قضية المخطوفين في سوريا تتفاعل وعمليات الخطف المضاد قد تتكرر
بتاريخ : 25-Jul-2012 الساعة : 01:26 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
في ظل الغموض الكبير الذي يحيط بقضية الزوار اللبنانيين المخطوفين في سوريا على يد مجموعة سورية معارضة مسلحة، تتفاعل الأحداث المرتبطة بهذه القضية الخطيرة بشكل كبير قد يتطور أكثر مما هو عليه اليوم.
ولعل الأبرز في التطورات الأخيرة، هو إقدام مجموعة لبنانية تطلق على نفسها اسم "سرية المختار الثقفي" على اختطاف معارضين سوريين في منطقة البقاع، وذلك لمبادلتهم بالمخطوفين اللبنانيين في سوريا، لكنها سارعت إلى إطلاق سراحهم بعدما تبين لها أنهم ليسوا من المعارضين السوريين، فهل من الممكن أن تتكرر هذه الحادثة، ومن يتحمل مسؤولية عدم حل هذه القضية؟
تطور جديد وخطير
بعد مرور ما يقارب الشهرين على خطف 11 لبنانياً قرب الحدود التركية في سوريا، على أيدي مسلحين سوريين، وبعد أكثر من بيان للجهة الخاطفة، أقدمت مجموعة لبنانية تطلق على نفسها إسم "سرية المختار الثقفي" على خطف مواطنين سوريين بهدف مبادلتهم بالمخطوفين اللبنانيين في سوريا، لكنها سارعت إلى إطلاق سراحهم بعدما تبين لها أنهم ليسوا من المعارضين. وفي هذا السياق يعتبر الشيخ عباس زغيب، المكلف من المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى بمتابعة هذه القضية، أنه من الطبيعي إعتبار هذه الحادثة تطورا جديدا في قضية المخطوفين اللبنانيين، ويشير إلى أنه كان قد حذر في وقت سابق أكثر من مرة من حصول مثل هذه الأعمال لكن لم يكن هناك من آذان صاغية لتسمع.
ويرى الشيخ زغيب، في حديث لـ"النشرة"، أن المشكلة الأساسية هي في عدم تجاوب الجهة الخاطفة مع مطالب إطلاق سراح اللبنانيين، ويرى أن هذا الأمر ساهم في تأزيم الأوضاع أكثر، ويلفت إلى أن المطلوب كان منذ البداية أن يتحرك المسؤولون لمتابعة هذه القضية.
وفي الجهة المقابلة، يؤكد عضو "المجلس الوطني السوري" عبد الاله طراد أن المعارضة السورية تنظر إلى الشعبين اللبناني والسوري على أنهما شعب واحد، ويرفض حصول أعمال الخطف من أي جهة كانت، ويعتبر أن "عملية خطف الزوار اللبنانيين تصرف فردي أرعن لن يجدي نفعاً"، ويؤكد أن "هذا التصرف لا يفيد الثورة السورية بل على العكس من ذلك".
ويشير طراد، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن مشكلة الشعب السوري ليست مع الشعب اللبناني بل هي مع النظام السوري، ويتمنى أن تعي الجهة الخاطفة هذا الأمر وتطلق سراح المخطوفين اللبنانيين، ويؤكد أن "المجلس الوطني السوري" يسعى من أجل ذلك، ويكشف عن أن الأيام المقبلة قد تحمل أموراً إيجابية على هذا الصعيد، ويلفت إلى أن هناك تواصلاً مع من يستطيع أن يمون على الجهة الخاطفة.
عمليات الخطف المضاد قد تتكرر
على الرغم من إطلاق سراح المواطنين السوريين المخطوفين في البقاع بشكل سريع، أثارت هذه الحادثة قلق الكثيرين من إمكانية تكرارها في أي وقت طالما أن قضية المخطوفين اللبنانيين لم تحل بعد. وفي هذا الإطار يشير الشيخ زغيب إلى أن من أقدم على خطف السوريين لم يقصد الإساءة إلى الشعب السوري بأي طريقة، ويلفت إلى أن الدليل على ذلك هو إطلاق سراحهم بسرعة عندما تبين أن لا علاقة لهم بشيء.
ويعتبر الشيخ زغيب أن المسؤول الأساس في هذه القضية هما الدولتان القطرية والتركية، بالإضافة إلى كل الدول التي تدعم المعارضة السورية لأنها تستطيع أن تلعب دوراً أساسياً في إنهاء هذا الملف. ويعرب عن إعتقاده بأن ما حصل في البقاع يمكن أن يتكرر في المستقبل، لكنه يطالب بعدم حصول ذلك، ويؤكد العمل لتهدئة الشارع من أجل هذا الأمر.
ومن جانبه، يؤكد طراد أن من أقدم على خطف السوريين في البقاع رداً على إستمرار خطف الزوار اللبنانيين هم أفراد، ويؤكد الرغبة في عدم إعطاء الموضوع أكثر من حجمه، ويشدد على أن الدولة اللبنانية تتحمّل من الناحية الإخلاقية والإنسانية والإجتماعية المسؤولية عن حماية أي مواطن موجود على أراضيها.
ويلفت طراد إلى أن من المفترض أن يكون هناك إتصالات بين المجلس الوطني السوري والسلطات اللبنانية لمعالجة هذا الموضوع، ويتخوف من تتكرر مثل هذه الحوادث، ويشير إلى أنها ليست الحادثة الأولى.
يؤكد الشيخ زغيب أن لا حل لهذه القضية إلا بعودة المخطوفين اللبنانيين إلى أهلهم، فهل يتمكن من يستطيع الضغط تحقيق هذا الأمر كي لا تتطور الأمور أكثر، ولكي لا يدفع من لا علاقة لهم ثمن تصرفات مجموعة وصفها طراد بـ"الرعناء"؟