اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اسباب تشتت افراد المجتمع -3
وها نحن نعود من جديد لمناقشة العلاقات الاجتماعية، وكيفية التعامل مع مشاكلها.
فعندما يكون هناك توجه جمعي وحقيقي، لحل المشاكل الاجتماعية، نكون قد امسكنا بأول الخيط، وسلكنا الاتجاه الصحيح في هذا السبيل. ومع هذا فان هذا المشروع وعر، وبه الكثير من المنعطفات الخطيرة، التي بجب اخذها بعين الاعتبار. كما ويجب التعامل معها بحذر شديد، والكثير من الصبر. لاننا هنا نتعامل مع بشر، لهم ميول مختلفة، واهواء متفرقة.
ومن بيد الادوات التي تساهم في ايجاد الحلول لمشاكل المجتمع، تدخل اصحاب الوجاهات والمتنفذين في المجتمع. وهذا التدخل لهو اكبر الاثر في الحصول على نتائج طيبة، وذلك لان مجتمعنا لا يزال يكن الاحترام والتقدير ولو ظاهريا، لكبار السن واصحاب النفوذ.
لكن ليس بمجرد وجودهم، نكون قد حصلنا على حلا نهائيا، ولكن حققنا جزءا منه. ذلك لان ليس كل خلافاتنا اسبابها شخصية، تحل بمجرد اجتماع طرفي النزاع، والضغط عليهما لتقديم الاعتذار، لتعود بعدها الامور الى مجاريها.
بل ان الكثير من مشاكلنا تعود لنزاعات مادية، او لاسباب لها صلة بالمادة، تحتاج الى الكثير من الفطنة والحكمة. فعند تقدم هؤلاء للتوسط، ولاصلاح ذات البين، قد يضطرون لتقديم العوض المادي لطرفي النزاع. تاسيا بائمتنا(ع) الذين كانوا يقدمون المال لاصحابهم، لنفقتها في اخماد نار الفتنة والشقاق، التي كانت تقع بين المتخاصمين من شيعتهم.
فلا يعتقد ان يتقدم احد لحل مشاكل الناس الاجتماعية، دون دفع ضريبة هذا التدخل. عندها يفضل عمل صندوق خيري، يكون دخله من تبرع مؤمني المجتمع ووجهائه، يصرف ريعه في حل خلافات المجتمع المادية، اقتداء باهل البيت .
بقلم: حسين نوح مشامع