|
محقق ومدقق لغوي
|
|
|
|
الدولة : عراق المقدسات - كربلاء المشرفة
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها">
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
قصة عجيبة.. من كرامات فاطمة (ع)
بتاريخ : 13-Apr-2012 الساعة : 10:21 AM
![](http://www.mezan.net/forum/salam/6.gif)
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
من كرامات فاطمة (ع)
هذه القصة عجيبة لشاب مذنب، نال الموفقية والهداية من خلال العزاء الفاطمي، حيث سمع هاتفاً من الغيب يقول له: (انهض يا محمّد، فقد حان وقت الصلاة)، فأُلقي في روعه أن الصديقة الزهراء(ع) هي التي هتفت به، وأن ذلك دليل قبول توبته وإليكم القصة وعبرتها..
كانت ليلة عجيبة، إذ كنت أرى الشباب الموالين مرتدين لملابس العزاء في الظلام وينادون باسم فاطمة(ع)، وكانوا بكل وَلَهٍ يلطمون على الرؤوس والصدور.. وكانت تلك المرة الأولى الّتي أشتركُ فيها في مجلس العزاء على المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).. وقفتُ جانباً، ورحتُ أفكر في ذكريات الماضي أربع وعشرون سنة وأنا في مستنقع الغفلة، بعيداً عن ذكر الله وسائر القضايا الروحية والمعنوية، فما أفظع تلك السنين المظلمة..
ولكن قبل يومين فقط تشرفتُ بلقاء أحد أولياء الله سبحانه، وطلبت منه أن يعينني على الخروج من هذه الغفلة، والعودة إلى ربي الرحيم، فبيّن لي طريق التوبة وكيفية الحصول على غفران الرب، وفي تلك اليومين -وعلى عكس أيام العمر كلها- كنت دائم التفكير في كيفية الحظوة برضا الله سبحانه وقبوله توبتي، كما استولت على وجودي حالة بين الخوف والرجاء، فهل كان من الممكن حقاً أن يزاح من أمامي جبل الذنوب ويتهاوى الجدار الفاصل بيني وبين خالقي ؟!
كانت تلك المرة الأولى الّتي دعوت فيها الله وسألته العفو والرحمة بعين باكية، وأعادني حماس العزاء إلى وعيي مرة أخرى، ورحت أفكر في الأسباب الّتي تمنعني دون أكون مثل هؤلاء المعزين.. وقلت في نفسي: أليست الزّهراء هي أمي وأم الشيعة جميعاً؟ ثم تحاملت على نفسي وانشغلت معهم بالعزاء، وبدأت ألطم على رأسي وصدري، ولكنني كنت منزعجاً بسبب معرفتي بأن ما أقوم به لا ينبع من صميم قلبي، فرحتُ أتوسل بالإمام صاحب الزمان(عج)، وناديته بكل إخلاص: سيدي! إن مجلس العزاء هو مجلس أمك الزهراء، فتفضل عليّ باستشعار حلة الحزن الحقيقي لكي أشترك بالعزاء بكل صدق..
فانبعث في قلبي شيء من الحماس وألم على رأسي وصدري بقلب مفجوع، بل وشعرت أنني لوحدي أقوم بمراسيم العزاء.. وأكرر صرخة (يا فاطمة، يا فاطمة).. ولم أنتبه إلى ما استغرقه المجلس من الوقت.. ولكنه انتهى على أية حال، وكنت عاجزاً عن منع دموعي عن الهطول.. نعم لقد أصبحت أنا أيضاً من المعزين بمصيبة السّيدة الطاهرة فاطمة الزهراء(ع).
وبعد انتهاء مراسم العزاء توّجهت مباشرة إلى الحرم الطاهر للإمام الرضا(ع)، وبعد أداء الزيارة بدأت أهمس مع نفسي وأقر للإمام الرضا(ع) رثاء الزهراء(ع).. فشعرت أن الإمام(ع) يبكي معي، ثم قفلت راجعاً إلى البيت, وكأنني كنت أحلّق في الفضاء، وامتلأ قلبي بطراوةٍ لم أكن أعرفها من قبل.. فهل حقاً تقبل الله توبتي بعد مشاركتي في مراسم العزاء الفاطمي؟!
وفي جوف الليل وقبل النوم رحت أبكي وأكثر من الإلحاح في طلب التوبة، وكنت متأكداً أن قلبي لن يحظى بالاطمئنان حتى أرى ما يشير إلى قبول توبتي.. واستيقظت من النوم في منتصف الليل على صوتٍ غاية في العطف والرحمة يقول: (يا محمّد، يا عزيزي، انهض، فقد حان وقت الصلاة)، ولكنني لم أنهض من مكاني، حتى سمعت الصوت مرة أخرى -وكان يأتي من خارج الغرفة- (حان وقت الصلاة)، وكان الصوت يشبه صوت أمي، ولكنه كان أكثر حناناً، ويمتاز بالنفوذ القاطع وحتى استشعرت اللذة تغمر وجودي.. فهبطت إلى ساحة البيت لأسبغ الوضوء، ولكن العجب تملكني، إذ رأيتُ أبي وأمي نائمين في الغرفة الواقعة على الجانب الآخر من ساحة البيت، بل إن الباب الّتي تفصل البيت عن ساحته كانت مقفلة.. فألهمت بأن الصوت كان صوت سيدّتي الزهراء(ع)، وهو الدليل على ماكنت أطلب وأرجو من التوبة.. فانقلبت حالتي وتوضأت وتوجهت إلى غرفتي، ثم شعرت بأن حالة من المعنوية والوقار الّذي لم أعهده من قبل قد شملني، ووقفت مستعداً للصلاة، وبدأت أردد عبارات الأذان، ورددت معي جميع خلايا بدني كما هي روحي، وتلك العبارات، واستولت علّي حالة عجيبة حينما بدأت الصلاة، وكأن الله تعالى يستقبلني وقد أزيحت كافة الفواصل المتراكمة منذ سنين، وتفتحت شهيتي للمعنويات، وتذّوقت حلاوة قراءة سورة الحمد وامتلأ فمي بها..
نعم، لقد قبلت توبتي بعد ثلاثة أيام من اعلاني لها بشفاعة أمي فاطمة الزهراء(ع) وبسبب مشاركتي الصادقة والخالصة في مراسم العزاء الفاطمي.. رغم ذنوبي العظيمة وقذارة روحي السابقة، وانطلقت بكل وجودي إلى التحليق نحو المعنويات وانعتقت من قيود الغفلة والذنوب..
القصة منقولة لمزيد من الفائدة والعبرة والثواب وإحياء أمرها (ع)
المذنب المقصر
الراجي دعاكم
منير الحزامي
كربلاء المقدسة
|
|
|
|
|