اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
قل فلله الحجة البالغة
================
... مما ينقل كان المأمون يجلس في ديوان المظالم يوم الاثنين ويوم الخميس، ويجلس الإمام الرضا() الى جانبه الأيمن، فرُفع إليه أن صوفياً من أهل الكوفة سرق، فأمر بإحضاره فرأى عليه سيماء الخير فقال: سوءاً لهذه الآثار الجميلة بهذا الفعل القبيح، فقال الرجل : فعلت ذلك اضطراراً لا اختياراً، وقد منعت من الخمس والغنائم، فمنعتني حقي وأنا مسكين وابن السبيل وأنا من حملة القرآن .
فقال المأمون: لا أعطل حداً من حدود الله وحكماً من أحكامه في السارق من أجل أساطيرك هذه .
قال: فابدأ أوّلاً بنفسك فطهرها ثم طهّر غيرك، وأقم حدود الله عليها ثم على غيرك .
فالتفت المأمون الى الإمام () فقال: ما تقول ؟
فقال (): « إنه يقول سرقتَ فسرق » .
فغضب المأمون ثم قال : والله لأقطعنك .
قال الرجل : أتقطعني وأنت عبد لي؟
أليست أمك اشتريت من مال الفيء، فأنت عبد لمن في المشرق والمغرب من المسلمين حتى يعتقوك وأنا منهم وما أعتقتك، والاُخرى أن النجس لا يطهر نجساً إنّما يطهره طاهر، ومن في جنبه حدّ لا يقيم الحدود على غيره حتى يبدأ بنفسه ...
فالتفت المأمون الى الإمام () فقال: ما تقول ؟
قال (): « إن الله عز وجل قال لنبيّه: (قل فلله الحجة البالغة) وهي التي تبلغ الجاهل فيعلمها بجهله كما يعلمها العالم بعلمه، والدنيا والآخرة قائمتان بالحجة وقد احتج الرجل » .
فأمر المأمون بإطلاق الرجل الصوفي .
توقيع خادم الزهراء المظلومة
يا دماء فاطمة ثوري واطلبي الثار
واستنهضي منتظراً طال له انتظار