اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
النجف لغة:
والنجف اسم عربي معناه (المنجوف) جمعه نجاف, وتكاد معاجم اللغة تتفق على أنه(المكان الذي لا يعلوه الماء) لأنها ارض عالية تشبه المسناة تصد الماء عما جاورها و(ينجفها) الماء من جوانبها أيام السيول ولكنه لا يعلوها فهي كالنجد والسد.
وتغلب على شكلها الاستطالة دون الاستدارة التي أشار إليها بعض اللغويين: (النَجَف لفظ مفرد، جَمْعه نِجاف: التلّ.. المكان لا يعلوه الماء، مستطيل في بطن الوادي، وقد يكون ببطن من الأرض, أو هي أرض مستديرة مشرفة على ما حولها).
قال ابن منظور: (النَّجَفةُ: أرض مستديرة مشرفة، والجَمْعُ نَجَف، ونِجاف، والنَّجَفَة بالتحريك: مكان لا يعلوه الماء, مستطيل منقاد).
وقال الليث: (النجفة تكون في بطن الوادي شبه جدار ليس بعريض..).
وقال ابن الأعرابي النجفة: (المسناة، والنجف التل).
وقال الأزهري: (والنجفة التي بظهر الكوفة وهي كالمسناة تمنع ماء السيل إن يعلو منازل الكوفة ومقابرها).
وقال الفيروزآبادي في (القاموس): (النجف محركة، وبهاء (النجفة): مكان لا يعلوه الماء مستطيل منقاد، ويكون في بطن الوادي، وقد يكون ببطن من الأرض جمعه نجاف، أو هي أرض مستديرة مشرفة على ما حولها، والنجف محركة: التل.. والمسناة ومسناة بظاهر الكوفة تمنع ماء السيل أن يعلو مقابرها ومنازلها).
وقال المطرّزي في (المغرب): (النجف بفتحتين كالمسناة بظاهر الكوفة على فرسخين منها يمنع ماء السيل أن يعلو منازلها ومقابرها).
النجف في الاصطلاح:
يقول ياقوت الحموي البغدادي: (النجف بالتحريك، وهو كالْمُسَنَّاة تمنع الماء أن يعلـو الكوفة ومقابرهـا، وبالقرب من هذا الموضع قبر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب () . وقد ذكرته الشعراء في أشعارها فأكثرت).
سبب تسميتها:
هناك آراء في ذلك منها:
الرأي الأول:
ما أشار إليه الشيخ الصَدوق في (علل الشرائع) في الباب (26) تحت عنوان: (العلّة التي من أجلها سمّي النجف نجفاً) ومضمونه: أنَّ النجف كان جبلاً عظيماً، وهو الذي آوى إليه ابن نوح (عليه السَّلام) عند الطوفان، وقال كما جاء في القرآن الكريـم: [سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء] (هود:43).
ولـم يكن على وجه الأرض أعظم منه, فأوحى اللّه إلى الجبل: يا جبل أيعتصم بك مني أحد خلقي؟ فتقطّع الجبل قطعاً قطعا، وصار رملاً دقيقاً، وصار بعد ذلك بحراً عظيماً, وكان يُسمى ذلك البحر (ني) ثُمَّ (جف) فقيل (ني جف) ثُمَّ صار ـ بعد أن حذفت الياء للتخفيف يسمّونه (نجف) لأنَّه كان أخف على ألسنتهم.
الرأي الثاني:
ما توصل إليه الباحث الشيخ جعفر محبوبة وهو يميّز ما بين النجف والكوفة، ونجف الحيرة، فيقول: (... وبعد الفحص والتتبع إنَّ النجف قديماً هو ما انفصل عن الكوفة وانحاز إليها من الظهر، حتّى يصل إلى الحيرة, ويُضاف إليها فيُقال: نجف الحيرة، كما يُقال: نجف الكوفة (وهو من قبيل تعريف الغامر بالعامر).
قال البحتري يمدح محمَّد بن أحمد الطائي، في قصيدة له:
هذا ولهذه الأرض الطاهرة أسماء أخرى كثيرة منها ما ورد في أحاديث أهل البيت () ، ومنها ما كان متعارفاً على الألسنة وهي : بانقيا ، الجودي ، الربوة ، ظهر الكوفة ، الغربي ، اللسان ، الطور ، وادي السَّلام. لكنَّ الأسماء الأكثر شيوعاً واستعمالاً هي النجف، والغري أو الغريان، والمشهد.
كل عام وأنتم على ولاية أمير المؤمنين أعاد الله مولده الشريف عليكم بصحة والعافيه