|
نائب المدير العام
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان">
ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
مراتب الإيمان في القرآن
بتاريخ : 21-Mar-2012 الساعة : 12:25 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مراتب الإيمان في القرآن
إنّ المرء يتلفّظ بالشهادتين لدخوله في الإسلام ظاهراً، سواء وافقه القلب، أم خالفه، قال تعالى:
﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾
1- ثمّ تأتي المرتبة الأولى من مراتب الإيمان وهي الإذعان القلبيّ الإجماليّ بمضمون الشهادتين. وهذا يجعل من الإنسان ملتزماً غالباً بالفروع, وإن كان لم يسلِّم قلباً لبعضها تسليماً تفصيلياً. ويعقب هذه المرتبة الدرجةُ الثانية للإيمان وهي:
2-التسليم والانقياد القلبيّ لجلّ الاعتقادات الحقّة التفصيلية وما يتبعها من الأعمال الصالحة, يقول تعالى:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾.
وهؤلاء قد يحصل منهم التجاوز في بعض الموارد وإن قلّت..
3- ثمّ إنّ النفس إذا وصلت إلى هذه المرتبة من الإيمان واستقرّت عليها تخلّقَت بكلّ الأخلاق الفاضلة وسيطرت على القوى الخيالية والغضبية والشهوية, وحصلت لها ملكات: العدالة, والعفّة، والشجاعة، والحكمة، وأصبح حال الإنسان مع ربّه حال العبد المملوك مع مولاه, فكلّه انقياد للأوامر والنواهي الإلهية, ولا محلّ في نفسه وقلبه للاعتراض والسخط على قضاء الله تعالى وقدره وأحكامه سواء في التكوين أم التشريع:
﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمً﴾.
﴿إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
فإذا تمحّض العبد بالعبودية ونالته جذبة إلهيّة ومَنّ الله تعالى عليه بحقيقة كونه عبداً وانتقش ذلك في نفسه، فإنّه سيشهد ويذعن ويقرّ بأنّ المُلكَ للهِ وحده, ومايملكه غيره ملكاً ظاهراً هو تخويلٌ منه تعالى وليس ملكاً حقيقياً، فلا مالك على التحقيق سواه ﴿وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ﴾ عندها سيصل إلى مرتبة أولياء الله المستجمعة لكلّ المقامات المعنوية العرفانية والأفعال.
ومن قصص اليقين الّتي تروى قصّة معبّرة تشير إلى مدى تأثير اليقين على الإنسان وأنّ اليقين ليس كلمة على اللسان، بل له علامات وآثار، فليس كلّ من ادّعى اليقين هو من أصحابه.
عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله يقول:
"إنّ رسول الله وسلم صلّى بالناس الصبح فنظر إلى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوي برأسه مصفرّاً لونه، قد نحف جسمه، وغارت عيناه في رأسه، فقال له رسول الله وسلم: كيف أصبحت يا فلان؟ قال: أصبحت يا رسول الله موقناً، فعجب رسول الله من قوله وقال له:
إنّ لكلّ يقين حقيقة فما حقيقة يقينك؟ فقال: إنّ يقيني يا رسول الله هو الّذي أحزنني، وأسهر ليلي وأظمأ هواجري، فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها حتّى كأنّي أنظر إلى عرش ربّي وقد نصب للحساب، وحشر الخلايق لذلك، وأنا فيهم، وكأنّي أنظر إلى أهل الجنّة يتنعّمون في الجنّة ويتعارفون على الأرائك متّكئون، وكأنّي أنظر إلى أهل النار وهم فيها معذّبون مصطرخون، وكأنّي الآن أسمع زفير النار يدور في مسامعي. فقال رسول وسلم: هذا عبد نوّر الله قلبه بالإيمان، ثمّ قال له: الزم ما أنت عليه، فقال الشابّ: ادعُ الله لي يا رسول الله أن أرزق الشهادة معك، فدعا له رسول الله وسلم فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبيّّ وسلم فاستشهد بعد تسعة نفر وكان هو العاشر"
|
|
|
|
|