباء الموحدة بعد الياء المثناة التحتانية، والحسنى، ومال أم إبراهيم . والحائط: الجدار، والبستان من النخيل إذا كان عليه حائطاً(1).
وقال أيضاً: والعوالي وهي قرى بأعلى أراضي المدينة، وأدناها من المدينة على أربعة أميال، وأبعدها من جهة نجد ثمانية أميال، والنسبة إليها علوي على غير القياس. وفي (المغرب) نقلاً عنه: العوالي موضع على نصف فرسخ من المدينة(2).
وهذه الأموال والبساتين كانت لمخيريق اليهودي، فآمن برسول الله وقاتل معه وقتل، فلما حضرته الوفاة قال: أموالي إلى رسول الله يضعها حيث شاء.
قال العلامة السمهودي الشافعي: قال المجد: قال الواقدي: كان مخيريق أحد بني النضير حبراً عالماً، فآمن بالنبي وسلم وجعل ماله وهو سبع حوائط لرسول الله .
عن محمد بن كعب: إن صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أموالاً لمخيريق اليهودي، فلما كان يوم أحد قال لليهود: ألا تنصرون محمداً صلى الله عليه وسلم؟ فو الله إنكم لتعلمون أن نصرته حق، قالوا: اليوم السبت، قال: فلا سبت لكم، وأخذ سيفه فمضى مع النبي صلى الله عليه وسلم فقاتل حتى أثبتته الجراح، فلما حضرته الوفاة قال: أموالي إلى محمد يضعها حيث يشاء.
وفيه أيضاً: قال عبد الحميد: وكان ذا مال كثير، فهي عامة صدقات النبي صلى الله عليه وسلم. قال: وقال رسول الله : مخيريق خير اليهود.
وفيه أيضاً: وهذه الصدقات مما طلبته فاطمة رضي الله عنها من أبي بكر، وكذلك سهمه صلى الله عليه وسلم بخيبر وفدك.
وفيه أيضاً: وروى ابن شبة فيما جاء في صدقات النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن شهاب: أن تلك الصدقات كانت أموالاً لمخيريق كما سيأتي، وعد منها مشربة أم إبراهيم... وإنما سميت مشربة أم إبراهيم لأن أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم ولدته فيها، وتعلقت حين ضربها المخاض بخشبة من خشب تلك المشربة، فتلك الخشبة اليوم معروفة... قلت: قال في (الصحاح): المشربة بالكسر، (أي بكسر الميم): إناء يشرب فيه، والمشربة بالفتح: الغرفة، وكذلك المشربة بضم الراء. والمشارب العلالي. وليس في كلامه إطلاق ذلك على البستان، والظاهر أنها كانت علية في ذلك البستان وهو أحد صدقات النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الذي يناسب ما تقدم من رواية ابن شبة في سبب تسميتها بذلك.
وقال ابن عبد البر في (الاستيعاب): ذكر الزبير أن مارية ولدت إبراهيم بالعالية في المال الذي يقال له اليوم: مشربة أم إبراهيم بالقف. وروت عمرة عن عائشة حديثاً فيه ذكر غيرتها من مارية وأنها كانت جميلة، قالت: وأعجب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيت لحارثة بن النعمان، وكانت جارتنا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة النهار والليل عندها حتى قذعنا لها ـ والقذع: الشتم ـ فحولها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد، ثم رزقها الله الولد وحرمناه منه(3). وقال المحدث القمي (ره): إن حوائط فدك كانت خالصة لرسول الله وأعطتها فاطمة صلوات الله عليها بأمر من الله تعالى... طويت لرسول الله الأرض حتى انتهى إلى فدك وأخذ جبرائيل مفاتيح فدك وفتح أبواب مدينتها ودار النبي في بيوتها وقراها، وقال جبرائيل: هذا ما خصك الله به وأعطاكه، وقال النبي لفاطمة صلوات الله عليها: قد كان لأمك خديجة على أبيك محمد مهر، وإن أباك قد جعلها ـ أي فدك ـ لك بذلك وأنحلتكها تكون لك ولولدك بعدك، وكتب كتاب النحلة علي في أديم، وشهد على ذلك وأم أيمن ومولى لرسول الله ...
