اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اسباب تشتت افراد المجتمع -2
التفكير الجمعي
لا احد اليوم يستطيع ان يتعامى او يتغافل، عن ما وصل اليه مجتمعنا من التفكك الاسري. بحيث اكتفى كل منا بعائلته الصغيرة، وأصبح همه وغايته الاهتمام بنواة المجتمع الاولى.
ابتعد عن اسرته الكبيرة بما فيهم والديه، وابتعد عن مجتمعه الواسع محتجا بالابتعاد عن المشاكل. وفقد حس الانتساب الى اسرته الكبيرة، ومن ثم الى المجتمع الذي يلفه من كل جانب. فهل هناك من طريق لإصلاح ما تكسر، وتجميع ما تفتت؟
يقول الباحثون الاجتماعيون ليست هناك وصفات طبية ولا عصى سحرية، لحل المشكلة. وما هو إلا ارادة الانسان وصدق نيته، في الوصول الى حل. وهذا هو اول طريق. لان الله لا يغير ما بقوم، حتى يغيروا ما بأنفسهم. ولن تنزل الملائكة من العالم العلوي لتحل مشاكلنا، ولو انزله الله ملكا لأنزله رجلا ولا ألبس عليه مما نلبس.
فالمطلوب وجود منا امة يدعون الى الخير، وبه يعملون. لا يتوانون عن بذل التضحية في سبيل هذا الدور، وتحمل تبعاته. فليس التحمل مجرد اخذ زمام المبادرة، بل الاستعداد للتبعات المادية والمعنوية. وتوطين النفس على تحمل الأذى الذي قد يترتب على هكذا مبادرة.
قد يتساءل البعض ما هي التبعات المادية التي تترتب على هكذا مشروع؟
فهل نتوقع ان ندعو الناس الى بيوتنا والى محافلنا، ونرجعهم خمص البطون من الجوع، ذبل الشفاه من اثر العطش. وتوطين النفس لسماع الرد القاسي، واستقبال الكلام جارح، والتوقع ان نرد مرة واثنتان وثلاث. فنعزم المضي كما تصر النملة على الوصول لهدفها مهما ثقل حملها، وتعاود الكرة بعد الاخرى مهما علا جحرها.
بقلم: حسين نوح مشامع