اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ولادة العلم والنور مع ولادة الصادق(ع)
"متى ما عمت البلاد الفوضى والاضطرابات، فأنا أول من يسرق دكانه" كلمات سمعتها من أحدهم وكان في لباس عسكري، منذ ما يقارب الثلاثين سنة، ولا زالت أحتفظ بها تدق في ذاكرتي. خرجت من فيه على أثر مشادة، بينه وبين صاحب محل بيع ساعات يدوية. لم يتفقا على قيمة الساعة، فخرج من المعرض يصرخ بتلك الجملة. أثرت مقالته كثيراً في قلبي ووجداني، واعتصرني الألم. فدعوت الله أن لا تتحقق أمنيته، وأن لا أرى ذلك اليوم.
ومضت تلك السنوات، وإذا بنا نسمع بسقوط الطاغية صدام. ولنرى ما خلف لنا هذا المستبد، من تركة قصمت ظهر عراقنا الجريح. فلقد ذهب وترك وراءه الخونة والإرهابيين، ممن اكملوا الطريق، في سرقة خيرات البلاد والعباد. استغلوا الانفلات الأمني، وغيبة الحكومة ذات السيادة. هجموا وتسلطوا على كل شيء، من الثروات الاقتصادية، إلى قتل وتصفية كل من تناله أيديهم من الأبرياء. ولم يسلم منهم الناس على مختلف معتقداتهم وتوجهاتهم. لم ينجو منهم القريب والبعيد – والشيخ والشيخة – والرجل والمرأة – والطفل والطفلة. وانتهى هتلر العصر، كما انتهى فرعون زمانه، وخرج من الدنيا مذموماً مدحورا.
وأخذت الدولة الأموية تلفظ آخر أنفاسها، بعد أن استوفت طعمتها، وانتهت مدتها. تصديقا لقول الله تعالى (وَضَرَبَ الله مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ). وتطبيقاً لسنة الباري في الأرض (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا).
عندها بدا نجم الحكومة العباسية، في الصعود على أنقاض سابقتها. استعملت جميع الحيل الشيطانية، كما استخدموا فكرة قائم آل البيت ، سلما للوصول إلى تلك السلطة. وأجمعت أمرها على التخلص من بني أمية، ومن جميع أفرادها. كما عمت في تلك الفترة الفوضى في ربوع الأرض، وبين السكان. وبسبب ضعف الدولة، عم الخراب والدمار.
عندها انتهز إمامنا جعفر ابن محمد الصادق ، الفرصة لكونها مؤاتية. انتهزها ليس للوصول إلى القيادة الدنيوية، كما فعل الأمويون والعباسيون، لاستحكام تسلطهم على الناس بالظلم والقهر. ولكنه كان من الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ.
توجه لإحياء ما عمل الأمويون على طمسه، من معالم الدين الله الحنيف وعلومه. توجه لإقامة الجامعات والمدارس، يطعم الأمة بمختلف العلوم والفنون. يعطيها اللقاح المضاد، الذي يقيها آثار الأمراض الفتاكة التي لحقت بها، خلال فترة حكم أبناء الشجرة الملعونة في القرآن. ولم يختص بعلم دون آخر، بل ما ترك علم إلا وادلى فيه بعلم غزير. فضمت جامعته العلوم الدينية، وأخرى الدنيوية والعلمية. فحوت دروسه على العلوم الدينية، مثل الحديث – الفقه – والتوحيد - والأخلاق – والتفسير – وعلم الكلام – والمناظرات. ولم تهمل العلوم الدنيوية، مثل الطب والكيمياء.
كما اشتملت محاضراته ومناظراته، على الموالين والمخالفين. الموالين أمثال هشام ابن الحكم، وجابر ابن حيان. وأبناء المدارس الأخرى، أمثال الإمام أبى حنيفة النعمان، إمام المذهب الحنفي. الذي أطلق مقولته المشهورة "لولا السنتان لهلك النعمان". كما كان الرواة عنه من الثقات على اختلافهم في المقالات والديانات أربعة آلاف رجل. والسلام عليه وعلى آبائه وأبنائه، حين ولد - وعند مماته - ومتى ما بعث حيا.
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف - السعودية
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
لا شك أن اتفاق ميلاد مظهر الحقائق ولسان الله الناطق
الإمام جعفر الصادق صلوات الله عليه
مع ميلاد أشرف الأنبياء والمرسلين
صلوات الله عليه وآله
ليس صدفة أو شبه ذلك!!!
بل دلالة واضحة على نهجنا الحق.
أشكرك عزيزي...موفقين.
شعاع المقامات.
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.