قال السيد ابن طاووس في (كشف المحجة) فيما أوصى إلى ابنه: قد وهب جدك محمد أمك فاطمة فدكاً والعوالي، وكان دخلها ـ في رواية الشيخ عبد الله بن حماد الأنصاري ـ أربعة وعشرين ألف دينار في كل سنة، وفي رواية غيره: سبعين ألف دينار(4).
وعن الباقر : فلما فرغ رسول الله من خيبر عقد لواء، ثم قال: من يقوم إليه فيأخذه بحقه؟ وهو يريد أن يبعث به إلى حوائط فدك، فقام الزبير إليه فقال: أنا، فقال: أمط عنه. ثم قام إليه سعد، فقال: أمط عنه، ثم قال: يا علي قم إليه فخذه، فأخذه فبعث به إلى فدك، فصالحهم على أن يحقن دماءهم، فكانت حوائط فدك لرسول الله خاصاً خالصاً، فنزل جبرائيل فقال: إن الله عز وجل يأمرك أن تؤتي ذا القربى حقه؟ قال: يا جبرائيل ومن قرباي؟ وما حقها؟ قال: فاطمة، فأعطها حوائط فدك وما لله ولرسوله فيها، فدعا رسول الله فاطمة وكتب لها كتاباً جاءت به بعد موت أبيها إلى أبي بكر وقالت: هذا كتاب رسول الله لي ولابني(5).
عن زيد بن علي قال: أخبرني عن الحسن بن علي عليهما السلام قال: هذه وصية فاطمة بنت محمد أوصت بحق أرطها السبع: العواف والدلال والبرقة والمبيت(6) والحسنى والصافية وما لأم إبراهيم، إلى علي بن أبي طالب ، فإن مضى علي فإلى الحسن بن علي عليهما السلام، وإلى أخيه الحسين صلوات الله عليه وإلى الأكبر فالأكبر من ولد رسول الله .
ثم إني أوصيك في نفسي وهي أحب الأنفس إلي بعد رسول الله ، إذا أنا مت فغسلني بيدك وحنطني وكفني وادفني ليلاً، ولا يشهدني فلان وفلان، ولا زيادة عندك في وصيتي إليك، واستودعتك الله تعالى حتى ألقاك، جمع الله بيني وبينك في داره وقرب جواره. وكتب ذلك علي بيده(7).
عن أبي بصير ـ يعني المرادي ـ قال: قال أبو جعفر : ألا أحدثك بوصية فاطمة ؟ قلت: بلى، فأخرج حقاً أو سفطاً، فأخرج منه كتاباً فقرأه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصت به فاطمة بنت محمد ، أوصت بحوائطها السبعة بالعواف والدلال والبرقة والمبيت (والميثب خ ـ ل يه) والحسنى والصافية ومال أم إبراهيم إلى علي بن أبي طالب، فإن مضى علي فإلى الحسن، فإن مضى الحسن فإلى الحسين، فإن مضى الحسين فإلى الأكبر من ولدي، تشهد الله على ذلك، والمقداد بن الأسود، والزبير بن العوام. وكتب علي بن أبي طالب .
ورواه الصدوق أيضاً بإسناده عن عاصم بن حميد، ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد نحوه، ورواه أيضاً عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عاصم بن حميد مثله، ولم يذكر حقاً ولا سفطاً، وقال: (إلى الأكبر من ولدي دون ولدك). ورواه أيضاً عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير نحوه إلا أنه أخر ذكر أسماء الحوائط عن ذكر الأولاد(8).
1 - المصدر: باب حوط وعلى.
2 - المصدر: باب حوط وعلى.
3 - وفاء الوفاء: ج3، ص990 ـ996 ـ و825 ـ826.
4 - سفينة البحر: ج2، ص350 ـ351.
5 - البحار: ج21، ص22 ـ23.
6 - الظاهر هو (المثيب) كمنبر بالثاء المثلثة والباء الموحدة بعد الياء المثناة التحتانية، كما تقدم عن (مجمع البحرين).