اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ترجل السواد الفكري!
يحلو للبعض مهاجمة بعض العادات والتقاليد الاجتماعية النسائية، لمجرد اختلافها مع أفكارهم وآرائهم. فتراهم يكيلون لها الصاع صاعين، ويحملونها ما لا تحتمل. بل البعض يجعلها من أهم أسباب تخلفهن، وبمحاربتها واختفائها، يتم تقدمهن وتطورهن.
لكن بنظرة فاحصة للتاريخ وسؤاله، لقراءة الأحداث والمواقف التي مرت خلاله، نستطيع تفنيد هذه المقولات التي تطلق جزافا.
فهذه أم المؤمنين خديجة بنت خويلد(رض)، كانت تعيش في مجتمع جاهلي. في مجتمع يضطهد النساء، وينظر إليهن نظرة دونية. لم تمنعها أعراف ذلك المجتمع، من توجهها لممارسة التجارة.
وهذه ابنتها فاطمة الزهراء ، بنت نبي هذه الأمة، وباني نهضتها، ومخرجها من الظلمات إلى النور. لم يمنعها حجابها والمحافظة عليه، من الخروج من بيتها للمطالبة بحقها في فدك. ولم يمنعها كذلك من التطواف بين بيوت الأنصار، تطالبهم بالوقوف إلى جانب الإمام علي(ع)، في إرجاع حقه المغصوب في إمرة المؤمنين..
ولم يفرق النبي محمد(ص) بين الرجال والنساء حين قال (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). ولم يفرق الله جل جلاله بين الرجال والنساء، لذا قال (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، ويطيعون الله ورسوله، أولئك سيرحمهم الله، إن الله عزيز حكيم) 71 التوبة.
لكن لم يصل الذين فارقوا دينهم، وفارقوا مجتمعهم، وكانوا شيعا، مقلدين الفكر المستورد، وراكبين القوارب الأجنبية، معتقدين ومقتنعين بالنجاة، والوصول إلى بر الأمان، مرتقين سلم التقدم والرقي. بل بقوا أذنابا تهتز يمنة ويسرة، خلف ساداتهم الأجانب.
بقلم: حسين نوح مشامع