اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
إنَّ أوهنُ البيوتِ لبيت العنكبوتِ
----------------------------------
يقول تعالى في كتابه الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿العنكبوت: 41﴾
لو تأملنا بوصف الله تبارك وتعالى في قوله وإنَّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت ، هل المقصود الوهن أي الضعف من حيث التركيب الخارجي والشكلي والمادي لهذا البيت ، أم وراء هذا الوصف معناً معنوياً عظيما يريد الله سبحانه لنا معرفته - لأن القرآن الكريم أجل وأعظم من أن يبحث وراء هذه السطحيات أو الأشياء البسيطة التي لا تفيد ولا تنفع الإنسان في حياته ؟
نعم إن الله تبارك وتعالى أراد من هذا الوصف مقصداً معنوياً عظيما يخص حياتنا الأسرية والإجتماعية ، حيث لو كان هذا الوصف ذاك الوصف المادي المتراكب من خيوط ونسيج يمكن تحديه بميلة إصبع ، ولما كان فيه حمى نبيه ودافع عنه في يوم الهجرة الشريفة حيث نسجت العنكبوت خيوطها على باب الغار وباضت الطير بجنبه ولهذا منحى آخر ربما أراد الله به أن يرى الكفار والمشركين بحجم ما لهم من قوة واندفاع كيف أحمي رسولي منكم بأضعف خلقي وهذه من حكم الله المتعالية .
لكن نجد أن الله سبحانه يصف هذا البيت العنكبوتي مرة أخرى في كتابه بصورة أكثر وضوحاً وتفسيرا إذ يقول :
وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ
أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّـهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿النحل: 92﴾
نعم من هنا نفهم أن الخطاب موجه لنا لنتعلم ونستفيد من هذا الدرس العظيم ، ونستفهم من قوله تبارك اسمه أن الأسرة العنكبوتية ضعيفة جداً وواهنة تتفكك بسرعة حيث لو درسنا حياة هذا المخلوق لأدركنا حقيقته وحقيقة قوله تعالى ومقصده - إذ أن هذه العنكبوت الأنثى تتزوج من الذكر وبعد عملية اللقاح تقتله في شرَكِها ثم تضع بيوضها وبعد خروج الأولاد من هذه البيوض يأتي دورهم ليقضوا على أمهم ، ومن راقب العنكبوت جيدا وجد أنها تحمل أولادها حول جسمها وهؤلاء الصغار يبدأون بأكل جسمها قليلا قليلا حتى يقضوا عليها ...
فمن خلال هذه الحقيقة لهذا المخلوق رصدا بمعنى قوله تعالى نجد أن الله سبحانه ينبهنا أن لا نكون مثل هذا البيت الواهن الذي يتفكك بسرعة .
هذا والله العالم
والحمد لله رب العالمين
توقيع خادم الزهراء المظلومة
يا دماء فاطمة ثوري واطلبي الثار
واستنهضي منتظراً طال له انتظار